السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من حريق القاهرة إلى أحضان كونداليزا

6 ديسمبر 2007 04:16
الروائي المصري علاء الاسواني لا يذكر عدد أو مضامين الكتب التي مرت عليه في بداية تعلمه القراءة· وقال: نظراً لأن والدي عباس الاسواني كان كاتباً وأديباً فقد كنت أضطر وأحيانا أُجبر على قراءة كتب كثيرة لا أفهم من مضامينها شيئاً، واذكر جيداً أول كتاب قرأته كاملاً، وهو كتاب ''واحترقت القاهرة'' للزعيم أحمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاه والمتهم الأول في حريق القاهرة عام ،1951 وقرأت هذا الكتاب وأنا في التاسعة من عمري من نسخة مهداة من مؤلفه الزعيم أحمد حسين لوالدي، وهو سيرة ذاتية لسياسي راديكالي كان من أشد أعداء الانجليز والملك، وكان يقود الفيلق السياسي المتطرف الذي يرفض أي تفاوض مع الانجليز قبل الجلاء عن مصر، وكتب هذا الكتاب بعدما تقاعد واعتزل السياسة، ويروي فيه خلاصة مسيرته الشخصية والعامة التي انتهت بسجنه ثم اعتزاله السياسة نهائياً بعد حريق القاهرة· وكان هذا الكتاب ولايزال بالنسبة لي وأيضاً لباقي الأسرة كتاباً عائلياً، فحينما يتناول احمد حسين أحداث حريق القاهرة أستعيد ملابسات القبض على والدي في نادي السيارات وإيداعه السجن وبقاءه أياماً في انتظار شاهد زور يقول إنه رآه في الشارع يوم الحريق فيعدم على الفور، وبالفعل جاء الشاهد، وكاد يفعلها وتطير رقبة أبي ولكن لحسن الحظ أن ضميره انتبه في آخر لحظة· الكتاب الاخير في قراءات علاء الاسواني ليس كتاباً واحداً وإنما مجموعة، فهو مثل استاذه نجيب محفوظ يقرأ عدداً من الكتب في وقت واحد· وقال: من آخر الكتب قراءة ثانية أو قل ثالثة لرواية ''العطر'' لباتريك زوسكند، وهي رواية ساحرة، واعتبرها نموذجاً للواقعية السحرية بالمفهوم الأوروبي ومعروف أن الواقعية السحرية هبت على الرواية من ناحية أميركا اللاتينية، ومع رواية ''العطر'' عبَرت أوروبا عن اسطورتها الحديثة، وعلى الرغم من أن شخصيات الرواية وأحداثها في الغالب الأعم ذات طابع أسطوري خرافي فإنها كُتبت بشكل شديد المنطقية والموضوعية والواقعية التي تستطيع تلمس حوافها· رواية ''العطر'' ترجمها للعربية نبيل الحفار وصدرت طبعتها الأولى عن المجمع الثقافي في أبوظبي في آواخر تسعينات القرن الماضي، ولقيت نجاحاً كبيراً، وانكب عليها الأدباء العرب، خصوصاً الشباب، باعتبارها فتحاً جديداً في تاريخ الرواية وكتبت عنها العديد من المقالات والتحليلات والاطروحات النقدية، وأحداثها تدور في حواري وأزقة باريس الفقيرة، وهي تحكي قصة طفل لقيط ولد بلا رائحة ليكتشف روائح العالم· الكتاب الثاني في مجموعة علاء الاسواني الأخيرة بعنوان ''في أحضان كونداليزا''، وهو للصحفي ومقدم البرامج التونسي واسيني زهير، وعبارة عن تسجيل صادق لوقائع زيارة قام بها المؤلف وعدد من الصحافيين والإعلاميين للبيت الابيض بناء على دعوة من الإدارة الأميركية، وأهم ما شد الاسواني إليه هو الشجاعة والجرأة في انتقاد السياسة الأميركية وكشف ادعاءاتها باسلوب ساخر جميل يؤكد مقولة ان شر البلية مايضحك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©