الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عباءاتي تحمل ملامح ثقافة الحضارات

عباءاتي تحمل ملامح ثقافة الحضارات
15 فبراير 2011 22:08
جمعت مصممة الأزياء الإماراتية شهد المر بين عالمين مختلفين ينصبان في بوتقة إضفاء السحر والجمال على أنوثة المرأة، من خلال إبداعاتها في تصميم عباءات المناسبات المميزة وإكمال طلة المرأة وهي ترتديها مع ماكياج مميز من صنع ريشتها النابضة بالرومانسية والإبهار. وخلال مسيرتها قدمت مجموعة من التصاميم الجميلة تحدثت عنها في هذا الحوار معها. (العين) - يثير الدهشة أن شهد المر لم تدرس الأزياء ولا الماكياج بشكل أكاديمي، بل درست إدارة الأعمال لكن يبدو أن هوى النفس وعشقها لفنون الأزياء والمكياج جعلها تنطلق وتبدع في هذا المجال الجمالي. بدايات مبكرة تذكر المر قصة طريفة توضح بدايتها في تصميم الأزياء وتقول: “منذ كنت يافعة حرصت على اختيار تصاميم ملابسي، وكنت أطلب من الخياط أن يخيطها لي مستوحية ذلك من عروض الأزياء التي كنت أتابعها بشغف ودقة متناهية، وذات مرة نزع الخياط فرحتي بقطعة قماش جميلة طلبت منه أن يخيطها لي، فلم تكن النتيجة كما تخيلتها فقمت بفك خياطته وأعدت تصميم الثوب الذي أردته وأخطته بيدي مما أذهل عائلتي فأخبروني أنني سأصبح مصممة يوما ما! كان الثوب من قماش المخمل لونه رمادي مائل إلى الفضي. ومنذها صرت مستشارة العائلة حول ألوان الموضة السائدة ونوعية القماش والاكسسوارات المرفقة بالأثواب. إضافة إلى أنني عكفت منذ تلك الفترة على تصميم وخياطة ملابسي بنفسي مكتسبة الثقة والتشجيع ممن حولي”. خطوط خاصة تؤكد المر اليوم أن تصاميمها لعباءات الأفراح والمناسبات فيها الكثير من الابتكار والجرأة وهي تصاميم تتناسب مع جلسات الصبايا فيما هن بينهن. وإذا كان يصعب وصف التفاصيل الدقيقة في أسلوب مصممي الأزياء، يمكن أن نذكر الخطوط العامة التي اتبعوها في ذلك، من هنا فالمصممة شهد المر بينت أنها ركزت في عباءاتها لربيع وصيف 2011 على محاكاة الذوق الخليجي والإماراتي ودمجه مع فنون تصاميم الملابس التي سادت حضارات عربية وغربية مثل الحضارة الفرعونية واليونانية واليابانية بما يعرف بالكيمونو دون نسخ تلك التصاميم بل أخذ روحها أو لمحة منها. وتلفت المر إلى أن عباءاتها تتخذ شكل الفستان الذي يغني المرأة عن شراء فستان في مناسباتها وحفلاتها وبحكم أننا في أواخر الشتاء ومقبلون على الربيع فإن شهد ركزت على دمج أقمشة ملونة مع اللون الأسود الأساسي للعباءة تعطيها انتعاشا وحيوية مثل الاحمر والبرتقالي والوردي والبنفسجي فهي لا تحب أن تتقيد بلون واحد وتصميم واحد لتبدو كل عباءة قطعة فنية مغايرة تماما للقطع الأخرى مع الأخذ بعين الاعتبار التنسيق بين عناصر التصميم. أفكار وتصاميم استخدمت المر في تصاميمها مختلف أنواع الأقمشة مثل (الكريب والتول والشيفون والدانتيل) وهي أقمشة تمنح العباءة فخامة ورقياً، وتضيف إليها المخمل والريش والاكسسوارات والزهور القماشية في تزيين بعض العباءات وبعضها الآخر زينته بالشك والكريستال واللؤلو والتطريز اليدوي. تستوحي المر أفكار أزيائها وتصاميمها من كل ما يدور من حولها وكثيراً ما تقرأ عن العصور الغابرة وتطلع على ثقافات الشعوب وفنونها وتتأثر بها في تصاميمها مثل العصر الفكتوري الذي استوحت منه جمال زهور حدائقه التي تعتبر من أرقى الحدائق وأشهرها فأطلقت على إحدى عباءاتها اسم “الحديقة الفكتورية” التي جاء تصميمها منسجما مع نعومتها وألوان أزهارها. إضافة إلى عباءات الذهب وهي عباءات باللون الذهبي ومطعمة باللؤلو والكريستال أيضاً. الذوق العام تعتبر شهد نفسها واحدة من المصممات اللواتي اجتهدن في تطوير العباءة الخليجية ولا تجد في ذلك عيبا أو خطأ كما يراه البعض لكنها تشترط في تطويرها للعباءة ألا تبتعد عن تفكيرنا وحضارتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتطورنا وأن تتناسب مع الذوق العام للمرأة الخليجية والعربية على حد سواء. وشاركت المر بعروض أزياء عدة في بيروت وروما والتقت بكبار المصممين الذين شجعوها وأثنوا على تصاميمها وتتمنى أن تصل تصاميمها إلى مستوى رقي المصمم إيلي صعب الذي تعشق تصاميمه. المصمم الناجح تحدد شهد المر مواصفات المصمم الناجح هو الذي لديه انتشار واسع ويثابر على تطوير نفسه وملكاته وتصاميمه ويثقف نفسه بإطلاعه على ما يدور حوله. والقادر على الخياطة باقتدار، ويصمم ويخيط أول قطعة بيده ويشرف على العمال في القطع التي تليها ولا يترك كل شيء عليهم ويكتفي بالمرور عليهم مرور الكرام، ففي النهاية رضى الزبونة رأس هذه المهنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©