السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحساسية المفرطة!

6 ابريل 2008 02:15
المشكلة.. تزوجت من سيدة رائعة منذ أربع سنوات ، وتجمعنا مشاعر حقيقية، لكنها عاطفية وانفعالية وحساسة جدا، ما أصابها بقرحة في الاثنى عشر تواظب على علاجها ، وهى معطاءة بلا حدود لي لكل المحيطين بها من الأهل والأسرة، وبما أن والدها كان نموذجا للزوج المطيع جدا لأمها، تتوقع أن كل رجل يجب أن يعامل زوجته كأبيها، وبالضرورة أنا في مقدمتهم، بل أنها تريد معرفة كل شاردة وواردة في حياتي مهما كانت تافهة· فيجب أن أبتسم وأنا أحدثها مهما كان الموضوع جادا أو مضايقا، وعندما تعطي وتقدم فإنها تحتاج للإشادة والشكر على كل صغيرة وكبيرة، وهذا ما أقوم به دوما وبلا توقف، وتتحول الأمور إلى نكد إذا أخبرتها أن كل النساء يقمن بذلك، فهي تتوقع أنها أكثر إنسانة معطاءة في الكون ولا يصح أن أشكك بهذا· وإذا طلبت منها أن تتوقف عن أى عمل ما من الأعمال التي تقدمها لأهلي أوابنتي حتى لا أتعب من شكواها فإنها تمرض وتحس بآلام حقيقية وترتفع درجة حرارتها وربما ''وخزة'' بالقلب أو دوخة، وأشياء أخرى، ولا يتوقف ذلك إلا إذا اعتذرت لها واعترفت بأنها غير عادية وليس لها مثيل في الكون· أنا سعيد بها، لكن دوما يجب أن أكون مشحونا عاطفيا ورومانسيا ومبتسما وسعيدا ومقدرا لها وصابرا على انفعالاتها·· وهذا يجعلني أختنق، فالحياة غير ممكن أن تستمر هكذا فأنا جزء من الحياة بحلوها ومرها·· والإنسان يحتاج للعزلة والتفكير والبوح والتفريغ أحيانا· وكثير من المرات أشعر أنى أتعامل مع مخلوق عجيب، ولا أعرف كيف أتصرف ؟ وأشعر كثيرا أني مخنوقا، هل يمكن مساعدتي في الحل؟ ص· أ· ن/ أبوظبي الحل أرجو ألا نبالغ أو نهون من الأمر، وليس هناك ما يستدعي شعورك بأي احساس سلبي، ووضعك ليس بسيئ، وربما يحسدك الكثيرون غيرك، هل كل مشكلتك أن زوجتك تريدك أن تشكرها وتشيد بها، ان زوجتك وإن كانت على قدر المسئؤولية، انها خدومة وتعرف واجباتها إلا أنها تربت على التدليل، وقد تكون تأثرت بصورة والدها، وليس في ذلك عيب على الاطلاق، مادام يرضى الطرف الآخر فالبنت سر أمها، وهي غالبا ستصبح صورة مكررة بطريقة أو بأخرى منها، وأحيانا تكون صورة مكررة، وأحيانا تختلف الصورة باختلاف الجيل والثقافة، ولا أحد يتغير كليا، وتظل كل واحدة على حالها بلا تغيير جوهري ملحوظ في الصفة أو الصفات الغالبة على شخصيتها، التي نسميها''سمات''، وكل ماعليك أن تحاول تجاوز هذه الهفوات ، أو التعود عليها، والصبر على الألم أوالمرض الذي يصيبها، وشيئا فشيئا ستتحصن وتزداد قدرتها على التحمل، وأن تدرب نفسك أنك تستطيع أن تحصل على الجنة بمنشورات التأييد والمباركة· وتحاول من حين لآخر أن تخاطب عقلها في لحظات مودة، وتشعرها أن التقدير الحقيقي ليس كلاما يقال، وأن تجعلها تستكين الى تقديرك لها، واحذر الاستخفاف بمشاعرها أو التقليل من شأن آلامها حتى لا تسبب صدمة عاطفية عميقة أوحرصاً لها، وتعامل مع حساسيتها المفرطة بذكاء وصبر وحنكة· مع أطيب تمنياتنا لك بالتوفيق·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©