الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلمة السر في التوابل والأعشاب اليمنية

كلمة السر في التوابل والأعشاب اليمنية
6 ابريل 2008 02:09
يمكن للمرء أن يستمتع بهذا التنوع والتلون في الأسواق اليمنية الزاخرة بأصناف مختلفة من البضائع والمنتوجات التي تختزل في طياتها التفاصيل التاريخية والتراثية كافة، ونتوقف هنا عند التوابل اليمنية لتعلن رائحة التوابل والأعشاب بأنواعها عن نفسها، ومن خلالها نستعيد الأيام التي فتحت فيها بوابة التجارة في أرض اليمن السعيد أسواقها العديدة والمتنوعة أمام التجارة العالمية، والتي لعبت دوراً كبيراً في التقاء الشرق والغرب كأسواق صنعاء ومعين ومأرب وحضرموت وانتقلت من خلالها أصناف متنوعة من التوابل التي حظيت بمكانة بالغة في حضارة سبأ، فكانت تزن كالذهب وتفرض عليها الضرائب، وتهدى للملوك أيضاً، فهذه بلقيس ملكة سبأ أهدت سيدنا سليمان ''عليه السلام'' إبلاً محملة بالتوابل· عالم التوابل والأعشاب اليمنية حافل بالأسرار والفوائد التي يجهلها كثيرون، وحتى نتعرف إلى القليل منها، وعلى فوائدها وما تحمله في مخزونها من دواء لعلاج كل عليل نلتقي بحسين الحباري، تاجر الأعشاب والتوابل، الذي يكشف اللثام عن بعض الأنواع التي يبيعها ويقول : ''تزخر المدن اليمنية بشتى أصناف الأعشاب التي لها استخدامات طبية وغذائية (منكهه) للطعام بالدرجة الأولى، فلا يمكن أن تخلو أرفف المطابخ اليمنية من التوابل والأعشاب بأنواعها، وكثيرون يؤمنون بأهمية العلاج بالمواد الطبيعية أو ما يسمى العلاج الشعبي الذي يحقق نتيجة علاجية سريعة دون حدوث آثار جانبية، وتمتلك اليمن نظراً لتعدد مناخها ثروة هائلة من الأعشاب الطبية والعطرية والتي تنتشر في مساحات شاسعة ومتفرقة وفي بيئة مناخية مختلفة في السواحل والوديان والهضاب والمرتفعات الجبلية والصحاري وفي الحقول الزراعية وغيرها، وهذا ما أدى إلى ازدهار طب الأعشاب في اليمن، حيث يوجد في اليابسة فقط أكثر من ثلاثة آلاف نوع من النباتات، فيما يبلغ عدد النباتات المتوطنة التي لا يوجد مثيل لها في أي مكان في العالم، وأكثر من خمسمائة نوع نباتي منها 236 نوعاً في جزيرة سقطرى فقط''· ويضيف الحباري قائلاً: ''إن هذه الأعشاب التي تتميز بها أرض اليمن تستخدم في صورة جذور أو سيقان وأوراق وثمار أو حتى بذور، وتدخل في علاج كثير من الأمراض، ومن هذه الأعشاب والتوابل التي اشتهرت بها أرض اليمن والتي وجدنا إقبالاً جماهيرياً عليها في القرية: الزعتر البري، وهو من التوابل التي يكثر استخدامها في الأيام الباردة نظراً لرائحته القوية وطعمه اللاذع الحار، حيث يستخدم في تسكين آلام المفاصل وحالات الربو، وتخفيف المغص، وآلام المعدة، والالتهابات مجرى التنفس، وهو مادة مطهرة للفم أيضاً· ولا يمكن أن نغض الطرف عن عشبة المرة التي قيل على اثرها المثل اليمني القائل: (لا تشكي ياحرة وفي بيتك مرة)· فهي عبارة عن خليط متجانس من مواد راتنجية وصمغ وزيت طيار تفرزها سيقان نبات البيلسان، والطريقة لاستخراج المر من السيقان هي تجريح ساق الشجرة فتخرج منه هذه العصارة المعروفة بالمر· النوع الجيد منها هو الذي يبدو شكله شفافاً نظيفاً لونه بني فاتح، أما النوع الرديء فهو الذي يدخل فيه لونان بني أو أسود· فهي تتمتع بفوائد جمة في علاج كثير من الأمراض منها حالات النزلات الشعبية، والسعال المزمن، وضيق التنفس، وتنبيه الأغشيه المخاطية، والتهاب المثانة، وعسر الطمث، وقروح المعدة والأمعاء باستخدام مغلي المر بمعدل 2-3 أكواب يومياً''· ويستكمل حديثه قائلاً: ''كما ازدهرت تجارة اللبان الذكر في منطقة حضرموت، حيث تغطي 29% من مساحتها وكان يتاجر بها قبل 3000 سنة عبر القوافل تنقلها إلى مصر وظفار وغزة، وانتشرت هذه العشبة ليس كعلك بل دواء يعالج به الربو، واللثة، والحنجرة، وماء اللبان المنقع يشرب لعلاج أمراض المعدة والكبد، وتعالج به كسور العظام مع وضع العصي الصغيرة حوله، وآلام الروماتيزم· وعشبة البردقوش التي تعمل كمفعول سحري للتخلص من مرض الزكام في ساعات محددة، بالإضافة إلى الصبرة وهي من النباتات العصارية، تستخدم في علاج أمراض العيون· أما نبات الحَلص، فهو نبات متسلق يستخدم بشكل واسع في معالجة مرض الملاريا والحمى الصفراء، إلى جانب الأعشاب الطبية، نجد الاعشاب التجميلية كالحناء وهي شجيرة صغيرة تنمو برياً على حواف الوديان، تعتبر من النباتات المهمة في صناعة العطور والزينة ولعلاج بعض الأمراض الجلدية· ونبات الورس المتعارف عليه في الخليج، ويستعمل كقناع لنقاء البشرة، وهناك العديد من النبات التي يصعب حصرها وجدت في أحضان هذه القرية التي استقطبت العديد من الزوار، فكانت كصيدلية زاخرة بأصناف من التوابل والأعشاب''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©