كابول (أ ف ب)
أسفر تفجير سيارة مفخخة ضد موكب تابع للسفارة الأسترالية في شرق كابول صباح أمس، عن مقتل فتى وجرح 22 شخصاً، وفقاً لبيان صادر عن السفارة الأسترالية، بعد ثلاثة أيام على إعلان الرئيس الأفغاني خطته لمحادثات سلام مع طالبان. وأظهرت صور عرضتها التلفزيونات المحلية أضراراً بالغة في واجهات المنازل المجاورة، بينما أشار شهود إلى انفجار قوي. وهرعت قوات الأمن إلى المكان، فيما ساعد المارة في نقل الجرحى، وقال شهود عيان: «إن سيارات الإسعاف استغرقت نحو نصف ساعة للوصول».
وأفاد مصور بأن شخصاً أجهز بسكين على حصان أصيب بجروح بالغة في المكان. وساد التباس ناجم عن طبيعة الانفجار، بعد أن أعلن المتحدث باسم الوزارة نجيب دانيش أن التفجير الانتحاري «قرابة الساعة 09,00 في حي قابيل باي استهدف موكباً لقوات أجنبية». وأضاف أن الشرطة تجري تحقيقاً.إلا أن متحدثاً باسم حلف شمال الأطلسي نفى إصابة عناصر من قوات أجنبية، بينما أكدت السفارة الأسترالية أن الانفجار وقع لدى مرور أحد مواكبها في المكان.
وقال الكابتن توم جريسباك، المتحدث باسم بعثة الحلف الأطلسي في كابول: «استطيع أن أكد أن عبوة ناسفة محلية الصنع تم تفجيرها صباح أمس في منطقة الشرطة التاسعة في كابول».
وأضاف مندداً بالتفجير: «لقد قتل مدني واحد، وأصيب 11 مدنياً بجروح نتيجة الهجوم، ولم يصب أي عنصر من بعثة الأطلسي في الحادث».
وأكد المتحدث أن حلف شمال الأطلسي «يؤيد تماماً» دعوة الرئيس حركة طالبان للانضمام إلى محادثات السلام.
وأعلنت وزارة الداخلية أن الانفجار أدى إلى مقتل فتى (12 عاماً)، وإصابة 22 مدنياً بجروح.
من جهتها، أعلنت السفارة الأسترالية على موقعها الإلكتروني، أن الانفجار وقع «قرب سيارات السفارة الأسترالية، بينما كانت في كابول». وأضافت أن جميع الموظفين في أمان، وقدمت تعازيها إلى ضحايا الهجوم.
بدروه، أكد مصدر أمني لـ«فرانس برس» ما أعلنته السفارة.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن هجوم كابول التي تعتبر من بين المدن الأكثر خطورة في أفغانستان للمدنيين مع تصعيد هجمات حركة طالبان وتنظيم «داعش».
ويأتي التفجير بعد يومين على عرض السلام الذي تقدم به الرئيس غني الأربعاء الماضي إلى حركة طالبان، ويتضمن اقتراحاً للاعتراف بها كحزب سياسي يشارك في الانتخابات.
وكشف غني خطته في خطاب ألقاه خلال مؤتمر محادثات سلام دولية يسعى إلى إحلال السلام في هذا البلد بحضور مسؤولين من واشنطن.
ورحب السفير الأميركي لدى كابول جون ار باس بـ «الموقف الشجاع» للرئيس غني و«التزامه تسوية سلمية عبر التفاوض»، بعد نزاع استمر 16 عاماً بين الحكومة المدعومة من الأميركيين والمتمردين.واعتبر مسؤولون أن المسؤولية تقع على عاتق طالبان للرد على هذا العرض. وأعلن اقتراح غني غداة تأكيد طالبان استعدادها لخوض محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى «حل سلمي» للنزاع. ولم تصدر رداً على عرض غني، لكن الانفتاح الظاهر على المفاوضات من قبل كلا الطرفين، يثير تفاؤلاً حذراً.
عدد اليوم
