السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حضارة أم النار تعود إلى مابين 4000 إلى 5000 عام

حضارة أم النار تعود إلى مابين 4000 إلى 5000 عام
5 يناير 2011 16:25
تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث فبراير القادم 2011، معرضا للاكتشافات الأثرية في إمارة أبوظبي بعنوان: "فجر التاريخ .. البعثات الدنماركية والاكتشافات الأثرية في أبوظبي 1958-1972"، وذلك في محيط قلعة الجاهلي بمدينة العين، بالتعاون مع متحف موسغارد الدانماركي، وبهدف تسليط الضوء على الحفريات التاريخية للآثاريين الدانماركيين في إمارة أبوظبي خلال تلك الفترة. وأكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة تتبنى رؤية شاملة للثقافة تضم التراث المادي وغير المادي على حد سواء، و تسخّر جميع مواردها للحفاظ على الأصول المعمارية والأثرية لإمارة أبوظبي، مُشيراً إلى مواصلة تنفيذ جملة من المشاريع الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بتنظيم العمل الأثري، وتطوير الإجراءات الضرورية للإشراف على عمليات الترميم والمسح والتنقيب الأثري بشكل مشروع، وبطرق علمية بحثية وفقاً للمعايير العالمية المعتمدة في هذا الشأن، فضلا عن تعزيز جهود حماية التراث الثقافي وإدارته والترويج له. وأوضح معاليه أن متحف موسغارد قد عمل على استكشاف الآثار والثقافات التقليدية لدول الخليج العربي على مدى ما يقرب من 60 عاما بالتعاون مع السلطات المحلية، ومن هنا تأتي أهمية هذا المعرض الذي تنظمه الهيئة للتعريف بحضارة دولة الإمارات، بما يعزز العلاقات الثقافية بين الإمارات والدانمارك، خاصة وأنه في عام 2013، سوف يفتتح متحف موسغارد مبنى ضخما وجديدا للمعارض في الدانمارك، يضم قسما بأكمله مخصصا للتاريخ المبكر والثقافة في منطقة الخليج العربي. ومن جهته اعتبر سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن تسليط الضوء على الحفريات التاريخية للآثاريين الدانماركيين في أبوظبي بين عامي 1958 و1972 يصبّ في جهود تعزيز الهوية الوطنية والفخر بها، وتعريف المواطنين والمقيمين والزوار بالتاريخ العريق لإمارة أبوظبي ودورها في مسيرة الحضارة الإنسانية، سيما وأن المعرض يقام في محيط قلعة الجاهلي التاريخية التي باتت اليوم منارة ثقافية مشعة في المنطقة. وأكد أن الحفاظ على التراث المادي لإمارة أبوظبي وحمايته من الاندثار في شتى صوره يأتي في أولى محاور استراتيجية الهيئة المنبثقة عن استراتيجية حكومة أبوظبي، مُشيرا إلى أن الهيئة تقوم وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية بمراجعة سياسات التخطيط لحماية الأماكن ذات الأهمية التراثية والثقافية، وتفادي أي عمليات توسّع غير مدروس من شأنه أن يؤثر على المكتشفات الأثرية. وأوضح المزروعي أن تاريخ الحفريات التي أجراها في أبوظبي فريق مؤلف من 34 آثاريا دنماركيا بقيادة بي.في.غلوب وتي.جي.بيبي، يرجع إلى عام 1958 حين تمّ توجيه الدعوة لهم للبحث عن الحضارات الزائلة القديمة في إمارة أبوظبي التي ظلّ مجتمعها في ذلك الوقت تقليديا إلى حد بعيد. واتسم تمويل أول بعثة للحفريات الأثرية بموازنة محدودة للغاية تبلغ 2000 جنيه إسترليني. وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تم شحن جميع المكتشفات إلى المتحف في أرهوس ليجري حفظها وتسجيلها ودراستها، ثم أعيدت إلى أبوظبي بعد افتتاح المتحف الوطني في العين عام 1971. وقد وفرت الحفريات التي أجريت بين عامي 1959 و1961 اللمحات الأولى حول عصر يعود إلى ما بين 4 ألاف إلى 5 آلاف عام، حين كان هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية مركز الحضارة الحية والغنية التي أدارت إنتاج وتوزيع كميات هائلة من النحاس إلى العالم القديم. وسميت هذه الحضارة على اسم الجزيرة: حضارة أم النار. وتدلل مدافن أم النار، حيث تم استخراج الكثير من القطع الأثرية، على أهمية الوحدة داخل العشيرة أو القبيلة. وأكد د.سامي المصري نائب المدير العام للفنون والثقافة والتراث مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والتطوير في الهيئة، أن استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تسعى كذلك إلى تفعيل دور المتاحف من النواحي التعليمية والتثقيفية، وتعريف شرائح المجتمع المختلفة وتوعيتها وتثقيفها بتاريخ وحضارة دولة الإمارات العربية المتحدة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وأن تنظيم هذا المعرض الهام بالتعاون مع متحف موسغورد الدانماركي، يسعى لإبراز عدد من أهم المواقع التاريخية والأثرية في المنطقة كمستوطنة أم النار، ومدافن جبل حفيت، ومدفن هيلي الكبير، وبرج هيلي، وقرن بنت سعود. - مستوطنة أم النار كشفت حفريات أم النار عن حضارة جديدة بكل معنى الكلمة تعود إلى العام 2400 قبل الميلاد تقريبا. وتم العثور على الكثير من آثار إنتاج النحاس وتصنيعه. عاش تجار أم النار ومارسوا أعمالهم في بيئة منظمة تنظيما جيدا وفي ظل العديد من الأنظمة المعترف بها عالميا للأوزان والمقاييس، بما فيها النظام المطبق في بلاد الرافدين. وكانت مستوطنة التجارة على صلة وثيقة بمجتمعات المزارعين. عاش شعب أم النار حياة كريمة، حين كانوا يكسبون رزقهم من صيد الطرائد والأسماك. وقد كانوا يعملون بجد، حسبما تشير بقايا كثيرة من العظام إلى العمل الشاق على شكل آثار للعضلات وكسور في العظام وألبسة، كما كانت متوقعة لدى البحارة وصيادي الأسماك. في عام 1958، اكتشف البروفيسور غلوب للمرة الأولى أدوات مصنوعة من الصوان في أم النار. وبعد ذلك جرى تحديد مواقع أخرى تعود إلى العصر الحجري في جبل حفيت وهيلي وقرن بنت سعود. وتم تحديد عُمر هذه المكتشفات النادرة بين خمسة آلاف إلى ستة آلاف سنة. وتعد من أقدم الآثار البشرية في أبوظبي. - مدافن جبل حفيت في عام 1970، اكتشفت كارن فريفلت أن عمر القدور الموجودة في هذه المدافن يبلغ 5 آلاف سنة وأنها جاءت من بلاد الرافدين- العراق حاليا! ويبرهن هذا الاكتشاف على الروابط بعيدة المدى بين أبوظبي والمدن القديمة في بلاد الرافدين في هذه الحقبة من فجر التاريخ. ثمة برهان أيضا على مزاولة نشاطات التنقيب عن المعادن في ذلك الزمن القديم. ومن المعروف أن إجراءات مماثلة للتنقيب عن المعادن كانت مستخدمة في الهند وباكستان خلال نفس الفترة، مما يشير إلى وجود تبادل للأفكار فضلا عن البضائع. - مدفن هيلي الكبير قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تغمده الله بواسع رحمته، حاكم المنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي آنذاك بتوجيه الآثاريين الدنماركيين إلى هذا النصب عام 1962. ونظرا لحجم الهندسة المعمارية وجودتها والبناء الحجري المتقن، يُعتبر هذا الأثر أكثر المدافن أهمية في حضارة أم النار، ويقدَّر عمره بحوالي 4500 سنة. وقد أصبح بمثابة أيقونة لعصور ما قبل التاريخ في الخليج ورمزا لآثار أبوظبي وتراثها. - برج هيلي من برج هيلي كان يتم تنظيم الدفاع عن مستوطنة الواحة المهمة هذه. وفي بلاد الرافدين، كان يطلق عليها اسم "مجان" بوصفها بلدا غنيا بالنحاس والأخشاب والحجارة الصلبة والأحجار شبه الكريمة. وحول البرج، وجد الآثاريون فخارا شبيها بالذي تم اكتشافه في مدفن هيلي الكبير. وأظهر ذلك ان الذين دُفنوا في هذا المدفن هم أنفسهم بناة البرج. - قرن بنت سعود في فبراير 1970، قام الفريق الدانماركي برحلة قصيرة إلى هذا التكوين الصخري ووجد أنه مغطى بمدافن حجرية. وكان أحدها غنيا بمكتشفات من العصر الحديدي. في الرميلة، أشارت حفرية صغيرة أجريت عام 1968 إلى وجود مستوطنة مع بقايا لمنازل وأوان فخارية محفوظة جيدا تعود إلى العصر الحديدي فيما بين 900 إلى 600 قبل الميلاد. صادف الآثاريان مايكل بيك وبو مادسن آثارا لمستوطنة أخرى من العصر الحجري إلى الغرب من صخرة قرن بنت سعود. قام متحف العين فيما بعد بإجراء حفريات في هذا الموقع المهم، حيث تم العثور أيضا على قناة للري الجوفي- الفلج عمرها 3 آلاف عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©