الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صبا أبو فرحة: الدراما العربية تسوّق المحرمات

صبا أبو فرحة: الدراما العربية تسوّق المحرمات
6 ابريل 2008 02:17
اتهمت المخرجة الأردنية صبا أبوفرحة الدراما العربية بالانحدار، وبأنها تسوق لبعض المحرمات كالزواج العرفي والمخدرات والعلاقات غير الشرعية التي يرفضها المجتمع العربي· وقالت في حوار لـ ''دنيا الاتحاد'': ''إن الدراما التجارية التي تسيطر على الأعمال التليفزيونية كارثة كبيرة تشوه التاريخ وتفسد الذوق العام''· وأكدت ''أنها لا تعارض الطرح الجريء لكن هناك فرقاً بين الارتقاء بالإنسان والتجارة· فقد أصبحت مشكلتنا في الوطن العربي وهي عالمية بطبيعة الحال ''الفلوس تتكلم'' أي المادة أولا قبل نوعية أو سوية السلعة المقدمة للمواطن''· تشويه التاريخ واعتبرت صبا ''أن الدراما العربية وخاصة الرمضانية تشوه التاريخ، فكيف يتحول الملك فاروق لزعيم يحب بلده ووطنه العربي؟!''· وأضافت: ''الصورة المرئية والإخراج والسيناريو راق جدا لكن المضمون يحمل سما هائلا لدرجة أن قلة قليلة من المشاهدين استطاعت اكتشاف هذا السم''· وتساءلت: لماذا تحولت الدراما من مادة تثقيفية توعوية إلى مادة تجارية؟· وقالت: ''لا أنكر أهمية الجانب المادي فلا يوجد إنسان جائع يقدر على الإبداع أو التفكيرلكن ما يهمني هو الارتقاء بالإنسان وإيجاد حلول حقيقية للمشاكل وليس مجرد كلام''· مستذكرة دور الدراما خلال الستينات والسبعينات عندما كانت ترتقي بمستوى الحس العربي· وتعتقد صبا أبو فرحة أن الثقافة البصرية أهم من ثقافة الكلمة المكتوبة، واستشهدت بمثل صيني '' الصورة تعادل 1000 كلمة '' فنحن لا نقرأ فيما تستطيع الصورة تصوير المشاعر والأحاسيس في قضايا ذات صبغة اجتماعية كالفقر على سبيل المثال · وقالت لقد حاولت من خلال سلسلة أفلام تسجيلية ''30 '' فيلما أن يقوم شخوصها بطرح قضيتهم بأنفسهم· وفي فيلم ''الصورة المستباحة'' أتناول الدراما وقضايا أخرى كمفهوم الحجاب الذي يضعه البعض تحت مسمى ''التدين السطحي'' حيث إن80% من النساء العربيات محجبات فما هي خبايا هذا التدين وسط تباينات التدين الحقيقي والعادات والتقاليد والإجبار أحيانا؟· حجاب أو احتجاب؟ وأضافت: إن فيلم ''حجاب أو احتجاب'' يطرح سؤالاً جريئاً مفاده: ''هل هذا التدين حقيقي أم مجاراة للعادات والتقاليد؟ بهدف جر المشاهد لمشاركتنا كطاقم عمل طرح هذه الأسئلة والبحث عن حلول لها لأنني أرفض أسلوب التعليم، فمهمتي التوجيه وليس التعليم· فيما يتحدث فيلم ''الرباط المقدس'' عن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي وهل علاقتنا بالآخر علاقة تآخ أم تصادم؟! مستعينين بعلماء دين ورجال دين ومثقفين تحاوروا بسقف عال من الوعي منهم: موفق محادين بصفته معني بالمثيولوجيا، وجورج حداد، إضافة إلى الدكتور محمد القضاة من الجامعة الأردنية، كما استعرضنا أوضاع محجبات يعملن في مدارس مسيحية وعلاقتهن مع زميلاتهن في العمل· أعشق الفيلم الوثائقي وقالت: أعشق الفيلم الوثائقي وأنا ''مهووسة به''، ولا أجد نفسي في ''الفيديو كليب'' أو الدراما التليفزيونية، وإذا دخلت هذين المجالين سأفشل· أنا أجيد التعامل المباشر مع الناس الذين لا يعرفون الكاميرا، وأشعر بمتعة حقيقية في هذا العمل، وجميع أفلامي لها هدف واضح هو الارتقاء بالإنسان· وفي معرض ردها على سؤال حول كيفية التوفيق بين الحجاب والفن قالت: أرفض النظرة التقليدية التي تعتقد أنه ''إذا كانت المرأة محجبة، تحجب عقلها''، فالحجاب قد يكون من الرسائل الأخرى التي أحاول تقديمها اليوم للوطن العربي وربما غدا للغرب، مفادها أن التزام إنسان بأية أيديولوجية لا يعني انه غير قادر على الارتقاء أو غير منفتح· خطي واضح لن أحيد عنه والحجاب لا يعيقني· يذكر أن صبا أبو فرحة فازت مؤخراً بجائزة أردنية عن فيلمها ''ذاكرة النسيان''، و رصيدها حتى الآن 30 فيلما وثائقيا، وتنتمي لجيل الشباب وتعشق الأفلام الوثائقية ولا ترى عنها بديلا·
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©