«إحصاء أبوظبي» يطلق سلسلة محاضرات لتعزيز الوعي الإحصائي في الإمارة

(الاتحاد) - افتتح مركز الإحصاء - أبوظبي أمس الأول سلسلة من المحاضرات الإحصائية المتخصصة، ضمن مبادرته الاستراتيجية لتعزيز الوعي الإحصائي، بدأها بمحاضرة افتتاحية حول “الإحصاءات الرسمية” قدمها بريان بينك كبير الإحصائيين الحكوميين في استراليا ومدير مكتب الإحصاء الاسترالي، وذلك خلال زيارته الرسمية التي يقوم بها حالياً لأبوظبي، وحضرها بطي أحمد محمد بن بطي القبيسي مدير عام مركز الإحصاء - أبوظبي وقيادات المركز وعدد من ممثلي الدوائر والهيئات الحكومية في أبوظبي وإمارات الدولة. ورحب المركز بالمحاضر، مؤكداً أنه أحد أهم الإحصائيين في أستراليا وكان يشغل قبل ذلك عدة مناصب منها رئيس بعثة أستراليا لدى لجنة الإحصاء التابعة للأمم المتحدة، وأشار إلى أن هدف المحاضرة هو إبراز أهمية الإحصاء كمصدر للبيانات الحكومية، ودورها في دعم ثقافة التميز بين الأفراد والهيئات على السواء. وتضمنت المحاضرة أربعة محاور رئيسية، أولها دار حول مكتب الإحصاءات الأسترالي وأهم مميزات النظام الإحصائي الوطني في أستراليا، مقدماً لمحة عامة عن الأهداف والهيكل والاستراتيجية الرئيسية لمكتب الإحصاء الأسترالي الذي يترأسه. وأشار بينك إلى أن المكتب يشتمل على هيئات استشارية وتنفيذية عديدة وأن قانون تنظيم عمل المكتب صدر عام 1957 ثم أصدر البرلمان الأسترالي قانوناً آخر منتصف السبعينات لتوضيح مهام عمل ومسؤوليات المكتب، مما ساعد المكتب على توطيد علاقات تعاون بناءة مع كافة الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في أستراليا وكذلك القطاع الخاص، بما يمكن مكتب الإحصاء الأسترالي من القيام بدور ريادي كبير في إنتاج البيانات وتدريب الموظفين الحكوميين ودعم التنمية في أستراليا. وأكد الخبير بريان بينك أن آلية عمل المكتب وتعدد مصادره الإحصائية تساعده على القيام بهذا الدور التنموي، ومن أهم هذه المصادر “المنتدى الإحصائي الأسترالي الحكومي” والذي يجتمع بشكل نصف سنوي، لبحث الأجندة الإحصائية الرسمية، وكذلك المنتدى الإحصائي غير الحكومي الذي يضم نحو 40 هيئة ولجنة من كافة قطاعات المجتمع الأسترالي ورجال الأعمال والمنظمات غير الحكومية، وذلك لبحث رؤيتهم واحتياجاتهم من العمل الإحصائي، اقتصادياً واجتماعياً وعمالياً وغيرها من الإحصاءات. كما تناول المحور الثاني من محاضرة الخبير بريان بينك إلقاء نظرة عامة على برامج التنمية الشاملة وطريقة تخطيط وإعداد مشروع تعداد السكان والمساكن في أستراليا، المقرر في 9 أغسطس المقبل. وأكد بينك أنه ومنذ عام 2001 قام مكتب الإحصاء الأسترالي بتطوير ما يسمى بـ”الكبسولة الزمنية”، وهي تضم الإحصاءات والبيانات التي لا يرغب أصحابها في الإفصاح عنها في حياتهم، والاحتفاظ بها في الأرشيف، ولذا فإن المكتب يوفر لهم آلية الحفاظ على سرية هذه البيانات والتي يصل مدى الاحتفاظ بها إلى 99 عاماً كاملة. وأشار إلى أن نسبة الذين اختاروا هذه الكبسولة في تعداد عام 2001 كانت 53% ووصلت في تعداد عام 2006 إلى 56% أي أن النسبة ثابتة تقريباً. واهتم الخبير الأسترالي بريان بينك، في المحور الثالث من المحاضرة، بتناول تجربة مكتب الإحصاء الأسترالي في استخدام البيانات الإدارية للإحصاءات الرسمية، والتحول من الاستخدام الثانوي إلى الاستخدام الاستراتيجي لهذه البيانات الإدارية، وأهمية ذلك في خدمة الكثير من القطاعات في المجتمع الأسترالي، مثل قطاع الطفولة والتعليم والصحة والأمن والمواصلات وغيرها من القطاعات التي يتم الحصول على بياناتها من الجهات الحكومية الإدارية الاتحادية والمحلية، ثم إعادة إنتاجها ومقارنتها مع البيانات غير الحكومية بما يخدم تطوير هذه القطاعات. كما أشار بريان بينك في المحور الرابع من المحاضرة إلى آلية إطلاق بيانات مكتب الإحصاء الأسترالي والتقدم الكبير الذي أحرزه المكتب بما يساهم في تسهيل الإحصاءات الرسمية خلال السنوات العشر الماضية، بعد أن استغرق وصول المكتب إلى هذا المستوى من الخبرة الكبيرة حوالي 70 عاماً من العمل الإحصائي. واختتم بينك المحاضرة بالتأكيد على التحديات التي تواجه العمل الإحصائي في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، مشيراً إلى أن التطورات السريعة والمتلاحقة في العصر الحديث، على جميع الأصعدة، تتطلب جهداً إحصائياً كبيراً لمواكبته، وتطوير آليات حديثة تساعد على مجاراة هذا التطور السريع، بل وخدمته باستباقه عن طريق وسائل التحليل والتصنيف الإلكترونية. كما أجاب المحاضر بريان بينك عن أسئلة الحضور، وأشاد بجهود وإنجازات مركز الإحصاء – أبوظبي في خدمة كافة قطاعات التنمية، مشيراً إلى أن المركز حقق في الفترة الأخيرة قفزات نوعية كبيرة تحسب له، مؤكداً أن المركز قادر على الوصول إليها إذا سار على هذا المعدل من التقدم الذي يحققه الآن بالفعل. وفي الختام توجه بطي أحمد بن محمد القبيسي بالشكر إلى المحاضر والحضور، وأكد تطلع المركز إلى استمرار التعاون بينه وبين مكتب الإحصاء الحكومي الأسترالي، كما أكد حرص المركز على تواصل مثل هذه المحاضرات بما يدعم خطة ومبادرة المركز الساعية إلى “تعزيز الوعي الإحصائي”.