حمى الذهب تجتاح شمال ألبانيا

يتمسك فقراء ألبان بقطعة أرض في شمال أرضها جرداء ومعزولة بسبب إشاعات تتحدث عن ذهب تركه الأتراك في قلعة ''دريشت''• ويقول أحد المسنين في قرية ''ديل بوهاج'' همساً إن ''الأسطورة تقول بأنهم دسوا كل شيء هنا''، أي في القرية التي تتألف من بضعة منازل متداعية تقيم فيها عشرات العائلات• ويضيف ديل أن ''ما يجعلنا نتمسك بهذه الأرض هو الأمل في العثور على هذا الكنز، على الرغم من البؤس المدقع''• وتقول زوجته إيمستي ''نبحث جميعا عن الذهب، رجال ونساء وأطفال''• ويحفر سكان ''دريشت'' في كل مكان وحتى تحت جدران القلعة المهددة بانهيارات جديدة في أي لحظة غير آبهين بالقانون الذي يحظر حفريات مماثلة في موقع أثري• وقد تم تدنيس حتى المقابر بحثاً عن أي دليل• ويشرح عالم الاجتماع جينت سيلي أن ''عائلات البانية مرموقة فضلا عن تجار وملاكين كبار للارض وسواهم خبأوا عملات ذهبية او سبائك في الحدائق داخل جدران المنازل وتحت الشجر'' خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وعندما وصل الشيوعيون الى الحكم في العام 1945 أيضاً• واضاف ''خوفاً من اضطهاد الشيوعيين، مات كثيرون وهم يحتفظون بالسر• من دون ان يفصحوا لاقربائهم عن مكان اخفاء الكنز العائلي''• ويروي كيف أنه وجد بنفسه في 1985 ثلاثة أكياس من العملات النقدية وعملات ذهبية خلال تشييد منزله، في ''ايلباسان'' في وسط البانيا• ويتحدث جينت سيلي عن ''حمى الذهب'' في ''إيلباسان''، وفي ''دوريش'' في الشمال وفي ''جيروكاسترا'' في الجنوب• وبعيداً عن الاساطير والشائعات والامال التي تنشأ على خلفية البؤس، حدثت إبان التمرد المسلح الذي هز البانيا في عام 1997 آنذاك سرقة 370 كيلوغراما من الذهب من انفاق كرابي جنوب ''تيرانا''، حيث كانت وضعتها السلطات الالبانية• ولم يتم العثور مجدداً على المعدن الاصفر•