الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشيخ زايد.. مسيرة حافلة بالعطاء ومواقف خالدة

الشيخ زايد.. مسيرة حافلة بالعطاء ومواقف خالدة
3 مارس 2018 16:39
تزخر مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بالكثير من الإنجازات والمواقف الخالدة التي شكلت علامات فارقة في تاريخ دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية، والتي كشفت -عبر الأيام- مدى الثبات والوضوح الذي اتسمت به مواقف الوالد المؤسس «رحمه الله» خصوصاً في القضايا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وصولاً إلى ملف تحرير الكويت فيما واصل المغفور له جهود رأب الصدع العربي وتدخله لإنهاء الخلافات البينية في العديد من الدول.  زيارة اليمن: ويسجل تاريخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» أحداثاً بارزة في شهر مارس حيث شهد هذا الشهر زيارة تاريخية قام بها «رحمه الله» إلى اليمن في 12 مارس من العام 1977. وأكد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» خلال زيارته لليمن في 12 مارس من العام 1977 على وقوف الإمارات إلى جانب اليمن وحماية مصالحه والدفاع عن وحدة ترابه وشعبه.  ولعب الراحل الكبير دورا مهما في إنهاء الخلافات البينية بين شطري اليمن وساهم بشكل فاعل في تنمية اليمن وأمر بالعديد من المشاريع التي ارتبطت بالبنية التحتية وتدشين المدارس والمستشفيات. وشهدت الزيارة مباحثات سياسية بناءة أجراها «طيب الله ثراه» مع المقدم إبراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة في الجمهورية العربية اليمنية في ذلك الوقت، كما وضع «رحمه الله» حجر الأساس لمبنى سفارة دولة الإمارات في صنعاء.  وحرص «طيب الله ثراه» خلال الزيارة على اللقاء عن قرب مع الشعب اليمني حيث تجول في العاصمة صنعاء ودشن العديد من المشاريع التي مولتها دولة الإمارات مثل التوسعات الجديدة في مبنى تلفزيون صنعاء وشارع زايد، كما زار مدرسة البنات الثانوية التي شيدت على نفقة الدولة.  وفي اليوم الثاني من الزيارة وصل «طيب الله ثراه» إلى مدينة ذمار وشهد مناورة عسكرية بالذخيرة الحية أدلى في ختامها بتصريح أشاد فيه بالمستوى الذي وصلت إليه القوات اليمنية ليتوجه بعدها إلى مدينة تعز مروراً بمدن بريم وإب والمحاجر.  وزار «طيب الله ثراه» خلال تواجده في صنعاء وتحديدا في 15 مارس 1977 معسكر خالد بن الوليد وذلك بمناسبة تخريج دفعة جديدة من الجنود اليمنيين حيث تقرر إطلاق اسمه على الكتيبة اليمنية، كما زار في نفس اليوم مدينة الحديدة.  وتأكيدا على سياسة الإمارات الحريصة على وحدة اليمن وشعبه توجه «طيب الله ثراه» في 16 مارس 1977 من صنعاء إلى عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ليعقد مباحثات مع سالم ربيع على رئيس مجلس الرئاسة في ذلك الوقت أكد خلالها استعداد الإمارات لتقديم كل الدعم الممكن لليمن.  وزار «طيب الله ثراه» خلال جولة في مدينة عدن حديقة الشهداء ومصنع الغزل والنسيج وعددا من المدارس ومعاهد التعليم والتدريب.   التضامن العربي:  أولى الشيخ زايد «طيب الله ثراه» قضية التضامن العربي أهمية قصوى لإيمانه التام بأنها السبيل الوحيد لمواجهة جميع التحديات والمخاطر التي يتعرض لها الوطن العربي.  وأكد المغفور له في 20 مارس 1974 استعداد الإمارات لتقديم الدعم المادي والمعنوي لدول المواجهة من أجل استرداد الحقوق العربية المغتصبة وتحرير الأرض العربية المحتلة.  ودعا «طيب الله ثراه» في 6 مارس 1975 الدول العربية للتضامن والالتحام مع دولة الإمارات لتتمكن من تحقيق وحدة المنطقة والتصدي للتهديدات التي تتعرض لها الأقطار العربية المنتجة للبترول.  وجاء تصريحه الشهير الذي أدلى به في 10 مارس 1977 لمجلة الحوادث ليؤكد أن الإمارات على استعداد تام لمتابعة دعم دول المواجهة العربية، حيث قال: «ليقرر إخواننا العرب النسبة التي يريدونها ويتفقوا عليها فسيجدوننا في مقدمة المساهمين فيها».  وعلى الصعيد الخليجي ترأس الشيخ زايد في 11 مارس من العام 1991 اجتماعاً للمجلس الأعلى أكد خلاله على حرص الإمارات ووقوفها إلى جانب الأشقاء في الكويت في مرحلة التعمير كما كان موقفها المبدئي في مرحلة التحرير، كما استقبل في 24 مارس 1991 أفراد القوات الإماراتية التي شاركت في حرب تحرير الكويت مشيدا بشجاعتهم وتضحياتهم في سبيل نصرة الحق.  وأكد «رحمه الله» في 4 مارس 1999 خلال لقائه وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي حرص الإمارات على التشاور ودراسة القضايا كافة قبل اتخاذ أي قرار من أجل كرامة وعزة وقوة دول الخليج.   السياسة الدولية:  آمن الشيخ زايد «طيب الله ثراه» على الدوام بأن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على أسس التعاون والاحترام المتبادل بين جميع الدول ودعا إلى اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل كافة القضايا والمشاكل بعيدا عن لغة الحرب والمواجهة. ورأى الشيخ زايد في حركة دول عدم الانحياز فرصة حقيقية لتجنب آثار الحرب الباردة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وترأس «رحمه الله» في 7 مارس 1983 وفد دولة الإمارات في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة دول عدم الانحياز في نيودلهي حيث دعا الدول الأعضاء الى إيجاد طريق مستقل عن المعسكرين الشرقي والغربي لتحقيق أمن ورفاهية شعوب دول عدم الانحياز.  وأكد «طيب الله ثراه» في 1 مارس 1975 خلال حديث لمجلة ألمانية أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق العدالة بين الدول المنتجة والمستهلكة للبترول تتمثل في ربط سعر البترول بأسعار السلع الأخرى.  وحضر «طيب الله ثراه» في 6 مارس 1977 افتتاح المؤتمر الأول للقمة العربية الإفريقية في القاهرة حيث أعلن عن تقديم الإمارات مبلغ 137 مليون دولار للمساهمة في تنمية إفريقيا.  المرأة:  حظيت المرأة في دولة الإمارات بمكانة متميزة تقديراً لدورها في بناء المجتمع والنهوض به وقد حرص «طيب الله ثراه» على تأكيد هذه المكانة في العديد من المناسبات. وفي 22 مارس 2000 أكد الشيخ زايد أن قرينته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم مثالية في رعايتها لأنجالها وأحفادها وأن اهتمامها ببنات وطنها اهتمام الأم الحريصة على حياتهن ومستقبلهن، مشيرا إلى أنها تتابع وتدرس ما تراه وتستفيد منه استفادة كبيرة وهي تستشير في ذلك وتختار بذكائها صفوة النساء للعمل والتعاون وتبادل الآراء داخل الدولة وخارجها.  وحرص «رحمه الله» على تعليم المرأة ودخولها في كافة مجالات العمل وفي هذا الإطار جاءت رسالته الخاصة التي وجهها في 8 مارس 2003 لتهنئة خريجات الدفعة الأولى بجامعة زايد واصفاً شعوره بيوم التخرج (بالفخر والفرحة) كما منح «رحمه الله» الخريجات الحاصلات على الامتياز وعددهن 90 خريجة مبلغ 20 ألف درهم وميدالية ذهبية.  ودعا الشيخ زايد في 11 مارس 1990 خلال لقائه بعدد من الطالبات بمناسبة المسابقة الأولى في مجال التربية الأسرية إلى وضع خطة لعمل المرأة في كل المجالات وخاصة الطب.  حقوق الإنسان:  دأبت الإمارات منذ تأسيسها على إنشاء مجتمع يسوده التسامح وتتعدد فيه الثقافات ويعيش فيه الناس متساوين جميعا أمام القانون.  وفي 3 مارس 1999 أدلى الشيخ زايد بتصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام» حول حقوق الإنسان دعا فيه إلى التآخي بين المسلمين ومراعاة الأخوة بين البشر، مؤكداً أن إعطاء كل ذي حق حقه من أهم دعائم الاستقرار وأن دولة الإمارات تعمل بجد وإخلاص لكل ما من شأنه أن يرفع من مستوى المعيشة للمواطنين في دولة الإمارات.  منجزات داخلية:  وتابع «طيب الله ثراه» في شهر مارس تعزيز مسيرة التنمية على الصعيد الداخلي عبر إصدار مجموعة من المراسيم التشريعية التي أسهمت في تطوير الأداء الحكومي وتحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية. ففي 12 مارس 1993 أصدر المغفور له مرسوماً أميرياً بتكوين مجلس أمناء مؤسسة «زايد الخيرية» برأس مال بلغ مليار دولار، كما افتتح في 1 مارس 1977 دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني الاتحادي والذي تم خلاله انتخاب تريم عمران تريم رئيساً للمجلس.  وحرصاً منهما على تقوية دعائم اتحاد الدولة ومتابعة مسيرة التنمية الشاملة في جميع إماراتها عقد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم اجتماعاً هاماً في 13 مارس 1980 اتخذا خلاله العديد من القرارات المرتبطة بالميزانية العامة للدولة، كما وافقا على إصدار قانون البنك المركزي واتخاذ كافة الإجراءات لبدء نشاطه.  وفي 22 مارس 1984 شهد «رحمه الله» بمعية أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات الحفل الذي أقامه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة زفاف نجله سمو الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان.  وتشجيعاً منه لكل إنجاز عربي وإسلامي استقبل «طيب الله ثراه» في 23 مارس 1987 رائد الفضاء العربي الرائد الركن الطيار سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي سلم إلى سموه ميدالية رحلة مكوك الفضاء ديسكفري وقد منح الشيخ زايد الأمير سلطان بن سلمان وسام الاستقلال باعتباره أول رائد فضاء عربي مسلم.  وفي 17 مارس 1994 عاد الشيخ زايد ليؤكد مجدداً حرصه على حفظ وصيانة تراث الآباء والأجداد وضرورة إبرازه وتطويره قائلا:«إن أي أمة ليس لها تراث ليس لها أول ولا آخر».  الشباب: راهن الشيخ زايد «طيب الله ثراه» على الشباب وطاقاتهم للعبور بدولة الإمارات نحو المستقبل الزاهر لذلك حرص «رحمه الله» على تمكين الشباب وتحفيزهم في مختلف المجالات حيث دعا في 15 مارس 1981 خلال استقباله وزراء الشباب والرياضة العرب إلى ضرورة توحيد الجهود بين الدول العربية للنهوض بالشباب حضارياً وتربوياً وثقافياً ورياضياً باعتبارهم الثروة الحقيقية وأغلى إمكانيات الأمة العربية.  ووجه «طيب الله ثراه» في 3 مارس 1973 كلمة إلى شباب الإمارات أثناء زيارته المخيم الكشفي أكد فيها على مسؤولية الشباب في بناء المستقبل والإمكانيات التي توفرها الدولة لبناء جيل صاعد.  ودعماً منه للأنشطة الرياضية المحلية والخليجية افتتح «رحمه الله» في 19 مارس 1982 البطولة السادسة لدورة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي استضافتها الإمارات.  تقدير دولي وعربي:  اعترف العالم كله بعبقرية الشيخ زايد ودان له بالاحترام والتقدير حيث نال «رحمه الله» عشرات الجوائز والشهادات العالمية ومنها الشهادة والميدالية الخاصة بلقب «رجل عام 1988» التي تسلمها في 8 مارس 1989 تقديرا لمواقفه تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية والدولية، كما حصل في 29 مارس 1998 على جائزة «داعية البيئة» من منظمة المدن العربية وذلك عرفاناً لجهوده في مجال الحفاظ على البيئة وإسهاماته في التشجير وإقامة المحميات الطبيعية.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©