الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بوادر تعافٍ طفيف تلوح في أفق قطاع الشحن الجوي العالمي

بوادر تعافٍ طفيف تلوح في أفق قطاع الشحن الجوي العالمي
20 فبراير 2014 22:43
استمر قطاع الشحن الجوي العالمي قابعاً في الركود منذ بدء الأزمة المالية العالمية، إلا أن بعض البوادر التي بدأت تلوح في الأفق تبشر بحدوث تعافٍ وشيك. وتشير تقديرات شركة بوينج لقيمة القطاع الذي يقوم بترحيل كل شيء من الأدوية إلى الفواكه الطازجة والأجهزة الإلكترونية المنزلية، بنحو 240 مليار دولار في 2013. كما تؤكد آخر الأرقام الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، إلى تحسن طفيف، من المتوقع أن يطرأ على القطاع على مدى خمس سنوات مقبلة. وحققت أنشطة القطاع المختلفة حول العالم نسبة نمو سنوية قدرها 1,4% خلال العام الماضي، قياساً بالطن الكيلومتري، بفضل زيادة الطلب خلال النصف الثاني من العام الماضي على الرغم من العقبات التي اعترضت سير التعافي. وربما يتساءل البعض عن ما إذا كانت هذه هي البداية الحقيقية للتعافي، بعد تعرض قطاع الشحن الجوي لأسوأ فترة في تاريخه خلال 2008 و 2009، مع تحسن طفيف تخلل 2010. ويرى برايان بيرس، كبير الخبراء الاقتصاديين في إياتا، أنها البداية بالفعل قائلاً : «اعتقد أننا نشهد مرحلة من التعافي الدوري، نظراً إلى تحسن الإنتاج العالمي وقوة ثقة الأعمال التجارية واستجابة قطاع الشحن لذلك». ومع ذلك، ليست هذه وتيرة التعافي التي يتوق لها القطاع، خاصة أنها جاءت وسط بوادر تشير إلى تغيرات هيكلية واضحة. كما أنها في الوقت ذاته، لا تعكس الزيادة في حركة الركاب. وأضاف بيرس: «يعتبر هذا التعافي ضعيفاً، نسبة إلى عدم استجابة التجارة العالمية عموماً للزيادة في الإنفاق والإنتاج». وأضاف التوجه نحو إعادة الصناعات إلى الدول الغنية، للصعوبات التي تعترض طريق القطاع. وفي ظل ذلك، تُعد آسيا من ضمن المناطق التي تبشر ببعض الآمال، بصرف النظر عن نسبة التراجع التي بلغت 1% خلال السنة الماضية، بالمقارنة مع 2012. وفي أوروبا، حقق قطاع الشحن الجوي نمواً قدره 2% خلال العام الفائت. وأشارت إياتا إلى حدوث تعافٍ في شهر نوفمبر الماضي، وإلى ارتفاع في حجم التجارة، لتؤكد توقعات متفائلة لشركات الشحن الآسيوية التي تشكل 40% من السوق العالمية. كما تعتقد المنظمة التجارية، أن هذه الأرقام بمثابة المؤشر على إمكانية انتشار التعافي على نطاق واسع. ومع ذلك، عبرت «كاثي باسيفيك»، أكبر شركة في آسيا من حيث الشحنات المحمولة عن قلقلها. ويقول مارك سوتش المدير العام لمبيعات الشحن في الشركة: «في اعتقادنا أن 2014 لا تختلف كثيراً عن السنة التي سبقتها، بيد أنها ستكون أفضل نسبياً، لكن ليس للحد الذي يتحقق معه التعافي المطلوب. وما شهدناه هو نمو تقليدي خلال الربع الأخير من كل سنة لا يقوى على الاستمرار بعد انقضاء شهر ديسمبر». ويعاني القطاع كذلك فائض السعة، خاصة مع استخدام بعض شركات الطيران الرئيسة في المنطقة لطائرات ركاب في أغراض الشحن، في وقت حققت فيه سوق الشحن الجوي في الشرق الأوسط نمواً قارب نحو 13% في العام الماضي. وأعلنت شركات الشحن الجوي السنغافورية عن خسائر تشغيلية قدرها 167 مليون دولار خلال السنة المنتهية في مارس 2013، بتراجع قدره 5,1%، نتيجة لضعف الطلب والعائدات. ويضيف مارك سوتش: «كانت (كاثي باسيفيك) تقوم بتسيير 32 رحلة شحن أسبوعياً خلال 2008 من هونج كونج إلى أوروبا، وتراجعت إلى متوسط 11 رحلة خلال السنة الماضية والحالية. كما أننا لا نتوقع عودة السوق لمستويات 2010، بصرف النظر عن موقعنا في واحدة من أفضل المناطق في العالم. وتطرق الشركة أبواب أسواق أخرى مثل المكسيك والهند وفيتنام، وغيرها، مستفيدة من وجودها في المكان المناسب في الوقت المناسب». وتدرك «إياتا» أهمية الاستفادة من التجارة بين الأسواق الناشئة مثل الصين وأفريقيا، التي من المتوقع أن تشهد نمواً قوياً خاصة مع فتح قنوات جديدة. لكن يعزي توماس كولين، المحلل في مؤسسة ترانسبورت إنتيليجانس، عاملاً آخر للتراجع الذي تشكو منه سوق الشحن، وذلك لارتفاع حجم الشحن البحري. وأشارت أرقام القطاع إلى قرار شركة أبل شحن بعض أجهزة آي باد عبر البحر بدلاً من الجو، في توجه جديد للشركة العملاقة. ويقول كولين: «تكمن المشكلة في التغيير الذي خضعت له السوق، ويبقى السؤال حول مدى استفادة قطاع الشحن الجوي من عملية التعافي». وتجدر الإشارة إلى أن تنوع وسائل النقل ليست هي المخاطر الوحيدة التي تهدد قطاع الشحن الجوي، حيث من المتوقع استمرار الضغوطات الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود على خطوط الطيران، بينما من المرجح أن تكون قضايا المنافسة ماثلة في حالة حذو سوق الشحن النهج نفسه الذي سارت عليه سوق الركاب. ويردف بيرس قوله: «ما يفسر حالة التشاؤم التي تسود القطاع، تلك السنوات العصيبة التي مر بها بالفعل. ولا شك في التحسن الطفيف الذي طرأ في الآونة الأخيرة بعد سنتين أو ثلاث من التراجع، على الرغم من أن ذلك يقوِّض من الثقة في حدوث تعافٍ قوي». نقلاً عن «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©