الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوحد خلل التواصل مع الآخرين

التوحد خلل التواصل مع الآخرين
6 ابريل 2008 02:19
يحتضن مركز أبوظبي للتوحد التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الانسانية، اليوم ولمدة ثلاثة أيام الملتقى العالمي الأول لأطفال التوحد، في الوقت الذي يكتف هذا النوع من الاعاقة الكثير من الغموض، في ظل الارتفاع النسبي له بين صنوف العوق الأخرى، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى وجود 75من بين كل 10000 طفل، وهو في الذكور اكثر من الاناث بنسبة 4 الى 1من بين كل 500 حالة اعاقة، وتزداد نسبة الإصابة بين الذكور عن الاناث بنسبة 4:1 ، وقد يعزو سبب اللغط واللبس الذي يقترن بالتوحد الى التأخر في حسم وتوصيف وتشخيص العوق تشخيصا نهائيا ومحددا الى وقت قريب، مقارنة بغيره من الاضطرابات أو الأمراض النفسية أو السلوكية الأخرى، بل لم يقل العلم كلمته الأخيرة بشكل قاطع حتى اليوم، وكثيرا ما نقرأ ونسمع عن تسميات، ومسببات، وأعراض، وطرق علاج متباينة ومختلفة، وتشير الأوساط الطبية الى تسميته باضطراب الأوتيزم Autistic Disorder ، وأنه'' متلازمة سلوكية'' تظهر لدى بعض الأطفال خلال الأشهر الثلاثين الأولى من العمر، فما هو ''التوحد'' اذن؟ وماهي أعراضه؟ ومتى يظهر ؟ وما تأثير العوامل الوراثية والعوامل البيئية ؟ ومن يجب التعامل معه ؟ وكيف؟ وما هي الأماكن التي يمكن أن تستقبل الطفل التوحدي وتساعده على تنمية مهاراته؟ تساؤلات عديدة حملناها الى الدكتورحسام نصر منصور، أخصائي أمراض التخاطب في مركز المغربي في أبوظبي، الذي عرف ''التوحد'' بأنه عبارة عن متلازمة سلوكية تظهر لدى الطفل خلال الأشهر الثلاثين الأولى من عمر الطفل، والمقصود ''بالمتلازمة السلوكية''، أى أنه احدى حالات الاعاقة التي تؤثر على كيفية معالجة الطفل للمعلومات، مع اضطراب في اكتساب المهارات السلوكية والاجتماعية واللغوية· وقد حددت الجمعية النفسية الأميركية عام 1978 عدة أعراض للأطفال التوحدين وتتركز أعراضه في ثلاثة محاور رئيسية: المحور الاجتماعي، ونلاحظ عليه '' اضطراب في الإحساس بالآخرين، وفي التقليد، وفي اللعب المشترك، وفي إمكانية تكوين صداقات مع الأقران من نفس السن، أما المحور الثاني وهو المحور اللغوي اللفظي أوغير اللفظي، فنجده يعاني من اضطراب في شكل ومحتوى الكلام ''تكرار الكلام وراء المتحدث مثلاً، أو استخدام كلام في غير موضعه''، وفي المبادرة بالحديث وإكمال الحوار، في أشكال التخاطب غير اللفظي كتعبيرات الوجه، بالإضافة لاضطراب في الأنشطة التخيلية· هذا علاوة على عدم أو صعوبة الاستجابة للكلام المنطوق أو لمناداته بالاسم ''فيظن الأهل أن الطفل أصم· وأخيرا محور النشاط الحركي، ونجده يؤدي حركات مكررة ونمطية، والاهتمام المحدود بنفس الأشياء مثل اللعب بنفس اللعبة بشكل مكرر ونمطي ليس فيه تجديد أو تخيل، النمطية في اتباع روتين يومي مع مقاومة أي تغيير فيه· واستخدام الكبار كأدوات فيأخذ يد الأم مثلاً لتفتح له الثلاجة لكي يشرب· التشخيص عن كيفية تشخيص التوحد يقول الدكتور حسام نصر:'' يتم بفحص سيرة الطفل ونموه وبملاحظة سلوكياته على المحاور المختلفة· كما توجد اختبارات طبية لتشخيص حالات التوحد بعضها يحتاج إلى تقنين ليناسب مجتمعاتنا العربية، ولكن على أي حال فقد حددت الجمعية النفسية الأميركية محكات معينة مبنية على المحاور الثلاثة السابقة يتم من خلالها تشخيص التوحد من عدمه· مع العلم أن هناك العديد من الأنماط السلوكية التي يشترك فيها التوحد مع اضطرابات أخرى مثل الإعاقة الذهنية أو ضعف السمع· أسباب الإصابة يؤكد الدكتور حسام نصر الى أنه لا توجد أسباب واضحة قاطعة للإصابة بالأوتيزم حيث يختلف العلماء في تحديد الأسباب، فالبعض يرجعه إلى ارتفاع نسبة الرصاص السائل حول الجنين، أو ضمور المخ ''متلازمة هشاشة الكروموزم''· لكن تحاول الأبحاث الطبية الأخيرة ربطه بخلل ما في أحد أجزاء المخ، أو إلى أسباب جينية، كما أن العوامل التى تتصل بالبيئة النفسية للطفل لم يثبت أنها تسبب هذا النوع من الإعاقة· ويظهر التوحد بين هؤلاء الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى مثل تناول العقاقير الضارة أثناء الحمل لها تأثير أيضاً· وقد يولد الطفل به أو تتوافر لديه العوامل التى تساعد على إصابته به بعد الولادة ولا يرجع إلى عدم العناية من جانب الآباء· كما وُجد أن التوحد يظهر أيضًا هؤلاء الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى مثل Fragile X Syndrome، لكن الأمر الغالب هو أن يكون لدى الطفل الاستعداد الجيني مع وجود إهمال لدى الأهل للطفل في مرحلة حرجة من مراحل نموه المبكرة· كأن يُترك لفترات طويلة وحده، أو أمام التليفزيون، أو مع مربية تلبي له احتياجاته بشكل تلقائي دون أن يطلب· ومن ثم يحتاج الأهل أن يستشيروا طبيب أمراض التخاطب لمعرفة ما إذا كان طفلهم لديه تأخر في نمو اللغة في حال إذا كان طفلهم قد مر بأي طارئ خلال الحمل أو أثناء الولادة أو بعدها، أو كان الوالدان من الأقارب، خاصة إذا وُجدت في الأسرة اضطرابات تخاطبية، أو أنه لم يتفوه بأيه أصوات كلامية حتى ولو غير مفهومة قبل 9 شهور، ولم تنمُ عنده المهارات الحركية ''الإشارة - التلويح باليد - إمساك الأشياء'' في سن 12 شهراً، أو أنه لم ينطق كلمات فردية في سن 12 - 81 شهراً، أو أنه لم ينطق جملة مكونة من كلمتين في سن 24 شهراً· أما بخصوص التوحد بالذات، فعلى الأهل التركيزعلى أن طفلهم ليس لديه اضطراب سلوكي من الاضطرابات المحور الاجتماعي، والمحور اللغوي اللفظي أوغير اللفظي، ومحور النشاط الحركي· لكن هذا لا يعني في ظل عدم توافرها أن الطفل يعانى من التوحد، لأنه لابد وأن تكون هناك تقييمات من جانب متخصصين في مجال الأعصاب، الأطفال، الطب النفسى، التخاطب، التعليم· العلاج لا توجد طريقة أو دواء بعينه بمفرده يساعد في علاج حالات التوحد، لكن هناك مجموعة من الحلول مجتمعة مع بعضها وهى حلول فعالة في علاج الأعراض والسلوك التى تمنع من ممارسة حياتهم بشكل طبيعى· ويتم تحديد مفردات الخطة العلاجية لكل طفل على حدة مع إعطاء الوزن الأكبر للمكان الذي يقضي فيه الطفل أطول وقت، فيكون البيت ثم الحضانة أو المدرسة ثم جلسات التخاطب أوتعديل السلوك مسؤولين بالترتيب عن تصحيح السلوكيات المضطربة لدى طفل التوحد· ووُجد أن هناك بعض العقاقير المستخدمة في علاج اضطرابات أخرى تأتى بنتيجة إيجابية مع بعض السلوك المتصل بالتوحد، بيد أن ذلك يتردد بين القبول والرفض من مستخدميها· وبالطبع فان هناك تخصصات يمكن الاستعانة بها لمساعدة الطفل، وهي الأخصائي النفسي أخصائي التربية الخاصة، أخصائي التخاطب، أخصائي العلاج الطبيعي، أخصائي العلاج الوظيفي، ويتعاون كل منهم في حدود تخصصه لتنمية الطفل في كافة نواحيه·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©