الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المنطقة الخضراء جوانتانامو 5 نجوم على ضفاف دجلة

6 ديسمبر 2007 02:29
بدأت ''المنطقة الخضراء'' شديدة التحصين وسط بغداد، حيث مقار سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا والوزارات ومنازل كبار مسؤولي الحكومة العراقية والبرلمان واصحاب الوظائف العليا، تفقد بريقها تدريجيا في نظر أهالي العاصمة العراقية إثر التحسن الملحوظ للوضع الأمني· فقد كانت تلك المقامة على مساحة كبيرة على الضفة الغربية لنهر دجلة حتى أيام قليلة ماضية، المكان الآمن الوحيد في معظم أنحاء العراق، حيث تمنع الأسيجة الحديدية والأسمنتية وأطقم الحراسة الأميركية وقوع أحداث عنف باستثناء سقوط قذائف هاون من حين لآخر· ومنح سكانها القدماء، الذين زحفت على أحيائهم، هويات خاصة للدخول وسمح لهم بمزاولة أعمالهم داخلها، بما في ذلك امتلاكهم سيارات أجرة ومطاعم وأسواق لا يدخل اليها أحد من خارجها· وفي ظل تدهور الاوضاع الامنية في بغداد واضطرار مئات الآلاف من سكانها الى النزوح أوالهجرة الى خارج العراق، سلم سكان المنطقة فقط من عمليات القتل اليومي أو الاختطاف أو التهجير، بل تكاد تكون وحدها التي يتمكن فيها من اسمه ''عمر'' أو ''علي'' من التجول بحرية مطلقة فيها· غير أن حرية الحركة فيها محكومة، فالأماكن المخصصة للسفارتين الاميركية والبريطانية والمكاتب والمؤسسات الحكومية محظور على أي أحد حتى كبار الموظفين الوصول اليها او الاقتراب منها بدون إذن مسبق أو عمل رسمي أو استدعاء· أسماء وتحولات وفي منتصف القرن الماضي لم تكن المنطقة سوى عشش لفقراء الريف العراقي القادمين من الجنوب الفقير في موجة هجرة طوعية بسبب صلاحية الارض للزراعة وظلم الإقطاع وكان اسمها ''الشاكرية'' وأطلق عليها نظام عبدالكريم قاسم اسم ''حي التشريع'' غير أن قاسم أمر ببناء مدينة لأولئك الفقراء شرقي بغداد قدر لها ان تحمل ثلاثة اسماء في نحو ثلاثة عقود من الزمن· ففي زمن قاسم أطلق عليها هو ''مدينة الثورة'' وبعدما تسلم صدام حسين السلطة عام 1968 تمت تسميتها ''مدينة صدام'' وعقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003 أصبحت ''مدينة الصدر''· أما ''حي التشريع'' فأصبح في عهد صدام مقرا للقصر الجمهوري والمباني والمؤسسات التابعة له· وعندما سقط النظام وسيطر الاميركيون على العراق اتخذوا من القصر مقرا لسفارتهم، ومن ثم احاطت بهم باقي مؤسسات الحكم الجديد واغلقوا منافذ المنطقة ومخارجها وبنوا حولها عليها جداراً اسمنتياً عازلاً وسموها ''المنطقة الخضراء'' لامتدادها نهر دجلة على مساحة واسعة من الاشجار كثيفة الخضرة على مدار السنة· واليوم، حيث بدأت بغداد تشهد هدوءا نسبيا، بدأت تفقد بريقها بل بات ينظر إليها وكأنها سجن جميل أو ''جوانتانامو خمس نجوم'' في قلب بغداد· وهناك ملحق للمنطقة الخضراء خارجها على الجانب الآخر من نهر دجلة يضم مقري اقامة الرئيس العراقي جلال طالباني وزعيم ''الائتلاف العراقي الموحد'' عبدالعزيز الحكيم المتجاورين في منطقة الجادرية المحمية والمحروسة تماما هي الأخرى·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©