الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متشدِّدو إيران وأميركا... الرابح الوحيد

متشدِّدو إيران وأميركا... الرابح الوحيد
3 ديسمبر 2007 23:05
انضم الرئيس الإيراني السابق ''محمد خاتمي''، والفائزة بجائزة نوبل للسلام، ''شيرين عبادي''، إلى مجموعة مـن الشخصيــات العامــة في إيران تعتبر أن إجــراء مباحثــات مباشرة وغير مشروطة مع الولايات المتحدة هي السبيـــل الوحيد للتخفيــف مــن حــدة التوتر بين البلديــن والحؤول دون تدهــور الوضـــع إلى ما هــو أســـوأ· ويقترح ''محمد خاتمي'' -رجل الدين الإصلاحي الذي انتخب مرتين بأغلبية ساحقة- و''شيرين عبادي'' -المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان التي أطلقت مؤخراً ما أسمته بالمجلس الوطني للسلام بإيران- بأن لا تعطى الفرصة مرة أخرى للمتشددين سواء في الولايات المتحدة، أو في إيران لإملاء الشروط وتعميق الفرقة بين البلدين· وقد أوضح الرئيس السابق ''خاتمي'' هذا الموقف لصحيفة ''كريستيان ساينس مونيتور'' قائلا: ''يكمن الحل في تحكيم الطرفين معاً للغة العقل والمنطق، والكف عن استخدام الخطاب الاستفزازي، مع التركيز على المفاوضات''· مضيفا قوله: ''ليس أمامنا من خيار سوى تخطي حالة سوء الفهم المتأتية أساساً من تدخل الولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط وسياستها الخاطئة تجاه إيران؛ وأنا أقول بأنه يمكننا العثور على مصالح مشتركة في المنطقة والعالم''· وكان خاتمي قد حذر في معرض حديثة إلى ''كريستيان ساينس مونيتور'' من أن الفشل قد يعني ''أن الأمور بين البلدين ستسوء أكثر، وسينجم عن ذلك أزمة كبيرة لن تعاني منها إيران لوحدها، بل ستعاني منها المنطقة والولايات المتحدة نفسها''· تأتي تصريحات ''خاتمي'' و''عبادي'' لتعكس شعوراً متنامياً لدى العديد من الإيرانيين، بمن فيهم بعض الشخصيات في الحكومة المحافظة، يميل نحو الحوار وانفراج العلاقات مع الولايات المتحدة بدلا من انتهاج سياسة حافة الهاوية، رغم معارضة المتشددين لهذا التوجه وسعيهم إلى إحباطه· ويبدو أن المحاولة الأخيرة التي بذلها المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ''خافيير سولانا'' مع كبير المفاوضين الإيرانيين ''سعيد جليلي'' لتفادي عقوبات جديدة على إيران، لم تؤتِ أكلها بعدما تمسك الطرف الإيراني بعملية التخصيب وجدد رفض بلاده لوقفها، في الوقت الذي تستمر فيه المباحثات بين دبلوماسيي الدول الست المشاركة في المباحثات مع إيران-الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن وألمانيا- للبحث في إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران· سبق أن حذر الرئيس الأميركي ''جورج بوش'' من اندلاع حرب عالمية ثالثة إذا اكتسبت إيران التكنولوجيا النووية، كما أكد في اجتماع ''أنابوليس'' في الأسبوع الماضي أن أحد الأسباب المهمة التي دفعت الولايات المتحدة إلى تجديد التزامها بحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو ''المعركة الجارية اليوم حول مستقبل الشرق الأوسط، وعلينا ألا نتراجع أمام المتشددين''؛ وقد اعتبرت إيران أن الجهود الأميركية لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال مؤتمر ''أنابوليس'' ستمنى بالفشل، وهي تخطط لعقد مؤتمر معارض يستمر على مدى أسبوعين لتعزيز مؤهلاتها كزعيمة ''لمحور المقاومة'' عبر استضافة الفصائل الفلسطينيــة التي أوصدت دونهــا أبواب ''أنابوليس''· لكن رغم الخطاب المتشنج الذي يصدر عن الطرفين، تبرز بين الحين والآخر إشارات في اتجاه التهدئة؛ فقد أعلن الرئيس الإيراني ''محمود أحمدي نجاد'' مراراً عن نية بلاده الدخول في مناقشات شاملة مع الولايات المتحدة تقوم على أساس الاحترام المتبادل وتكون بدون شروط؛ وفي شهر سبتمبر الماضي ذهب إلى حد القول إن أميركا يمكن أن تكون ''صديقاً جيدا''، ناهيك عن اللقاءات الثلاثة التي عقدها سفيرا البلدين في بغداد لمناقشة الوضع الأمني مع احتمال عقد لقاء رابع وشيك؛ من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية ''كوندليزا رايس'' في وقت سابق أنها على أهبة الاستعداد للتحدث مع إيران ''في أي وقت، وأي مكان''، لكنها اشترطت تعليق إيران تخصيب اليورانيوم، وهو الشرط الذي تقول طهـــران إنهــــا لــــن توافــق عليــــه أبـــدا، لا سيما بعد تعليقها للتخصيب عامي 2003 و2004 دون أن تحصل على مكاسب ملموسة· في سياق المواقف الأميركية المطالبة بفتح حوار مع إيران صرح السيناتور الجمهوري ''تشاك هاجيل'' خلال الشهر الجاري قائلا: ''على الولايات المتحدة السعي إلى الدخول في مباحثات غير مشروطة وشاملة مع إيران''، محذراً من تكلفة الحرب المرتفعة مع أمة ''ستبقى قوة إقليمية مهمة'' في القرن الحادي والعشرين سواء شنت الولايات المتحدة هجوما عليها، أم لا؛ كما أكد هذا الطرح أحد المحللين السياسيين الإيرانيين -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- قائلا: ''نحن في وضع مهما بذل الأميركيون فيه من جهود سواء لجهة التهدئة، أو لجهة تصعيد الموقف، فإن ذلك يصب في مصلحة المتشددين في طهران ويعزز موقفهم''· فبينما سيستغل المتشددون سياسة التهدئة الأميركية للتدليل على نجاح أسلوبهم المتعنت إزاء المطالب الدولية، سيعزز التصعيد موقف ''أحمدي نجاد'' وجماعة المتشددين المحيطين به؛ ويؤكد ''خاتمي'' أن الولايات المتحدة تخشى من أن تنكشف ذريعة البرنامج النووي الإيراني إذا ما سُمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة المنشآت الإيرانية، قائلا ''إن إيران لا تملك القنبلة النووية ولا تسعى إلى حيازتها''؛ فيما يقول المحلل السياسي الإيراني إن ''الولايات المتحدة تواجه نفس المعضلة التي تواجهها إيران، فواشنطن تريد المحادثات، لكنها لا ترغب في إضفاء الشرعية على النظام، كما أن إيران تريد الحوار، لكنها لا ترغب في تسميتها مباحثات، أو الاعتراف بمشروعية المصالح الأميركية في المنطقة''· سكوت بيترسون- طهران ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©