الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهواتف الصينية المقلدة تجتاح العالم

الهواتف الصينية المقلدة تجتاح العالم
3 مايو 2009 23:48
اجتاحت الأسواق مؤخراً مجموعة من الهواتف الحديث التي تبدو خطوط تصاميمها ولوحات مفاتيحها التي تعمل باللمس بالإضافة إلى شعار الشركة في خلفية الهاتف متطابقة مع ما يوجد في الهاتف الأصلي. إلا أن أحد الباعة في سوق السلع الإلكترونية المزدحمة في مدينة شين زهن الساحلية في الصين اعترف وهو يتفحص بدقة أحد هذه الهواتف قائلاً إنه من المؤكد ليس هاتف آي فون آبل ولكنه من نوع هواتف شركة هاي فون وهو لا يقل جودة عن الهاتف الأصلي. على أن هنالك العشرات من محال البيع المجاورة التي درجت مؤخراً على بيع الهواتف المقلدة لهواتف شركات نوكيا وموتورولا وسامسـونج بالإضافة إلى العديد من الهواتف المشابهة لتلك المنخفضة التكلفة والتي ليس بوسعها فيما يبدو أن توجه ضربة قاضية لمنتجيها الأصليين. ويقول اكزيونج تينج مدير المبيعات في شركة تريكوينت لاشباه الموصلات المتخصصة في بيع أجزاء هواتف الموبايل قبل خمسة أعوام من الآن لم تكن هنالك هواتف مقلدة إذ أنك تحتاج إلى دار للتصميم والعديد من الأفراد المتخصصين في برامج المعلومات وانتاج الأجهزة والمعدات. أما الآن فقد أصبح بامكان أي شركة تتألف من خمسة أشخاص فقط القيام بهذه المهمة. وعلى بعد 100 ميل من هنا باستطاعتك أن تجد جميع المزودين، وفيما يبدو فإن التقدم التكنولوجي المتسارع بات يسمح للمئات من الشركات الصينية الصغيرة الحجم التي يتألف بعضها من عدد لا يزيد على 10 أشخاص فقط أن يؤسسوا ما أصبح يعرف باسم «شانزهاي» أو السوق الأسود لهواتف الموبايل وبأسعار لا تزيد في معظم الأحوال على 20 دولاراً للهاتف الواحد. وتماماً كما ظلت الشركات الصينية تحاول جاهدة نقل وامتلاك القيمة الصناعية ابتداءً من انتاج لعب الأطفال والملابس وحتى تصنيع أجهزة الكمبيوتر والسيارات الكهربائية فقد تحول أيضاً المقلدون للسلع بعد سنوات من انتاج مختلف أنواع الحقائب الفخمة وقرصنة اسطوانات دي في دي إلى الاستحواذ على حصة سوقية من كبريات الشركات المصنعة لهاتف الموبايل في العالم. وعلى الرغم من أن هواتف شانزهاي لم تعمر في الأسواق سوى لسنوات قليلة فقط فإنها أصبحت تشكل أكثر من 20 في المئة من إجمالي مبيعات الهواتف في الصين التي تعتبر السوق الأكبر في العالم لهواتف الموبايل وفقاً لاحصائيات شركة جارتنر للبحوث. ولكنها أصبحت أيضاً تصدر بطرق غير مشروعة إلى روسيا والهند ومنطقة الشرق الأوسط وحتى إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وكما يقول وانج جيبينج كبير المحللين في مؤسسة آي دي سي المعنية بتتبع اتجاهات التكنولوجيا «لقد أصبحت سوق هواتف شانزهاي تشهد التوسع بصورة جنونية، إنهم يستنسخون كل ما يرغبون فيه من هواتف نوكيا وآبل ويتفاعلون مع احتياجات السوق بوتيرة متسارعة». وفي رد فعلها الناجم عن مخاوفها من النمو المتسارع الذي أصبحت تشهده الشركات المقلدة فقد بدأت الماركات العالمية تمارس ضغوطها على الحكومة الصينية من أجل أن تمارس أقصى ما يمكن من إجراءات صارمة للحيلولة دون الانتشار الفطري لهذه المنتجات كما شرعوا يحذرون الزبائن مما يمكن أن تحتويه هذه الهواتف من مخاطر صحية محتملة مثل البطاريات الرخيصة القابلة للانفجار. وذكرت نوكيا المصنعة الأكبر في العالم لهواتف الموبايل مؤخراً أنها تعمل الآن مع بكين على مكافحة مسألة التزييف والتقليد، وكذلك أعلنت شركة موتورولا بينما رفضت شركة أبل التعليق على الموضوع بيد أن الشركات الصينية المنتجة لهواتف الموبايل أصبحت أيضاً تفقد حصتها السوقية لمصلحة الشركات التي تعمل تحت الأرض والتي أضحت تحقق فوائد جمة عبر التخلف عن دفع الضرائب وتفادي الرسوم الخاصة بالجهات التنظيمية وتلك الخاصة بالفحوص والتفتيشات على سلامة الأجهزة. ولكن الصين لم تفعل حتى الآن سوى القليل فقط للحيلولة دون انتشار مثل هذه الهواتف على الرغم من أن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أصدرت تحذيرات للمستهلكين في الشهر الماضي بشأن ما تتضمنه هواتف شانزهاي من مخاطر صحية وأنها تتضمن «إشعاعات تتجاوز عادة الحد المسموح» كما جاء في أحد الإعلانات التلفزيونية، علماً بأن هيئة حماية المستهلك الصينية كانت قد ذكرت بأن هواتف الموبايل التي تنطوي على العيوب جاءت لتحتل المرتبة الأولى من شهية المستهلكين في العام الماضي. عن «انترناشونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©