الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة.. والمشهد المصري

15 فبراير 2011 22:05
على الرغم من اقتراب الأحداث في مصر على نهايتها، إلا أن المشهد السياسي المصري لا يزال يسيطر على الساحة الاجتماعية والإعلامية بشكلٍ كبيرٍ. وما يهمني هنا هو المشهد السياحي، فمصر وصلت في العام الماضي 2010 إلى رقم قياسي جديد هو 15 مليون سائح، وكانت تسير بشكل متسارع في تنفيذ خطة سياحية كبرى لكي تصل إلى 20 مليون سائح سنوياً، وبلغت عائدات مصر من السياحة عام 2010، 13 مليار دولار، وهو رقم ليس بالقليل، ويشكل أهمية كبرى في الاقتصاد المصري. وإذا نظرنا إلى اعتبارات أخرى مثل حجم العمالة في القطاع السياحي، وحجم القطاعات الأخرى المرتبطة بالقطاع السياحي، سندرك حجم مشكلة المشهد السياحي المصري. من لا يعرفون مصر، أو لا يعرفون الكثير عن قطاعها السياحي، قد لا يدركون مدى التأثير الشديد الذي سيحدث هذا العام على الاقتصاد وعلى السياحة، وأذكر أنني عندما زرت مدينة الغردقة الساحلية المصرية الواقعة على البحر الأحمر للمرة الأولى، فوجئت بأن مطارها استقبل يوم وصولنا 99 طائرة من مطارات دولية بشكل مباشر، ولفت نظري أننا سرنا بالسيارة داخل المدينة لمدة ساعة تقريباً، ولم نر خلالها على جانب الطريق إلا فنادق، وعرفت أن عدد الفنادق والمنتجعات بالمدية يتجاوز الـ 350 فندقاً! وهذا في مدينة سياحية واحدة فقط فما بالكم بمدن سياحية أخرى مثل شرم الشيخ والأقصر وأسوان ومرسى علم والإسكندرية وواحات سيوة..؟ من هنا تأتي أهمية صناعة السياحة في مصر، من حيث الدخل العام للدولة ومشاركة السياحة في الناتج القومي، ومن حيث عدد الأسر التي تعيش على عمل عائلها في صناعة السياحة، كما أن هذا الرقم الكبير من السياح “15 مليون سنوياً” إضافة كبيرة لصناعة السياحة العربية، ويؤثر بشكل كبير على تنامي أرقام السياحة في تونس ولبنان وسوريا والأردن والمغرب واليمن وعمان والإمارات بطريقة غير مباشرة، فالسائح الذي يزور دولة عربية تتغير لديه الكثير من المفاهيم، وهذا ما يشجعه على تكرار الزيارة أو توسيع رقعة السياحة في الوطن العربي، وصحيح أنه لا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه سياحة عربية مشتركة أو واحدة، أو حتى تعاون سياحي أو وجهة سياحية عربية، إلا أن التأثير يحدث دائماً بشكل أو بآخر. نتمنى جميعاً من قلوبنا أن يستقر المشهد المصري، وأن تستعيد السياحة المصرية عافيتها، وهي قادرة على ذلك، خاصة أن لها تجارب وخبرة متميزة في مواجهة الأزمات السياحية، وأجد أيضاً أنه من الواجب علينا أن نشارك في إنقاذ صناعة السياحة المصرية التي ستتأثر كثيراً هذا العام، بأن نجعل من مصر وجهة سياحية هذا العام للعرب جميعاً، حتى نساهم في تعويض تلك الخسائر، وأنا متأكد أننا سنرى مصر جديدة، وأن الكثير من السلبيات ستتغير. وليكن حتى على الأقل لكي نشاهد ونمر من ميدان التحرير، الذي وضع فعلاً على الخريطة السياحية لمصر، وأصبح الآن أشهر ميدان في العالم.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©