الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزواج أيضا يحتفلون في عيد الأم

الأزواج أيضا يحتفلون في عيد الأم
20 مارس 2010 22:05
كثير من الدراسات أثبتت أننا نختار أشباه آبائنا في الطرف الآخر، فكما تبحث المرأة في الرجل عن عاطفة أبوية، فإن الرجل أيضا يبحث عن جانب من الأمومة في زوجته، ولهذا فللزوجة أدوار عدة في حياة الزوج، أهمها ذلك الدور «التعويض»، وإن كان نسبياً، عن الأم خاصة إذا اختفت الأم من حياته إما بسبب الوفاة أو السفر. وكما أن الزوجة هي أم لأطفالها فهي أم ولو بشكل معنوي للزوج أيضا، والاحتفال الجماعي بها في يومها يعطيها وضعاً أكثر شمولية، إذ يتلون حبها له في ذلك اليوم بصبغة أمومية خالصة تستحق من أجلها أجمل الهدايا. في هذا التحقيق رجال عبروا عن مشاعرهم نحو زوجاتهم، وكذلك فعلت الزوجات. عطاء الزوجة وتضحياتها لا تعد ولا تحصى، يقول الدكتور خالد عبد العزيز بمناسبة عيد الأم: «ليس من العدل أن نتذكر ذلك ليوم واحد في السنة فقط». يتابع الدكتور قائلاً: «هذا اليوم هو عيد لفضائلها وأفضالها، لذلك علينا أن نعتاد على تقدير الزوجة في كل يوم إن لم يكن كل ساعة، وبالنسبة لي فإن ما أقدمه لزوجتي من هدايا معنوية أو مادية، فهو لا يساوي ولو بالقليل مما تقدمه لي، من مساندة وتعاون في الحياة الزوجية». وتلفت زهرة عبد العظيم (ربة بيت) إلى أنَّها قبل الزواج كانت تحتفل بعيد الأم مع والدتها في مصر، ولكن الآن تغير الوضع، تقول عن ذلك: «الآن بعد زواجي أصبحت أسرتي هي زوجي والطفل الذي في بطني، وبمناسبة هذا اليوم أعتقد أن زوجي أعد لهذه المناسبة مفاجأة لا أعرف ما هي، وأنا كلي شوق ولهفة لمعرفة ماهيتها. تتابع زهرة وهي تبتسم: «الهدية أو المفاجأة، مهما كانت، فهي لا تستوفي التعبير عن حبي لهذه المناسبة، لأن فترة ثمانية أشهر من الزواج كافية لتكون دليلاً على حبِّه لي وخوفه علّي». أنتظرها بصبر تشارك رنا حسين، ربة بيت، في الحديث قائلة: «نحتفل بهذه المناسبة كل سنة، وأنتظرها بفارغ الصبر، لأنَّ زوجي يفاجئني دائماً بهدية تعبر عن مدى حبه لي، وتكون هديته غالباً إما مبلغا من المال، أو طقما من الذهب، والاحتفال بهذه المناسبة مع زوجي وأبنائي هو فرصة لتجديد المشاعر والعواطف بيننا». جندي مجهول من جانبه يقول جاسم محمد في هذه المناسبة عن والدته: «إنها الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ليرعى ضعفنـا، ويداوي عللنا، وهي الإيثـار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل، ويعطـي بلا حـدود أو منــّـة، لكن مهما قلنا فلن تكفينا سطور وصفحات لنحصي وصف الأم، وما تستحقه من بر وتكريم وعطاء امتناناً لما تفعله في كل لحظة، وإن أمكن أن نحصرها في كلمتين: النقـاء والعطـاء بكـل صـوره ومعانيـه». أما زوجته فلم ينس جاسم فضلها، بل هو يهديها قلبه في عيد الأم، يقول عن ذلك: «الكثير من الأزواج في هذه المناسبة يتأهبون ويستعدون مسبقاً لهذا اليوم، حيث إن البعض يحتفل مع عائلته في أحد المطاعم، أو مع الأصدقاء والأهل، أو يذهب لحضور احدى الحفلات التي تقام بهذه المناسبة. يتابع جاسم: «في السابق كنت أحتفل بعيد الأم مع والدتي، أما الآن وبعد أن صرت أعمل في الإمارات، فأبارك للوالدة لهذه المناسبة بالهاتف، وبالنسبة لعائلتي فقد أصبحت زوجتي هي كل شيء في حياتي، ومهما فعلت ماذا عساي أن أقول في حقها من خلال أسطر معدودة؟ وماذا عساي أن أعطيها خلال يوم واحد؟ يضيف محدثنا: «إن تقديرها على مدار العام لا يكفي، ولكن في هذه المناسبة أحاول وبكل جهدي أن أجمع ما أستطيع من القول والتعبير حتى أنقل لها شيئاً من إحساسي». طبيب مداوٍ بإحساس شاعر يعبر عبدالله عبد الرحمن قائلاً في حق زوجته: «إنها القلم الذي لا ينضب مداه، والطبيب المداوي لعيوننا، وهي الانتماء الحقيقي، لقد تجشمت الكثير في سبيل تربية أبنائي، وتحملت الآلام والمصاعب في سبيل أن ترسم على شفاهنا الابتسامة الصافية، وتؤمن لنا الحياة الكريمة». يبتسم عبدالله ويكشف عن الهدية التي سيعطيها لزوجته قائلاً: «إن الهدية ليست بثمنها المادي، بل بمغزاها المعنوي، وهي تشعرها بتقديرنا لما أعطته لنا، وبمناسبة عيدالأم فقد استعددت لها أنا وأبنائي حيث اشترينا لها هدية مُناسبة تليق بمقامها، وسيقدمها الأبناء عربوناً لمحبتنا لها». هي قاموسي اللغوي بدوره يعبر لطفي حماد، موظف، عن حبه لزوجته بقوله إنَّه مهما قدم لها من تعبير عن الحب فلن يوفيها حقها، و»بهذه المناسبة سأجتهد للبحث عن أجمل وردة لأقدمها لها وأقول لها: «كل عام وأنت بخير»، يا من ربيت وسهرت، ولا بد أن تحصدي ثمار غرسك يوماً، لأن كل ما يتحقق في حياتي من تقدم لا أراه إلا وأنت فيه». يسعى لطفي ليعبر بصورة وافية عن هذا اليوم، فيقول: «هي رفيقة دربي أتزود بدعواتها وبركاتها، وهي قاموسي اللغوي، وسأحافظ على تقليد الاحتفال معها كل عام، وأهديها كل يوم هدية رمزاً وتعبيراً عن تقديري لعطائها اللامحدود». تعبير عن المشاعر من جانبها تتمنى مرام الزيودي، متزوجة، أن تكون مثل هذه المناسبات كل يوم، وتقول عن ذلك: «يا ليت تلك المناسبات الجميلة تكون على طوال أيام السنة، وخاصة بالنسبة للمتزوجين، لأن الأزواج يتسابقون في تقديم أجمل هدية للزوجة مهما كبر حجمها وغلا ثمنها، وهي تعبير في المقابل عن المشاعر والأحاسيس، لذلك أرى أن هذه المناسبة هي فرصة ليعبر الزوج عن حبه لزوجته، ويفهمها أنَّها غالية على قلبه». قلب من ذهب أما الطالب الجامعي عمر الزرعوني المتزوج منذ 3 سنوات، فيقول عن هذه المناسبة: «هي بحد ذاتها فرصة لإشاعة الحب والوفاء للزوجة، وقد اعتدت أن أقدم هدية لزوجتي مثل ساعة أو خاتم أو عطر أو حقيبة جلدية، لكن هديتي هذا العام مختلفة. يصمت عمر قليلاً يفكر في البوح بنوع الهدية، ثمَّ يقول بعد تردد: «لقد اشتريت لها قلباً من ذهب أهديها إلى قلبها الرحيم والعطوف والرقيق، وبما أن أمي متوفية فإن أم عيالي في نظري هي أجمل هدية حصلت عليها في حياتي، فقد وقفت بجانبي فى أشد المحن، واعتبرها الزوجة المثالية التي لا يمكن أن استغني عنها طوال حياتي». زوج لا يهتم في مقابل ذلك هناك بعض الأزواج الذين لا يعيرون هذه المناسبة أي اهتمام. بنوع من التفصيل تشير هدى مبارك، أم قاربت الأربعين من عمرها، إلى عدم اهتمام زوجها بهذه المناسبة، وتقول عن ذلك: «زوجي غير مهتم بشراء هدية عيدالأم، ولا يفكر فيها أصلا، وقد اعتدت على ذلك منذ زواجنا قبل 8 أعوام، وإنجابي طفلة عمرها الآن 5 سنوات ونصف». هدى تبدي عدم رضاها عن هذا التصرف وتضيف: «هو أساساً لا يتذكر عيد ميلادي، وأنا الذي أذكِّره به كل عام، وتريدون أن يتذكر هدية عيد الأم، انسوا». تتفق أمل مكاري، أم لأربعة أطفال أكبرهم في الخامسة، مع واقع هدى، فهي تعاني من نفس المشكلة، مع أنَّها من أشد المهتمين بتكريم الآخرين في أعياد ميلادهم، ولاسيما زوجها الذي تجهز هدية عيد ميلاده قبل حلول المناسبة بشهر. للأسف، كما تقول أمل: «هو لا يتذكرمناسبة عيد الأم، بل يتعمد تجاهل هديته لي قائلاً، وهو يضحك: «لما يكبر أولادك خليهم يشتروا لِك الهدية». هدايا تناسب كل الأمزجة والميزانيات فداء طه (أبوظبي) - اقتربت الطفلة هدى محمد من أحد المحال التجارية الخاصة ببيع المصوغات الذهبية، وهي تسير في أحد المراكز التجارية بأبوظبي برفقة والدتها، لتنظر إلى قلادة ذهبية جذبتها بشدة، دخلت إلى المحل مسرعة، ومن خلفها والدتها تركض لتمسك بها، أشارت الطفلة إلى البائع الذي عرف طلبها على الفور وطلبت منه أن ترى القلادة، فحملتها ونظرت إلى الكلمة التي خطت داخلها بحروف من ذهب.. «أمي»، ثم التفتت إلى والدتها وكأنها تهديها إياها بمناسبة عيد الأم. وتعتبر هذه القلادة واحدة من بين الكثير من المنتجات التجارية التي صنعت وصممت خصيصا بمناسبة عيد الأم، الذي درجت كثير من العائلات العربية والأجنبية على الاحتفال بها سنويا، ولا شك أن هذه الهدايا المتوفرة في الأسواق بكثرة، تغري الكثير من الناس بشرائها، حتى وإن كانوا غير معتادين على الاحتفال بهذه المناسبة سنويا، حسب ما يقول عبد الهادي عمر، الذي يعترف بأنه لم يعتد على شراء هدايا لوالدته أو زوجته في عيد الأم، إلا أن العروض التي وفرتها الأسواق في هذه المناسبة قد دفعته لشراء هديتين واحدة لوالدته، والأخرى أعطاها لابنته كي تهديها لزوجته، أي والدتها، في عيد الأم. ولا تقتصر الإعلانات الخاصة بمنتجات هذه المناسبة على أروقة المراكز التجارية وحدها، بل تمتد إلى الشوارع والحافلات وفي كل مكان، لتدفع الزبون في كثير من الأحيان إلى الشراء رغما عنه، ومن أبرز الإعلانات التي وضعت هذا العام إعلانات القلادات الذهبية التي طرحتها علامتان تجاريتان شهيرتان في صناعة الذهب، تم توقيعهما بعبارات إهداء ومحبة إلى الأمهات، وقد سطرت إحدى القلادات كلمة «أمي» بالعربية فيما كتب على منتج الشركة المنافسة نفس العبارة ولكن باللغة الانجليزية «MOM».. هذه الإعلانات تواجهك أينما توجهت في شوارع أبوظبي، وحتى إن خرجت منها، وكأنها ملاحقة للاهتمام بمناسبة عيد الأم وشراء الهدية، بحسب فادي رجا، الذي دفعه أطفاله لشراء هدية والدتهم بعد رؤيتهم للإعلانات. منتجات عيد الأم أصبحت تقليدا متبعا لدى الشركات كما هي بالنسبة للعائلات، حيث درجت الشركات والمصانع على طرح هدايا خاصة بها سنويا يتم التحضير له قبل المناسبة بفترات بعيدة، يقول أحد العاملين في محلات «داماس» للذهب: «عمدت الشركة مؤخرا إلى ابتكار هدايا من الذهب تطرحها في المناسبات المختلفة مثل عيد الحب وعيد الأم، وفي هذا العام طرحت الشركة مجموعة من القلادات المطعمة بالأحجار الملونة بأشكال مختلفة، واحدة منها كتب بداخلها «أمي»، أما الأسعار فكانت مخفضة وتتراوح بين 800- 2000 درهما». يتابع قوله: «هذه المجموعة التي صممت خصيصا لتناسب عيد الأم، لاقت إقبالا كبيرا، وعادة ما تنفذ من الأسواق حتى قبل حلول المناسبة، ومع انتهائها فإنه لا يتواجد منها شيء، وهذا دليل على قبول الفكرة واستحسانها من قبل الزبائن». والواضح أن عيد الأم أضحى مناسبة رسمية تحتفل بها غالبية الناس، وتظلّ مناسبة لصلة الرحم وبرّ أعظم شخصية أوصت بها الديانات السماوية وهي الأم، لكن الواضح أكثر أن العروض التجارية وتشجيع المتاجر والمراكز التجارية على الاهتمام بها له مآرب تجارية بحتة، وهو ما يبرر اكتظاظ الأسواق والمحلات التجارية بالمنتجات المختلفة من عطور وماكياج، وملابس نسائية وأدوات تجميل وكل ما يخص المرأة، بالإضافة إلى العروض التي تقدمها بعض المحلات الكبرى وأسواق السوبر ماركت مثل الأدوات المنزلية المختلفة والتي تضم أدوات كهربائية خاصة بالمطبخ أو أوعية للطهي وغيرها، فضلا عما تطرحه الشركات الأخرى للهدايا البسيطة التي تناسب الشرائح الاجتماعية الأقل دخلا من أكواب وألعاب «دباديب» صغيرة وورود وغيرها من الهدايا ذات الأسعار المنخفضة. الرومانسية يؤكد الخبراء أن التجديد في الحياة الزوجية يمكنه ضخ الرومانسية فيها من جديد، لتعود حواء إلى رونقها وأناقتها، فالهدية دائماً لسان حال المحبين. لكن بعض الرجال في مناسبة عيد الأم يشعرون أن بعض التجار يستغلون هذه المناسبة لاغراض تجارية، لذلك هو ينصح الازواج، أنّهم، وبدلاً من شراء الهدايا الباهظة، أو الذهاب إلى المطاعم الفاخرة، أو حتى شراء الورود، يمكنهم أن يعبروا عن مشاعرهم بكلمة تشعر الشريك بأهميته. فكلمة حب أو إطراء أو جلسة حميمة لاستعادة الذكريات الأولى، كفيلة بإعادة شيء من الدفء إلى العلاقة، وهذه الامور تهم المرأة كثيراً، وتجعلها تشعر بأنها ما زالت مهمة في نظر شريكها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©