الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان يتألق شعراً في أبوظبي

محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان يتألق شعراً في أبوظبي
3 مايو 2009 03:37
تحت رعاية وحضور سمو الشيخة عوشة بنت خليفة بن زايد آل نهيان، أقيمت مساء الخميس الماضي أمسية شعرية للشيخ محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان على مسرح جامعة زايد في أبوظبي• وحضرت الأمسية سمو الشيخة موزة بنت حمدان بن محمد آل نهيان وعدد من الشيخات، وحشدٌ من الطالبات وأعضاء الهيئتين التدريسيةِ والإدارية في الجامعة• وألقى الشاعر خلال الأمسية عدداً من قصائده الشعرية التي لقيت الاستحسان، وجاءت في عدة أغراض شعرية كالغزل والفخر والقصائد الاجتماعية والإنسانية التي لامست بمعانيها العذبة القلوب، وانتزعت التصفيق بشكل متكرر من أيدي جمهور الطالبات اللواتي ملأنَ القاعة• وكانت البداية مع قصيدة تجسد ما يعتمل في صدر الشاعر من مشاعر الولاء للوطن وإعزازه للقيادة واعتزازه بها، فضلاً عن الوفاء الذي ظهر واضحاً في أبياتها المتواترة، وفيها يقول: وفا وفا هـذي التـحيـة علشـان هـيبـة علـَمْـنا والـولاء والقـيادة ونثر الشاعر وروده الشعرية التي حملت الكثير من المعاني النبيلة، والحرص على عدم الجفاء حتى لو اختلف المحبون وذهب كل منهم في سبيله• وامتلأت القصائد بلواعج الشوق والهيام، وحملت صبوات الروح في شوقها وحبها وحنانها وتحولاتها المختلفة• وبأدائه الجميل، وصوته الواثق أخذ الشاعر يقرأ أبياته التي ترسخ الأخلاق والفضائل، وترسي ركائز التعامل الإنساني الراقي بين الناس، مستلهماً العبر من صروف الحياة وتقلباتها، مصوراً معاناة الشاعر في الحب والصد والهجران، وتملُّك الحبيب من قلبه وفكره حتى أصبح يعشق كل ما يعشقه• ولم يأت غزل الشاعر غزلاً محضاً بقدر ما غلفه برداء شفيف من الحكمة أو المشاعر السامية• أما قصيدته الرائعة عن أحلامه وما يتمناه فجاءت صورة إنسانية نبيلة، ففيها يتمنى الشاعر لو أن كل ما يتمناه يستطيع أن يحققه لقام بعلاج كل ضرير، وأسعد كل حزين، واعتنى بكل شيخ كبير السن لا يجد من يعينه على مشاق الحياة، والحق أن القصيدة تألقت ولقيت إقبالاً من الحضور وفيها قال: لو كل ما عيـنـي أتـمـنـاه تـلقـاه إن كان عالجت العيون الضـريرة وأسعدت لحزنه من الـوقت بكّـاه وضويت للعـاني دروبٍ سـفـيرة ومن بين القصائد التي ألقاها قصيدة ''المحاكاة'' التي أذيعت لأول مرة في برنامج المقناص في حلقة المغفور له الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان والتي كان الحفيد يحاكي فيها جدَّه بأعذب القوافي وأصدق الأحاسيس• عقب الأمسية عقد الشاعر الشيخ محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان مؤتمراً صحفياً أجاب فيه على أسئلة الإعلاميين المختلفة، والتي تناولت علاقته بالشعر، وآرائه في القضايا الشعرية المختلفة، وأهمية برنامج ''شاعر المليون''، ومشروعاته الغنائية المقبلة على صعيد غناء قصائده، وهواياته وغيرها، حيث أعلن عن مشروع جديد لغناء قصيدة من قصائده مع صديقه الفنان حمد العامري، ومشروع ثان بالتعاون مع مطربة عربية رفض التصريح باسمها• وقال عن برنامج ''شاعر المليون'' إنه ''أهم برنامج عن الشعر في التاريخ الشعري العربي منذ سوق عكاظ، وأن الشعر الشعبي لم يشهد حراكاً شعرياً بالطريقة التي أنجزها هذا البرنامج''، مؤكداً أنه لم يفكر بالمشاركة في البرنامج وأنه يتابعه بشكل منتظم• وأضاف: إن الشعر لا وقت له، وأنه يأتي في أي مكان وزمان• ويمكن لفكرة بسيطة أو حادث عادي أن يشعل رغبة القول الشعري لدى الشاعر لتأتي القصيدة عفوية• وأشار إلى أنه تأثر بشعر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي• ولفت إلى أن الساحة الإماراتية تزخر بالأسماء الشعرية المبدعة سواء من الشعراء الحاليين أو من الشعراء الكبار الذين يعتبرون أعمدة القصيدة الشعبية مثل بن لعبون وبن ظاهر وراشد الخضر، فهؤلاء الشعراء نتعلم منهم نحن الشباب الكثير من أسس البلاغة الشعرية ونسج الصور الجميلة، فقد كانوا يكتبون القصيدة زاخرة بالمعاني والحكمة، وكلما طالت قصيدتهم يستمتع بها القارئ أكثر، بخلاف ما يحدث اليوم حيث يحرص الشاعر على أن تكون قصيدته قصيرة كي لا يملّ الجمهور• وعن رأيه في كتابة القصيدة النبطية بروح حداثية والاستفادة من منجز الحداثة الشعرية العربية، قال إنه يتحفظ على هذا النوع من الشعر، وأنه يفضل أن تكون القصيدة واضحة في معانيها لتصل إلى الجمهور العريض، ولا تقتصر على شريحة بعينها من المتلقين• وأضاف أن هذا النوع من القصائد النبطية الحداثية تتوفر على غير قليل من الأفكار المشوشة المرصوصة على الورق• وألمح إلى أنه كشاعر يعنى بما يجري حوله في الحياة الاجتماعية، ويتابع ما يكتبه الشعراء من قصائد في الموضوعات الاجتماعية التي غالباً ما يضفون عليها نوعاً من الطرافة والفكاهة، بيد أنه لا ينتهج هذا الأسلوب ويفضل التعبير عن القضايا الإنسانية العامة والعميقة، مشيراً إلى قناعته بأنه يستطيع أن يقدم شيئاً مميزاً في هذا المجال• وأكد أنه راض عن الطريقة التي ظهرت بها قصائده المغناة، حيث سبق أن ترنم بكلماته عيضة المنهالي، وحسين الجسمي، وراشد الماجد• وأوضح أنه في القصائد المغناة يحرص على اختيار المطرب الذي سيغني قصيدته لكي تأتي على أفضل نحو ممكن، وأن من حق كل شاعر أن يختار المطرب الذي سيوصل كلماته مغناة إلى الناس• ورأى أن القصيدة المغناة يجب أن يتم تصويرها بطريقة ''الفيديو كليب'' لما له من أثر كبير على الانتشار والوصول إلى أكبر قاعدة من الجمهور، حيث أننا نعيش في هذا الوقت عصر الصورة والفن المرئي يؤثر على الناس ويصل إليهم أكثر من المسموع• ونفى الشاعر أن تكون هناك أي خصومة بين الشعر الفصيح والشعر الشعبي، مؤكداً أن الشعراء الشعبيين في العصور السابقة استفادوا من المتنبي والمعري وأبو فراس الحمداني وغيره• وأن ما يشاع حالياً عن خصومة من هذا النوع لا يعدو أن يكون عجزاً من قبل بعض الشعراء من الجانبين عن الوصول إلى الآخر، حيث يصعب على بعض شعراء الفصحى أن يقولوا قصيدة تدخل إلى قلوب أهل الشعر النبطي• ورغم أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، إلا أن الشاعر الشيخ محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان، يتمنى أن تحظى قصائده برضا جمهور الشعر والشعراء بما تحمله من إبداع وتميز، ولهذا فهو لم يقرر بعد إصدار ديواناً شعرياً لأن الديوان المطبوع يكون وثيقة في حياة الشاعر مما يدفعه إلى التأني قبل الإقدام على خطوة النشر• وأكد أنه يسعى للتحقق الشعري المميز بعيداً عن التكثيف الإعلامي والغنائي لأن هناك شعراء كثيرين مكرّسين إعلامياً رغم أنهم غير مجيدين، وهناك شعراء لم يكرسهم الإعلام ومع ذلك اشتهروا وذاع صيتهم بين الناس•
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©