الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاروق جويدة: الشاعر العربي يعيش في قيد فكري

فاروق جويدة: الشاعر العربي يعيش في قيد فكري
6 ابريل 2008 01:06
''ليس في الشعر العربي أي حضور لحقوق الإنسان، غابت هذه القضية تماما عن الشعر منذ العصر الجاهلي، والحب من حقوق الإنسان، لكنه لم يكن حاضرا أبداً في قصائد قامتين عاليتين من قامات الشعر العربي هما المتنبي الذي تدنى في سلوكه من أجل السلطة واحمد شوقي الذي عاش وكتب للسلطة وسكان القصور''· ببساطة شديدة قال ذلك الشاعر فاروق جويدة في محاضرته مؤخراً في الصالون الثقافي للمجلس القومي المصري لحقوق الإنسان حول ''الشعر وحقوق الإنسان'' ورأى أن حقوق الإنسان حاضرة بقوة في الشعر الاغريقي وغائبة في الشعرالعربي· وقال جويدة: المتنبي وأحمد شوقي أكبر قامتين في الشعر العربي كله، وحين فتشت في اشعارهما لم اجد لقضية الحرية وحقوق الإنسان حضورا، وقد يكون كل منهما قال بيتا هنا أو هناك يجسد معنى من معاني الحب والحرية لكنها لم تكن هما عاما لدى كل منهما، وكل منهما لم يعبر عن موقف عاطفي خاص ومشاعر الحب والغرام التي عاشها، والشاعر الذي لا يعبر عن حبه، لا يكون حرا· وقدم جويدة في محاولة تفسير تلك الظاهرة عدة تساؤلات وافتراضات من بينها أن الشعر العربي ارتبط في أغلب تاريخه بالسلطة والحكام، وكان الشاعر يقف بباب الأمير مادحا ومبالغا، حتى أن شوقي كتب ''ولدت بباب إسماعيل'' يقصد الخديو إسماعيل الذي عرف باستبداده وقسوته، فضلا عن الديون التي تراكمت على مصر في عهده، بسبب أحلامه وطموحاته الخاصة· وأضاف جويدة: ربما غابت الحرية وغاب مفهوم حقوق الإنسان لأن المناخ لا يسمح بظهورهما، فالشاعر العربي القديم (الجاهلي) كان محكوماً بتقاليد القبيلة وهي تقاليد صارمة حكمت الشاعر وضيقت عالمه وتجربته وتغلبت تلك التقاليد حتى على مشاعر الحب لدى الشاعر، كما حدث لمجنون ليلى، وكان لابد للشاعر من أن يلتزم بقضايا قبيلته، أي معاركها وخصوماتها ويمدح انتصاراتها· وبعد الإسلام صارت العقيدة الإسلامية هي المرجعية وسيطر الخلفاء والسلاطين على الشعر والشعراء، كما لعبت البيئة دوراً مهماً بالنسبة للشاعر، فالشاعر الذي يعيش في الصحراء يكتب عن الكلأ أو وفاء الكلب، وحين يذهب الى الاندلس يكتب اشعاراً مختلفة، ويبدو ذلك في تجربة ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي· وشدد جويدة على قضية الحرية بالنسبة للشاعر، لذا اعترض على بعض التساؤلات حول القول بأن الايقاع والتفعيلة والوزن تعد قيودا على الشاعر العربي، واكد أن الايقاع لا يشكل قيدا، وانه ملتزم في اشعاره بوحدة البحر الشعري والايقاع ولم يشعر يوما بانها قيد عنده على حرية التعبير، واعتبر هذه الأمور من القضايا الشكلية، وحتى لو اعتبرت قيدا فهي قيد شكلي، ولكن القيد الذي يعيشه الشاعر العربي فكري بالأساس، مفروض عليه من السلطة ومن المجتمع أحيانا· وقال فاروق جويدة: ذهبت الى التاريخ واستلهمت منه كتابة المسرحيات الشعرية لانني لم اكن امتلك الحرية لاكتب ما اريد ولو كنت استطيع الكتابة عن الواقع لكتبت مباشرة ولم أذهب للتاريخ وحين بدأ بيع القطاع العام في مصر ذهبت الى الخديو إسماعيل وكتبت عن بيع مصر في مسرحية ''الخديو'' وحين اردت الكتابة عن علاقة السلطة بالشعر كتبت عن ابن زيدون وولادة· وأضاف: في مسرحية ''دماء على أستار الكعبة'' قلت: بعد الحجاج سيأتي ألف حجاج وكان المقصود أن اكتب عن الطغاة، وأذكر انه اثناء عرض المسرحية بالمسرح القومي المصري، جاء أعضاء مجمع اللغة العربية في مؤتمرهم السنوي، وكان عددهم 52 عضواً من كل الدول العربية، وبعد انتهاء العرض قالوا لي ''لقد رأينا على المسرح كل الحكام العرب، فالحجاج مازال موجودا''· وأشاد جويدة بالشاعر نزار قباني واعتبره واحدا من الشعراء الذين اهتموا بالحرية وعانى كثيرا بسبب ذلك حتى انه اضطر لأن يعيش في لندن، لأنه لم يجد عاصمة عربية تحتمل جنونه، كما قال نزار نفسه· وتمنى جويدة أن يتفرغ لكتابة عدد من المسرحيات الشعرية، عن الواقع المصري والعربي، معتبرا أن المسرحية الشعرية، هي الفن الأبقى وأن الملاحم اندثرت من الابداع المعاصر، والمسرحية هي التي تعطي المبدع مساحة للتنفس، وانه في ذلك يسير في طريق طويل سبقه اليه عبدالرحمن الشرقاوي وصلاح عبدالصبور·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©