الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوالد سعيد البدري يحميها من الضياع

الوالد سعيد البدري يحميها من الضياع
6 ابريل 2008 02:12
رغم صعوبة العيش وقسوة الظروف البيئية التي عاشها الأجداد في الماضي، لم يستسلموا أمام قسوة الصحراء وغدر البحر، وإنما سعوا إلى تطويع عناصر البيئة الشحيحة والقاسية التي كانت في متناول أيديهم وسخروها لسد احتياجاتهم اليومية، فكانت النتيجة أن أبدع الحرفي عدداً من الحرف التقليدية· وقد تنوعت الحرف التقليدية وتعددت وفق تنوع الطبيعة الجغرافية بين منطقة سهلية اعتمدت على البحر كمصدر رزق لها، إلى المنطقة الجبلية والوسطى التي كانت الزراعة والرعي هما الحرفتان الطاغيتان فيهما، وكان لكل بيئة أدواتها التي أدت إلى شيوع حرفة دون غيرها حسب حاجة الناس وما يتوفر من مواد في البيئة المحيطة به· ولم تكن هذه الحرف وسيلة للكسب فقط، وإنما صارت هوية لأجدادنا وميراثاً لنا، لكن مظاهر التمدن والتطور التي تشهدها البلاد جعلت مثل هذه الحرف شيئاً من الذاكرة، وغدت محصورة في أحضان الهيئات والجمعيات المعنية بالتراث، ومازال آباؤنا هم من يمارسون هذه الحرفة بغية الحفاظ عليها وتعريف الأجيال الشابة بها· الوالد سعيد بن خلف البدري واحد من هؤلاء الرجال الذين أخذوا على عاتقهم حماية التراث والمحافظة عليه من النسيان والذوبان· ذهبنا إليه في ''بيت التراث'' في دبي فوجدناه يفترش حوي (حوش) البيت مستظلاً بغطاء من سعف النخيل ومنهمكاً في مزاولة حرفة ''السفافة'' التي يقوم خلالها بتحويل خوص النخيل إلى منتجات وأدوات تستخدم في الحياة اليومية· شغف مبكر يطلعنا الوالد سعيد على هذه الحرفة التي شغف بها منذ طفولته قائلا: ''رغم كثرة وتعدد الحرف وجدت نفسي منذ كنت في العاشرة من العمر مولعاً بحرفة السفافة، وشغوفاً بتعلم هذه المهارة من خلال الاحتكاك بالحرفيين من الرجال والنساء قديماً· وبالرغم من أن النساء يمارسن هذه الحرفة بكثرة إلا أن الأمر لم يكن حكرا عليهن فقط، وإنما استطاع الرجل أن يتخذها مهنة له تعينه على تغطية احتياجاته الضرورية· ونتيجة لانتشار النخيل في هذه المنطقة كانت المصدر الأساسي لكثير من المشغولات الحرفية المتداولة في الماضي''· وعن الطريقة التي تتم بها السفافة يقول: ''نستخدم في العمل خوص النخل المسمى (الغلب)، وهذه النوعية الجيدة من الخوص تؤخذ من الجزء الأعلى في النخلة، فنقوم بتنظيف الخوص وغسله ثم تشريحه لشرائح رفيعة نغمسها في أصباغ معينة لتأخذ اللون المطلوب، وبعد ذلك نتركها لتجف ثم نعود لغسلها مجددا لتكتسب مرونة وليونة أيضاً وحتى لا تترك الصبغة أثرا على الأصابع أثناء التجديل، وبعد الانتهاء من عملية السف أي تجديل الخوص وتشبيك الخيوط مع بعضها البعض بطريقة فنية، تبدأ مرحلة الخياطة أي ربط ''الجدايل'' وتركيبها مع بعضها البعض وفقا للشكل المطلوب''· منتوجات الخوص وعن المنتجات التي يمكن صناعتها بهذه ''الجدايل'' يقول: هناك عدد كبير من الأدوات والمنتجات التي نصنعها من الخوص مثل: ''المكبة'' وهي عبارة عن غطاء لحفظ الطعام على شكل هرمي· و''السرود'' وهي قطعة من الحصير دائرية الشكل يلتف حولها الأشخاص لتناول الطعام، و''الجفير'' وهي سلة يتم حملها أثناء التبضع من الأسواق، وعادة ما يتم إنجازها بعمل مجدولة من الخوص بشكل حلزوني تتسع في الأعلى وتركب لها عروتان ليسهل حملها''· و ''المهفة'' أي المروحة اليدوية التي تخفف حرارة الصيف وغالباً ما تتخذ الشكل المربع وتثبت في طرفها عصا مأخوذة هي الأخرى من سعف النخل ليسهل تحريكها''· ونحن نودعه ونودع لحظات جميلة قضيناها في أحضان ''بيت التراث'' لم ينس الوالد سعيد بن خلف البدري أن ينبهنا إلى اندثار الكثير من الحرف التراثية الشعبية برحيل صناعها، وبأننا فقدنا بذلك جانباً مهماً من موروثنا، وعليه، ينبغي أن نهتم بتعليم هذه الحرف لأبنائنا لكي تنتقل إلى الأجيال القادمة ولا تنتهي بنهايتنا''· لغات الروح دان الميدان بهجة الشعر والألحان أبوظبي(الاتحاد) -انتقل فن ''دان الميدان'' إلى الإمارات من سواحل البلدان المجاورة، فهو فن شعبي ازدهر في سلطنة عمان والكويت، وبات أحد الفنون الشعبية التي يمارسها أجدادنا في مناسباتهم· تشير دراسات الفنون الشعبية في موقع ''الماجدي بن ظاهر'' التراثي، إلى ''أن الدان فن جماعي متعدد الأنواع من ضمنه ''دان الميدان'' الذي يجمع بين الغناء والرقص في آن· ويشترك في أدائه الرجال والنساء معاً، إذ تتكون الفرقة من صفين متقابلين يجمع كل صف عدداً من الرجال وآخر من بعض النساء، ويقف بين الصفين اللذين يقومان بالرقص والغناء الجماعيين فريق العازفين، ويتكون من ثلاثة رجال يدفون على الطبول الصغيرة ذات الوجهين وتسمى ''كاسر''، ويكون رئيس الفرقة أحد هؤلاء الرجال الثلاثة، إضافة إلى رجل رابع يؤدّي رقصات منفردة فيطوف بحركات خفيفة راقصة حول فريق ''الدف'' وصفوف الغناء والرقص''· أيضاً، وفي مجال قصائد ''دان الميدان''، يشير الموقع موضحاً: ''يقوم الصفّان بغناء كل النص الشعري دفعة واحدة بانسيابية واسترسال، مع تكرار كل بيت عدة مرات -قد تصل أربع مرات- في صوت واحد بهيج ومسترسل، تصاحب ذلك حركات راقصة، تتمثل في أن يتقدم كل صف في حركة واحدة خطوتين للأمام ثم خطوتين للخلف، بحسب الإيقاع، ثم تتكرر الحركة طيلة الأداء ولا تتغير لأن تلك الحركة هي عماد الرقصة''· مؤخراً، وخلال الاحتفالات الرسمية في الدولة أو حفلات الأعراس، بات الحضور يلاحظون أن عروض فرق الفنون الشعبية الخاصة بدان الميدان، باتت تُداخلها بعض التفاصيل الجديدة، كأن يحمل رجال الفرقة عصي الخيزران مرة، أو يصفقون بأكفهم مرة أخرى· وفيما يتصل بالنساء اللواتي كن يشاركن في هذا الفن قديماً -خاصة في سلطنة عمان والكويت- بتن يكتفين بالوقوف في صف ينأى قليلاً عن صفوف الرجال، ويلوحن بشعورهن يمنة ويسرة، وفي وقتنا الحالي تقوم النعاشات بهذا الدور، من قبيل المشاركة في الاحتفالات العامة والأفراح· عروق الصحارى الكفنة نجمة البادية أبوظبي(الاتحاد) - تلتصق بعض النباتات بالأرض كما لو أنها تأبى الابتعاد عنها، فلا ترتفع عن سطحها سوى سنتيمتر فقط! مثل ''الكفنة'' النبتة الحولية ذات الفصيلة المركبة، التي نشاهدها كثيراً هذه الآونة في بوادي الدولة ومزارعها· تنبت الكفنة في المناطق الصخرية والأرض الحصوية، فضلاً عن انتشارها في بوادي الدولة، وكذلك في بوادي السعودية والكويت وسورية وفلسطين ومصر والعراق· يقول أخصائي النبات محمدين متولي- سوق النبات بميناء أبوظبي: ''تنبت الكفنة - ومن أسمائها ''كفّ الكلب''- في بداية الربيع (في هذا الشهر تحديداً) يبلغ قطرها نحو 10 سم، تظهر بداية أوراقها الناعمة الملساء، تشبه نجمة أو زهرة كبيرة، وتكون الأوراق العليا أصغر من السفلى، أما أزهارها وثمارها فهي عبارة عن عيدان صغيرة مدببة متراصة بكثافة (تشبه ظهر القنفذ) إذا جفت تحولت إلى أشواك حادة تؤذي اليد والقدم إن لامساها، لذا حين تجف تعدّ من مراعي الإبل والأغنام حيث تأكلها رطبة ويابسة، على الرغم من كونها نبات زينة للمنازل''· وقد ورد ذكرها في المراجع والكتب العربية، إذ جاء في ''لسان العرب'' لابن منظور: ''الكفنة هي عشبة منتشرة تنبت في الصحارى وبلاد نجد، يقال لها كفّ الكلب إذا يبست، تشبّه بكفّ الكلب الحيواني، وما دامت خضراء، فهي الكفنة''· أما كتاب ''المخصص'' فيذكر: ''تنبت الكفنة في القيعان بأماكن من الأرض بنجد، وهي عشبة منتشرة في صحارى عديدة متفرقة، تنبت على الأرض ولا تعلو عنها، يقال لها ما دامت رطبة ''كفنة'' وعديد من العرب يقولون إن يبست فهي ''كف الكلب''· أيضاً في موضع آخر من ''المخصص'' يذكر أبو حنيفة: ''الكفنة نبتة من دقّ النَبَت، صغيرة جعدة، إذا يبست صلبت عيدانها كأنها قطع شققت عن القن''· كما ذكرت في كثير من قصائد الشعراء، من بينها بيت قاله ابن سيده: يظل في الشاء يرعاها و يَعمِتُها و ''يَكْفِن'' الدهر إلا ريث يَهتبد
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©