الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند: سجال حول إعدام متهم بالإرهاب

13 فبراير 2013 23:34
أعدمت الهند خلال الأسبوع الجاري، محمد أفضل جورو، المدان في الهجوم الإرهابي الذي استهدف البرلمان الهندي في عام 2001، ويبدو أن تنفيذ حكم الإعدام الذي نطقت به محكمة هندية في عام 2002 وأعيد تأكيده من قبل المحكمة العليا في عام 2005، جاء استجابة لضغوط حزب المعارضة الرئيس في الهند ذي الميول اليمينية، «بهارتيا جناتا»، كما أن تنفيذ الحكم الأخير يأتي بعد مرور ثلاثة أشهر على إعدام أجمل كساب، الناجي الوحيد من بين منفذي الهجوم الإرهابي على أهداف في مدينة مومباي عام 2008. وعلى غرار، كساب، لم يتم الإعلان عن موعد إعدام أفضل جورو، ولم تعلم بالأمر لا عائلته ولا محاميه قبل أن يشنق في الثامنة صباحاً بسجن «تيهار» بنيودلهي، حيث تم دفنه في مكان قريب من السجن، فيما تصر العائلة على استعادة الجثة. وعن الطريقة التي تمت بها العملية يقول «يوج محيت شودري» المحامي والناشط المناهض لعقوبة الإعدام «إنه خرق سافر لإجراءات المحاكمة العادلة وتعطيل مقصود للعدالة»، مضيفاً «كما أن الطريقة السرية والسيئة التي تم بها الإعدام لا تناسب الديمقراطية في شيء». ولكن وزير الداخلية الهندي «آر بي سينج» أطلع وسائل الإعلام علـى أن شـروط المحاكمة العادلة تم احترامها بالكامل، قائلا «لقد عارض الرئيس ملتمس العفو الذي تقدم به جورو، وبعد ذلك لم نفعل شيئاً عدا اتباع دليل السجن حول تنفيذ عقوبة الإعدام». والحقيقة أن الإسراع في تنفيذ عقوبة الإعدام ينظر إليه من قبل المراقبين على أنه قد يكون مناورة من حزب المؤتمر الحاكم لاستعادة ثقة الشعب عقب سلسلة من فضائح الفساد التي طاردت الحكومة، والمظاهرات الحاشدة التي اندلعت مؤخراً على خلفية جريمة اغتصاب جماعي لفتاة أدت إلى مقتلها. وفي هذا السياق تقول المعلقة السياسية، سيما مصطفى، إن إعدام أفضل جورو بهذه الطريقة المتسرعة،وفي هذا التوقيت بالذات بعد سنوات من المماطلة، إنما هو جزء من الجهود التي يبذلها حزب المؤتمر لتحسين موقعه استعداداً للانتخابات العامة في عام 2014، موضحة ما تقصد بقولها «إن ما يقوم بها حزب المؤتمر هو التلاعب مرة أخرى بأصوات الناخبين من خلال التودد إلى الرأي العام». يذكر أن عقوبة الإعدام في الهند قلت على نحو كبير خلال السنوات الماضية، وكان إعدام كساب هو العملية الوحيدة التي تنفذ منذ ثماني سنوات. وعلى غرار إعدام كساب جاء تنفيذ الحكم في أفضل جورو قبل وقت وجيز على بدء البرلمان لدورته، وهو ما يشير إليه المحامي، «فريندا جروفر»، قائلاً: «سيكون الأمر مؤسفاً للغاية أن تعتمد الديمقراطية الهندية على إعدام شخص هنا، أو هناك، قبل كل جلسة للبرلمان»، فيما اعتبر المتحدث باسم حزب المؤتمر «أبهيشيك مانو سنجفي» مثل هذه التحليلات لدواعي إعدام جورو «غير مسؤولة وصبيانية». هذا في الوقت الذي ذهب فيه متحدث آخر باسم الحزب هو «رشيد علوي»، إلى أن قرار الإعدام يبعث برسالة قوية إلى الإرهابيين «فالرسالة التي وجهت للعالم هي أنه لا يمكن التسامح مع الإرهاب، فأي شخص يحاول اقتراف عمل إرهابي سيحاسب ويعاقب بشدة». وفي نفس السياق خاطب وزير الإعلام «مانيش تيواري» وسائل الإعلام قائلاً إن «حزب المؤتمر يؤكد حزمه في التصدي للإرهاب» مضيفاً أن «قضايا الأمن القومي هي أكبر من أن تتأثر بالاعتبارات السياسية». يشار إلى أن المسلحين الخمسة الذين نفذوا الهجوم على البرلمان الهندي قتلوا جميعاً في مواجهات مع الشرطة بعدما أردوا خمسة من أفرادها، بالإضافة إلى حارس أمن وبستاني، أما أفضل جورو الذي لم يشارك في الهجوم بشكل مباشر، بل كان أحد المقاتلين الذي يواجهون الهند في كشمير، فقد استسلم للقوات الهندية قبل الهجوم على البرلمان. وكانت الهند قد حملت مسؤولية الهجوم على مجموعات متطرفة، وأدانت جورو بتهمة المساعدة في التخطيط للهجوم. واشتكى المتهم من أنه لم يحظَ بالمحاكمة العادلة، ولم تتح له فرصة اختيار محاميه الخاص. وفي اعترافه أمام السلطات الهندية قال جورو إن كل ما فعله هو إيواء المنفذين بعدما طلبت منه ذلك القوات الخاصة في كشمير. وعلى رغم ترحيب الأحزاب السياسية الهندية بتنفيذ حكم الإعدام مع نزول البعض منها للاحتفال في الشوارع، فقد واجهت الشرطة المتظاهرين وفرقتهم مستخدمة العصي، حيث تم اعتقال 21 شخصاً. وفي الجانب الباكستاني من كشمير خرجت مظاهرات مضادة محتجة على إعدام جورو، مطالبة بإضراب عام لمدة ثلاثة أيام، وفي نيودلهي اعتقلت الشرطة الأكاديمي الكشميري، «إس أيه آر جيلاني» الذي كانت السلطات قد برأت ساحته بتهمة التورط في هجوم البرلمان، بعدما انتقد خطوة الإعدام في القنوات التلفزيونية المحلية. ويرأس جيلاني أيضاً لجنة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين التي اعتبرت في بيان لها إعدام أفضل جورو بأنه «غير شرعي»، حيث جاء فيه أن زوجة جورو «تقدمت بملتمس عفو إلى السلطات إلا أن هذه الأخيرة لم تكترث له، ولم يحظَ زوجها بالمحاكمة العادلة على امتداد فترة المحاكمة، ولا حصل على فرصة الدفاع عن نفسه». شيفام فيج نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©