ابتسامـة الشارقة··و دمعة العين

خرجت الجماهير العاشقة لفنون كرة القدم سعيدة بالأداء الراقي الذي قدمه فريقا الشارقة والعين في مباراتهما أمس الأول بدور الستة عشر لمسابقة كأس رئيس الدولة، والذي كان أشبه بالماراثون الطويل، وانتهى في النهاية بتأهل فريق لدور الثمانية وخروج آخر، وهو واقع لابد من التسليم به، بعد أن ظلمت القرعة الفريقين الكبيرين معاً بوقوعهما مبكراً في صدام مروع كان يصلح لأن يكون المباراة النهائية للبطولة بكل المقاييس· الشارقة كان الأكثر حظاً وتوفيقاً في هذه المباراة، بعد انحياز ركلات الجزاء الترجيحية له في النهاية، بعد تلاعبها بأعصاب الآلاف من جماهير الناديين وبعاشقي الكرة الجميلة· ورغم السعادة الكبيرة التي بدت على كل من شاهد المباراة بعد الأداء الكروي الجميل الذي قدمه الفريقان على مدى 120 دقيقة وانتهى بالتعادل 2/2 ولجوئهما لركلات الجزاء التي امتدت الى عشرة لاعبين من كل فريق حتى حسمها الشارقة 8/7 في النهاية، إلا أن هذه السعادة شابها حزن كبير لخروج أحد الفريقين مبكراً من البطولة التي كانت في حاجة الى استمراره لتزيد إثارة ومتعة، لكنها القرعة التي ظلمت الفريقين معاً، وظلمتنا نحن معهما· الفريقان قدما واحدة من أفضل مباريات الموسم الحالي على الإطلاق، إن لم يكن أفضلها، واستمتعت الجماهير بفاصل كروي جميل قدمه اللاعبون على مدى 120 دقيقة، ورغم هذه المدة الطويلة في اللعب، إلا أن الجميع تمنى لو أن المباراة امتدت بينهما لفترة أطول· الأداء العالي للفريقين يعود الى الوفرة الكبيرة في اللاعبين أصحاب المهارات الفردية العالية، خاصة في فريق الشارقة الذي يضم كوكبة من أفضل لاعبي الإمارات مهارة، يضاف إليهم ''المبدع'' مسعود شجاعي والقناص أندرسون والقاطرة البشرية قصي منير، وتميز فريق الشارقة بارتفاع المهارة لدى معظم لاعبيه في جميع الخطوط، حتى خط الدفاع تميز بها وهو نادراً ما تجده في فرق أخرى· وفي الجانب الآخر أيضاً تميز العين بوجود وفرة من هؤلاء اللاعبين وعلى رأسهم نشأت أكرم وسفيان العلودي وجالو الثلاثي المحترف، بجانب عدد ليس بالقليل من اللاعبين المواطنين، لكن تفوق الشارقة في هذا الجانب الى حد كبير· في تقديرنا أن الشارقة كان الأفضل نوعاً ما قياساً بكل أحداث المباراة على مدى أشواطها الأربعة، وكان الفريق هو الأكثر هدوءاً وتركيزاً والأفضل تنظيماً وانتشاراً داخل أرجاء الملعب، لاسيما في الشوط الثاني الأصلي والأول الإضافي وفترات غير قليلة من الشوط الأول الأصلي وبعض فترات الثاني الإضافي· كما كان الشارقة هو الأكثر وصولاً بإيجابية الى المرمى والأكثر إضاعة للفرص، وساعده على ذلك امتلاك الفريق لعدد كبير من البدلاء الأكفاء أصحاب المهارات العالية، ولم يتأثر الفريق بخروج المدافع موسى حطب مبكراً للإصابة، وكان البديل خميس أحمد الذي لعب في الجهة اليمنى على مستوى المسؤولية، وأدى مباراة كبيرة في ظل التغيير في المراكز داخل خط الدفاع بدخول فايز جمعة الى العمق بجوار مشعل عبدالوهاب· وساهم وسط الشارقة بدور كبير في السيطرة على مجريات اللعب لأطول فترة ممكنة بسبب التفاهم الواضح بين لاعبيه والتحركات المستمرة لمسعود شجاعي الذي لعب في كل مكان خلف رأسي الحربة الكاس وأندرسون، رغم لجوئه الى الاستعراض والمظهرية في أوقات غير قليلة، وأحكم الشارقة سيطرته على منطقة المناورات أكثر بنزول نواف مبارك صاحب المهارة العالية، بجانب الدور الكبير الذي لعبه عبدالله سهيل ظهير أيسر الفريق وقيادته للهجمات من الخلف بكفاءة عالية· وفي المقابل تأثر أداء العين الى حد ما بالشد العصبي لرغبة الفريق الشديدة في تحقيق الفوز والاستمرار في البطولة للنهاية، بعد ابتعاده عن منصات التتويج ثلاث سنوات في الدوري وضياع لقب الكأس في الموسم الماضي في النهائي أمام الوصل· ورغم ذلك فقد قدم الفريق كل ما عنده وكاد يحقق الفوز في الشوط الإضافي الثاني، كما تأثر بخروج نجمه سفيان العلودي للإصابة في توقيت صعب، والإجهاد الذي حل على هلال سعيد والإصابة التي منعت عبدالله علي من القيام بدوره على أكمل وجه· استحق الشارقة الفوز والتأهل لدور الثمانية ولم يستحق العين الخسارة والخروج المبكر، وكسبت البطولة استمرار الشارقة وخسرت كثيراً بخروج العين· درجات اللاعبين ؟ الشارقة محمود الماس: 8 من عشرة ساهم بنصيب كبير في الفوز المستحق بعد أن تصدى لثلاث ركلات جزاء· مشعل عبدالوهاب: 7 من عشرة بذل مجهوداً كبيراً في التغطية خلف زملائه وشارك كثيراً في الهجوم خاصة في الكرات الساقطة· موسى حطب: 6 من عشرة يستحقها في الفترة التي لعب فيها وخرج متأثراً بإصابته· فايز جمعة: 7 من عشرة أجاد في الجهة اليمنى وأجاد أكثر عندما انضم للداخل بجوار مشعل· خميس أحمد: 7 من عشرة أحد مكاسب الشارقة من هذه المباراة، تألق دفاعاً وهجوماً وشكل ثنائياً متفاهماً مع مسعود شجاعي الذي لعب أمامه في الشوط الثاني الأصلي· عبدالله سهيل: 9 من عشرة أفضل لاعبي فريقه إنتاجاً وإيجابية وقاد الهجمات من الخلف بكفاءة عالية، وكان مصدر ثقة كبيرة لزملائه· قصي منير: 7 من عشرة مجهود كبير وحركة لا تهدأ دفاعاً وهجوماً، وكان أحد أسباب سيطرة فريقه على وسط الملعب· خليفة المنصوري: 7 من عشرة أدى دوره بكفاءة عالية حتى خروجه وتميز بالمهارة العالية والهدوء· طارق أحمد: 7 من عشرة مهارة وثقة في الأداء، تحرك كثيراً وشكل عبئاً كبيراً على لاعبي وسط العين· مسعود شجاعي: 8 من عشرة كان يمكنه الحصول على الدرجة النهائية لولا لجوؤه الى الاستعراض والمظهرية في فترات غير قليلة، لكنه كان محور هجمات فريقه وشكل تهديداً وإزعاجاً مستمراً لدفاع العين· أندرسون: 8 من عشرة أهم ما يميزه هو الأداء الإيجابي على المرمى وإصراره على استثمار كل الفرق المتاحة له وهذا سر نجاحه بعيداً عن استعراض المهارة· سعيد الكاس: 6 من عشرة لم يظهر في الشوط الأول وزاد إنتاجه بشدة في الثاني وأضاع فرصتين· نواف مبارك: 7 من عشرة ساهم بجزء كبير في إحكام سيطرة فريقه على الوسط وشارك في صنع الهدف الأول· عبدالعزيز العنبري: 6 من عشرة قياساً بالفترة التي لعبها، ساهم بخبرته ومهارته العالية في بث الثقة والهدوء داخل الفريق وأحرز الضربة الأخيرة التي أعلنت صعود فريقه لدور الثمانية· ؟ العين وليد سالم: 8 من عشرة تألق في هذه المباراة، واقترب من استعادة مستواه الذي يرشحه لاستعادة مكانه الأساسي في المنتخب وتصدى لركلتي جزاء· حميد فاخر: 5 من عشرة التزم كثيراً بالدور الدفاعي على حساب الهجومي· فهد علي: 7 من عشرة اقترب كثيراً من العودة لمستواه المعروف وأنقذ هدفاً محققاً وساهم في صنع هدف التعادل الثاني· علي مسري: 8 من عشرة أفضل لاعبي الدفاع وأكثرهم حركة ونشاطاً وجرأة في التقدم للأمام وأحرز هدفاً جميلاً برأسه وهي المرة الثانية التي يحرز فيها هدفاً بالطريقة نفسها وكانت الأولى في مباراة حتا بالدوري· عبدالله علي: 5 من عشرة ظهر بعيداً عن مستواه المعروف بسبب الإصابة، واكتفى بالواجب الدفاعي ولم يقم بالهجومي كما يجب كما كان يفعل· نشأت أكرم: 8 من عشرة أفضل لاعبي العين حركة ونشاطاً وإنتاجاً· هلال سعيد: 6 من عشرة أداء دفاعي جيد لكن إنتاجه قل بمرور الوقت· علي الوهيبي: 8 من عشرة من أفضل لاعبي المباراة، لكن كانت تنقصه اللمسة الأخيرة· شهاب أحمد: 7 من عشرة دور كبير في ربط الدفاع بالهجوم· سفيان العلودي: 8 من عشرة خروجه كان نقطة فاصلة مع فريقه في الوقت الحرج، شكل إزعاجاً مستمراً لدفاع الشارقة· عثمان جالو: 5 من عشرة إنتاجه قليل رغم تميزه بالمهارة، واستسلم للرقابة المفروضة عليه· أحمد خلفان: 6 من عشرة قياساً بالفترة التي لعبها، حاول كثيراً وبذل مجهوداً كبيراً· فارس جمعة: 7 من عشرة قياساً أيضاً بالوقت الذي لعب فيه، يملك مهارات عالية وسرعة كبيرة، وهو أحد مكاسب العين من المباراة· سبيت خاطر: 6 من عشرة لم يسعفه الوقت لإخراج كل ما لديه، بدا يقترب من العودة لمستواه· الوحدة والأهلي صدام آخر مبكر ضحية جديدة على الطريق في دور الثمانية ظلمت قرعة الكأس الكبار كثيراً بعد أن شاءت الظروف أن يقع العين والشارقة في مواجهة مبكرة جداً في دور الستة عشر، والتي فرضت واقعاً مؤلماً بخروج أحد الفريقين مبكراً من المسابقة، والتي خسرت بالتأكيد بخروج العين من هذا الدور· وستستمر هذه المعاناة في دور الثمانية الذي أوقع فريقي الوحدة والأهلي في مواجهة صعبة أيضاً لا تقل صعوبة عن مواجهة العين والشارقة، وستخسر البطولة أحد الفريقين أيضاً وفي وقت مبكر الى حد ما· وسيكون الطريق صعباً للفريق الذي سيستمر منهما في المسابقة، بعد أن أوقعته القرعة مع الفائز من الشباب والشعب والذي سيحدد من منهم سيستمر الى النهاية· نتائج دور الستة عشر جاءت منطقية وبلا مفاجآت، باستثناء خروج الزعيم العيناوي الذي شاء حظه العاثر أن يلتقي بالشارقة في هذا الدور وكلاهما دائماً من المرشحين الكبار لنيل البطولة· الشارقة فاز على العين 8/7 بركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 2/2 في الوقتين الأصلي والإضافي، وهي نتيجة منطقية جداً· وفاز الوصل حامل اللقب على الذيد والشعب على دبا الحصن بنتيجة واحدة 3/،2 والشباب على رأس الخيمة والوحدة على عجمان والظفرة على الاتحاد والفجيرة على دبي بنتيجة واحدة 3/،1 والأهلي على بني ياس 3/صفر· وسيلتقي في دور الثمانية الوحدة مع الأهلي بالعين غالباً، والفائز منهما سيلعب مع الفائز من مباراة الشعب والشباب (بأبوظبي غالباً) في الدور قبل النهائي· كما سيلتقي الوصل مع الظفرة والفائز منهما سيلتقي في الدور قبل النهائي مع الفائز من مباراة الشارقة والفجيرة· وصل إلى 33 هدفاً رقم قياسي من الأهداف فاق كل أسابيع الدوري شهدت جولة دور الستة عشر لمسابقة الكأس رقماً قياسياً من الأهدداف فاق كل أسابيع مسابقة الدوري الخمسة التي أقيمت حتى الآن· وحفلت هذه الجولة بثلاثة وثلاثين هدفاً أحرزها كل من مشعل عبدالوهاب وأندرسون (الشارقة) وسفيان العلودي وعلي مسري (العين) وأحمد الشربيني ومحمد الشحي هدفين (الوحدة) وسالم جوهر (عجمان) ودياز وأوليفيرا هدفين (الوصل) وسالم مصبح وخليفة سالم (الذيد) وعلي سعيد وروبرت وأكبر بور (الظفرة) وجوهر مصبح (الاتحاد) وسيزار وسالم خميس وأحمد خليل (الأهلي) وكريم أنس هدفين وكريم كركار (الفجيرة) وعلي حسن (دبي) وسرور سالم هدفين وعيسى عبيد (الشباب) وديجو ( رأس الخيمة) وعبدالله عيسى هدفين وعلي سامرة (الشعب) وأوليفيرا وماندو (دبا الحصن)· سالم جوهر يمارس هوايته بعد الاعتزال لم يتخل سالم جوهر نجم نادي العين السابق وإداري ولاعب عجمان الحالي عن هوايته المحببة إليه، والتي اشتهر بها أيام فترة وجوده مع العين، وهي التسجيل من كرات ثابتة ومن مسافات بعيدة· ورغم الاعتزال ثم العودة للمستطيل الأخضر مرة أخرى لم ينس سالم جوهر أنه يعشق التسجيل من هذه الكرات، وبالفعل أتيحت له الفرصة في مباراة فريقه أمام الوحدة عندما احتسبت ضربة حرة من خارج المنطقة، وتصدى لها سالم وسددها زاحفة في اتجاه المرمى محرزاً هدفاً جميلاً أعاد به الى الأذهان ذكريات زمان مع العين فريقه السابق·