الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حراج الموتى ينبض بالحياة!

حراج الموتى ينبض بالحياة!
3 مايو 2009 03:42
حين يسترد الله سبحانه وتعالى أمانته، ويلاقي الإنسان وجه ربه، يترك خلفه كل شيء.. الغالي والنفيس. فلا أحد بالطبع يستطيع أن يصحب معه شيئاً إلى دار الحق. في حين يكون لسان حال أسرة الميت «حين يذهب الغالي لا أسف على رخيص»، لذا تجمع أسرة الميت أغراض وملابس فقيدها مهما ارتفع ثمنها أو تعددت قطعها، وتتبرع بها أو تبيعها لتزكّي بثمنها. وفي قلب حي «البطحاء» وسط العاصمة السعودية الرياض؛ سوق صغير انتشر منذ 50 عاماً، وقد عرف قبل سنوات قلائل باسم «حراج الموتى» بعد أن كان يطلق عليه في مطلع السيتنات الميلادية وحتى منتصف التسعينات اسم «حراج الكويتية» نسبة إلى التجار الذين كانوا يجلبون بضائعهم من الكويت ويعرضونها للبيع في تلك البقعة من الأرض، لكن الأمر مع تقدم الوقت تطور، وصارت هذه السوق خاصة ببيع «ملابس الموتى» المستعملة! تمتد مباسط كبيرة وصغيرة على جنبات الشارع الذي يشق «البطحاء» إلى نصفين، تحوي مقتنيات مستعملة كالملابس والساعات والأحذية، وكلها مما ورّثه الموتى من دون «وصيّة» وبعضها يعود «أصلها وفصلها» إلى شركات أزياء عالمية، وأغلبها لم تستعمل إلا مرّات قليلة تعد على أصابع اليدين أو اليد الواحدة. وعلى الرغم من الخوف الذي ينتاب بعض المشترين، كون هذه المقتنيات تخص بشراً رحلوا عن الحياة وهم الآن «أموات» إلا أن أسعارها الرخيصة جداً لا تلبث طويلاً قبل أن تبدد هذا الخوف وجعله «نسياً منسيا» إذ تحتاج فقط لدفع ( 5 ريالات) ثمناً للحصول على «بالطو» كشميري فاخر الصنع، أو حذاء إيطالي مختوم بعلامة تجارية عالمية فخمة. في حين يفوق سعر «البالطو» من النوع ذاته خارج الحراج 2000 ريال، ولا يقل سعر الحذاء عن الـ 800 ريال. يرتاد هذه السوق زبائن بعينهم، اعتادوا ارتيادها واختيار ما يناسبهم منها، فهي لا تحظى بشهرة بين عامة الناس، لوجودها ضمن منطقة شعبية مكتظة بالناس، والطريق إليها بعيدة ومزدحمة، كما أن ارتباطها ببضائع الموتى يثير قلقاً وريبة في نفوس من يزورونها لأول مرة سواء عن طريق الصدفة أو قصدوا ذلك. ويتراوح الدخل اليومي للمبسط الواحد، بحسب أحد الباعة الذين ألفو السوق منذ 20 عاماً، بين 200 و 300 ريال، تبعاً لحركة البيع والموجودات -البضائع المستعملة- المتوفرة فيه. أما مصدر هذه البضائع فعادة تكون من «الجمعيات الخيرية» أو أهل الميت، إذ يشتريها التاجر مجموعة كاملة (في صناديق وأكياس كبيرة) بمبلغ مقطوع (دون أن يعلم ما هو محتواها) ومن ثم يتولى هو مهمة فرزها وفقاً لأنواعها ومقاساتها. ويحرص الزبائن غالباً على اقتناء السترة الخاصة بالبدلة العسكرية لمتانتها وجودة خياطتها، وكذلك «البسطار» لأنه يعمر طويلاً ويستخدم في الصيف والشتاء. وينصح أطباء الجلدية بضرورة تعقيم وغسل هذه الملابس بعد شرائها، لوجود حشرات وفطريات تعيش داخلها، خصوصاً الملابس الثقيلة، إذ أن بعضها يموت في حالة غسيل الملابس وكيها، وهذا ربما يقلل من احتمالية نقل الأمراض، بعكس الملابس الداخلية المستعملة كالقمصان وما شاكلها، التي تصنف بأنها ناقل جيد للأمراض حتى بعد الغسيل والكي.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©