السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دييّة ميثانه

6 ديسمبر 2007 04:18
صلوا على ''محمد'' ''اللهم صلـّي وسلم عليه'' كان يا ما كان في قديم الزمان في إحدى القرى البعيدة امرأة طيبة تسمى ''ميثانه'' سيدة كبيرة في السن تعيش وحيدة في بيت قديم· بمرور الزمن وتقدمها في العمر أحست ''ميثانه'' بثقل السنين والوحدة الموحشة، لذا تمنت لو أنه كانت لديها بنت تؤنس وحدتها وتساعدها في الأعمال المنزلية، ولكنها كانت واثقة من أن أمنيتها مستحيلة، كونها بلا زوج ومتقدمة في السن· في يوم من الأيام وبينما هي تفكر في هذا الموضوع، قالت في نفسها: إني أعلم بأن أمنيتي صعبة وبعيدة المنال بل هي مستحيلة، لكني أتمنى أن يرزقني الله ولو حتى ''ديايه'' (دجاجة) أو حتى ''دييه'' (دجاجة صغيرة) تؤنس وحدتي وتملأ عليّ هذا الفراغ· استجاب الله لدعوة ''ميثانه'' ورزقها ''دييّه'' كما تمنّت، ففرحت بها فرحا شديدا، وأحست بأن هذه الدييّة الصغيرة قد أصبحت الأنيس المنتظر· بعد أن كبرت الدجاجة بدأت تحدث شيئا من المشاغبة والضجيج مثل باقي الأطفال، وكانت ميثانه تضربها ''بالملاس''، وعندما كان يؤلمها الضرب كانت تقول: ''يضربونها بالملاس'' وهو كناية عن أن الضرب يؤلمها، ولم تكن تصرح بأن الضرب يؤلمها صراحة، هذه هي الكلمات الوحيدة التي كانت ''الدجاجة'' تتلفظ بها، ولكن ليس بشكل مباشر بل خفية، وكأن أحدًا آخر من بيت الجيران يتكلم وليست هي، ولم تكن ''ميثانه'' تأبه لذلك· بعد مضي فترة من الزمن لاحظت ميثانه أنها كلما خرجت من البيت تجده بعد عودتها نظيفا مرتبا ومنظما، ولكنها لم تعط أهمية للموضوع· في يوم من الأيام جاء ابن الوالي وطرق الباب، فقالت الدجاجة على الفور ميثانه ميثانه·· ابن الوالي بالباب·· يريد الصحون والأكواب، ففزعت ميثانه وقالت: من المتكلم؟ فردت الدجاجة: أنا التي ''يضربونها بالملاّس''· هنا تذكرت ''ميثانه'' أنها كانت كل يوم تسمع أهل القرية يقولون بأنهم عندما يدقون باب بيتها وهي غير موجودة، يرد عليهم صوت مجهول لفتاة غريبة، وهي دائما كانت ترفض هذا الكلام، وتقول بأنه أوهام وأنه لا يوجد في بيتها غير دجاجة صغيرة· ذات صباح أفاقت ميثانة على طرق ببابها، فأسرعت لتفتح الباب فإذا بالوالي وأبنائه وحاشيته وخدمه، فرحبت بهم ''ميثانة'' وسألت عن سبب قدومهم، قال الوالي: نحن جئنا نخطب ابنتك الدجاجة لابننا الصغير·· اندهشت ''ميثانه'' بل كادت أن تفقد الوعي، قالت: وكيف لدجاجة أن تتزوج؟ قال الوالي: وهل ترفضين طلبنا يا ميثانه؟ قالت: معاذ الله·· لكني أفضل أن تبحثوا عمن تليق بابنكم وتجلب له السعادة·· قال الوالي: ولكن ابننا يصر على الزواج من دجاجتك، فماذا نفعل ونحن لم نرفض له طلبا من قبل؟· وافقت ميثانه، دُقّت طبول الفرح ودامت احتفالات العرس سبعة أيام بلياليها، وزفت ''دييّة ميثانه'' إلى قصر ابن الوالي· كان من عادة الوالي أن يجتمع بأبنائه بعد صلاة الفجر، لكن في يوم من الأيام لم يذهب الابن الصغير إلى مجلس أبيه، بل قرر أن يعود إلى البيت، وعند عودته فوجئ بفتاة جميلة بل فاتنة الجمال تستحم في حوض القصر، فاختبأ لها وأخذ يمشي على أطراف أصابعه إلى أن وصل إلى الحوض فوجد ريش دجاجة، فعرف أنه لزوجته فأخذه وتسلل به إلى خارج البيت وتخلص منه، ثم ذهب إلى ''ميثانه'' ودعاها للمجيء إلى قصره بالسرعة القصوى، ثم ذهب إلى إخوانه وأبوه وأمه ودعاهم جميعا للإسراع بالمجيء إلى بيته، وعندما حضروا جميعا أدخلهم بشكل مفاجئ على تلك الفتاة الجميلة التي تستحم، ففوجئت بهم لكنها لم تستطع أن تخفي نفسها، فأخبرتهم بأنها هي الدجاجة وأن الله جعل لها ذلك الزي ليمتحن أمها ميثانه، فرح بها الجميع وفرحت هي بهم وعاشوا عيشة هنيئة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©