الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقرير: التجارة البينية للشرق الأوسط تنمو 28% بين عامي 2000 و2007

3 مايو 2009 23:51
نمت معدلات التجارة الإقليمية البينية في الشرق الأوسط بنسبة 28% بين عامي 2000 و2007، بحسب تقرير مكتب الشؤون الاقتصادية في مركز دبي المالي العالمي، الذي أشار إلى أن حصة التجارة البينية للمنطقة تمثل اليوم 19.3% من إجمالي حجم تبادلاتها التجارية. وكشف التقرير، الذي أسهب في تحليل معطيات منظمة التجارة العالمية الصادرة مؤخراً والتي تشمل الأعوام السابقة حتى نهاية عام 2007، عن تحول واضح في اتجاه التجارة الإقليمية بعيداً عن الولايات المتحدة لصالح القارة الآسيوية، كما أظهر تنوعاً تجارياً متزايداً نحو المنتجات غير النفطية، مثل الكيماويات، والسياحة والسفر. وارتفع حجم التجارة البينية للشرق الأوسط من 15.1% من إجمالي التجارة الخارجية في عام 2000 إلى 19.3% في عام 2007، وذلك على الرغم من أن حجم هذه التجارة لا يزال ضئيلاً بالقياس إلى مناطق أخرى مثل الاتحاد الأوروبي (71.2%) أو آسيا (57.4%). وجاءت هذه الزيادة مدفوعة بنمو مضاعف للتجارة البينية للمنتجات الزراعية، ومنتجات الوقود والتعدين بحدود 5 أضعاف، والمنتجات المصنعة بنحو 4 أضعاف. وأفاد التقرير كذلك أنه، وعلى ضوء تحول التجارة نحو آسيا، سيكون من المفيد لاقتصادات دول الخليج العربية التفاوض على إبرام اتفاقيات تجارة حرة مع الاقتصادات الناشئة، مثل الصين والهند وبعض الدول الآسيوية الأخرى، وبناء تحالفات تجارية معها، وعدم الاكتفاء بالتركيز على اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية مع الاقتصادات المتطورة. وأضاف أن السوق الخليجية المشتركة التي انطلقت في عام 2008، إلى جانب الانطلاقة المنتظرة للاتحاد النقدي الخليجي في عام 2010، ستساعد دول المنطقة على تعزيز التجارة البينية فيما بينها، وكذلك زيادة نفوذها على خارطة التجارة العالمية. وقال الدكتور ناصر السعيدي، رئيس الشؤون الاقتصادية في سلطة مركز دبي المالي العالمي: «يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي بصورة خاصة، والشرق الأوسط بشكل عام، أن تستثمر معدلات النمو التجاري التي تحققت خلال العقد الحالي في تعميق تكاملها الإقليمي واعتماد سياسات تجارية أكثر منهجية. وينبغي أن تشجعنا الأزمة الاقتصادية العالمية على اتخاذ خطوات أكثر جرأة نحو مزيد من التكامل الاقتصادي والمالي». وأضاف «من شأن إزالة الحواجز الإقليمية من أمام التجارة والاستثمار وتنقلات الأشخاص أن تؤدي تدريجياً إلى نهضة اقتصادية عربية على نطاق أوسع، وإيجاد سوق ضخمة تضم ما يزيد على 300 مليون منتج ومستهلك، بما يتيح نشوء اقتصادات كبرى قائمة على الإنتاج الجماعي تخدم مصلحة المستهلكين والمنتجين على حد سواء». وتحدد الدراسة أبرز الحواجز التي تقف عائقاً أمام التجارة البينية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الافتقار إلى بنية تحتية متكاملة في قطاع النقل، وتعقيد الإجراءات الجمركية، والحواجز التجارية غير الجمركية، وقلة تنوع المنتجات. وأشار التقرير الذي أعده فريق الشؤون الاقتصادية في مركز دبي المالي العالمي وتولت صياغته آثيرا براساد، إلى أن «التكامل الأعمق» بين دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال زيادة التنسيق بين سياساتها الاقتصادية والمالية والثقافية والبيئية والخارجية، قد يشكل طريقاً نحو تكامل إقليمي أوسع يشمل بقية الدول العربية. وتناول التقرير بالتحليل نمو تجارة الخدمات، الذي خلص إلى أن قطاع السياحة والسفر هو «القطاع التجاري الأفضل أداءً» في المنطقة، مشيراً إلى الدور البارز لهذا القطاع كواحد من المصادر المهمة للتنويع التجاري على مستوى المنطقة. ولفت التقرير أيضاً إلى أن «هذا الدور يكتسب أهمية متزايدة مع مشاريع البنية التحتية الضخمة للمطارات في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر». وفي المقابل، فإن الاعتماد الكبير على استيراد المنتجات الزراعية يضع المنطقة تحت وطأة الارتفاع العالمي لأسعار السلع، كما حدث في عامي 2007 و2008، الأمر الذي ساهم في ارتفاع معدلات التضخم في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مستويات غير مسبوقة. أما في ما يتعلق بالتبادل التجاري مع بقية أنحاء العالم، فقد أفاد التقرير أن حصة الواردات الصناعية للشرق الأوسط من آسيا ارتفعت من 29.3% من إجمالي الواردات العالمية في عام 2000 إلى 33.9% في عام 2007، لتتفوق بذلك على الاتحاد الأوروبي الذي كان سابقاً أكبر المصدرين إلى المنطقة ولكن حصته انخفضت من 39.2% إلى 31.5% خلال الأعوام نفسها، وينطبق الأمر ذاته على الواردات الزراعية. وكان من الطبيعي أن تأتي المنتجات الهيدروكربونية في طليعة صادرات دول مجلس التعاون الخليجي، بينما حلت المنتجات البتروكيماوية في المرتبة الثانية من حيث العائدات. أما بقية الصادرات الرئيسية للمنطقة، فتتضمن المواد الدوائية والألمنيوم والحديد والفولاذ. وقد حث التقرير الاقتصادي الصادر عن مركز دبي المالي العالمي دول المنطقة على السعي نحو مزيد من تحرير التجارة البينية، مؤكداً على أن «بذل جهود أكثر جدية لفتح الحدود واعتماد نموذج سياسة تجارية أكثر تحرراً سيشكل أداة فعالة لتطوير المنطقة وتعزيز قدرتها التنافسية وتحسين مستويات المعيشة فيها».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©