السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كركوك بانتظار الحل بعد التجميد المؤقت لاستفتاء المصير

6 ابريل 2008 01:49
أشاد الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي ميستورا قبل مدة بتدخل الأمم المتحدة في قضية كركوك، قائلاً: إنها كانت قنبلة موقوتة في ديسمبر الماضي، والامم المتحدة أوقفت ساعة التوقيت· لكن ورغم التفاؤل الحذر، ما تزال هذه المدينة الغنية بالنفط والمتعددة القوميات تشكل عامل توتر بانتظار حل تقبله جميع الاطراف· وقد انتزعت الامم المتحدة الموافقة على تاجيل استفتاء حول مصير كركوك تنص عليه المادة رقم 140 من الدستور لمدة 6 أشهر، وسط مطالبة الاكراد بإلحاقها باقليم كردستان المجاور من جهة الشمال· وكانت المادة تنص على تطبيع الاوضاع واجراء احصاء سكاني واستفتاء في المدينة وأراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها،ن وذلك قبل 31 ديسمبر ·2007 وقد وافقت الأطراف المعنية على التاجيل، لكن مواقفها لم تشهد تغييراً يذكر· وقال فلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة كردستان: ''إن كركوك حق تاريخي للاكراد''، واضاف: ''اذا كانت المدينة مهمة للاخرين فان هذا مرده النفط·· اما بالنسبة للاكراد فإنها مسألة عدالة، فالمدينة تشكل رمز اضطهاد الاكراد وقمعهم في السابق''· ويشدد الاكراد الذين يطالبون بضم المدينة الى اقليمهم على هوية كركوك ويعتبرونها بمثابة ''القدس للاكراد''· ويبلغ عدد سكان المدينة اكثر من مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب، مع اقلية كلدواشورية· وكان ممثل العرب في لجنة المادة 140 من الدستور محمد الجبوري اكد قبل فترة أن عدد سكان كركوك عام 2003 كان بحدود 835 الف نسمة، لكنه يبلغ اليوم مليوناً و450 الف نسمة وكل هذه الزيادة للاكراد· ومنذ بداية الحرب الاميركية لإطاحة نظام صدام حسين العام ،2003 عمل الاكراد على توطيد وجودهم في المؤسسات الحكومية والادارية وشجعوا ابناء جلدتهم على الاستقرار في المدينة حيث بات وجودهم أمراً واقعاً· وقال احمد العبيدي احد مسؤولي ''جبهة كركوك العراقية'' احدى الهيئات العربية في المدينة: ''ان ثلاثة اشهر لن تكون كافية لحل مشكلة كركوك، فالامر يحتاج الى سنوات''، واضاف: ''الحل لن يكون ضمن اطار المادة 140 لأنها لم تعد صالحة·· العرب لن يتخلوا مطلقاً عن كركوك ولن يقبلوا باعادة النظر في وحدة العراق''· وقال كنعان شاكر اوزيريغال احد المسؤولين التركمان: ''في جميع الاحوال، لم تتم تلبية المتطلبات الضرورية لتنظيم الاستفتاء مثل تسوية الملكية العقارية او اجراء الاحصاء''، واضاف: ''تمت تسوية ما مجموعه عشرة بالمئة فقط من اصل 400 الف قضية تتعلق بخلافات على ملكية العقارات· اما الاحصاء فهو لم يبدأ بعد''· وقال حسن تورهان العضو التركماني في مجلس المحافظة إن الاستفتاء صار حلماً في ظل الظروف الحالية، فلا احد يؤيده باستثناء الاكراد فلماذا الإصرار اذا؟''، واضاف مكرراً اقتراحاً قدمه العرب في كركوك: ''إن الحل الوحيد يكمن في اتفاق سياسي على مشاركة متوازنة في السلطة بين القوميات في المؤسسات المحلية''· ورأى احد المحللين المحليين أن الاميركيين على ما يبدو باتوا اكثر ادراكاً بابعاد هذه المشكلة بعد ان تجاهلوها مطولاً، واضاف أن زيارة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى اربيل الشهر الماضي دليل على اعادة الاهتمام، ويبدو ان ضغوطاً تخللتها للتشجيع على التوصل الى اتفاق سياسي بدلاً من الاستفتاء· وازدادت كذلك وتيرة الضغوط التي تمارسها تركيا المدافع التقليدي عن الاقلية التركمانية والمعادية لاستقلال كردستان العراق· وفي اشارة الى تطور المواقف الكردية، قال مصطفى ان الاقليم صار مستعداً لقبول حل سياسي متوازن· لكن تورهان شدد على أن الاتفاق السياسي ممكن في حال التخلي عن العد العكسي للاستفتاء· واوضح العبيدي من جانبه أن الامم المتحدة اجرت مشاورات مع الاطراف ووعدت بتقديم اقتراحات جديدة والجميع ينتظر ردهم·
المصدر: كركوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©