الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترفيه سعودي خاص لوأد الفراغ

ترفيه سعودي خاص لوأد الفراغ
3 مايو 2009 03:43
تفتقت الحاجة في العاصمة السعودية الرياض عن بعض الحيل التي بات الشباب يستخدمونها لصنع عالمهم الترفيهي الخاص، في مدينة يخنقها الزحام، ولا بحر يحيطها بشواطئه، وتغلق أبواب مطاعمها ومقاهيها ومحالها ومراكزها التجارية وحتى «بقالاتها» الصغيرة، قبل انتصاف الليل ورنين الساعة التي تعلن أنها الثانية عشرة. وبذا ولدت أفكار خاصة بالترفيه والتسلية من رحم «الفراغ» وكانت أشبه برياضة جديدة لم تكن حاضرة في المشهد السعودي قبل أن تضع الألفية الثانية أوزارها، وتترك الجمل بما حمل للألفية الثالثة. بات مألوفاً -مثلاً- مشاهدة مجموعات شبابية تذرع شوارع العاصمة الرئيسية ذهاباً وإياباً على ظهر «دراجات نارية» بعضها رباعي العجلات والبعض الآخر يمشي على عجلتين لا أكثر، بل إن التسلية تتجاوز حدودها القانونية أحياناً بالمشي على الرصيف أو بتسخير الدراجة لعمل حركات هوائية في عرض الطريق. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الدراجات «البانشي» لا يسمح قانون المرور باستخدامها في الأحياء والنطاق العمراني، إلا أن الخارجين عن القانون يمارسون هوايتهم أمام عيون الرقيب في أحايين عدة، معتمدين في ذلك على كثرتهم، إذ يتناسل هؤلاء يوماً تلو آخر، ضمن جماعات غير منظمة، يغذيها شعور عارم بالرغبة في تأصيل هذا الترفيه وجعله جزءاً من مشهد الشارع السعودي. هذا في المدينة.. أما خارجها، فقد مدّت أحضان الرمال ساعديها لتستقبل هوايات الشباب الغريبة، وتحولت صحراء الرياض إلى ميادين تزلج للشباب. فالرمال الساخنة يمكن أن تتحول إلى ثلج أصفر، فور أن يلمس المطر جلدها الجاف. إنما لا يحتاج الأمر إلى أكثر من هطول المطر ساعة أو ساعتين لتصبح حبات الرمل رطبة. حينها يربط الشباب «زلاجاتهم» البلاستيكية والتي يبلغ سعر الواحدة منها 150 ريالاً، في مؤخرة سيارة يمكنها السير على «النفود» لتبدأ رحلة التزلج، وهي رحلة غير مضمونة العواقب جسدياً، فيما لو تجاوز سائق السيارة السرعة المسموح بها، والتي يراوح مؤشرها بين 60 و80 كيلومتراً في الساعة، ويمكن للسيارة الواحدة أن تجر متزلجاً أو اثنين كحد أقصى. وبعكس المتزلجين على الجليد الأبيض (الحقيقي) فإن متزلجي الرمال يمارسون هوايتهم الطارئة جلوساً ممسكين بمقبضين عريضين عن يمين الزلاجة ويسارها (في المنتصف منها تماماً)، ولا تحتاج هذه الرياضة إلى تدريب لخوض غمارها، ويكفي وجود قلب قوي يرغب صاحبه في المرح بشدة. فيما يتحكم الجالس على الزلاجة بشكل الحركة التي يريدها عبر توجيهها يمنة ويسرة، كما أن المهارة تتضح في قدرة المتزلج على إيجاد توازن يقيه من شر السقوط والتمرغ في الرمل ومن ثم من ضحكات وتعليقات معشر المتفرجين. فيما يسخّر بعض السعوديين «الرمال» في صناعة ترفيههم الخاص هذا، إذ يمسدون ظهرها بسياراتهم الضخمة أحياناً وبدراجاتهم النارية في أحيان أخرى، والآن صارت «الزلاجات الرملية» أداة من أدوات هذا المسد الجميل.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©