زيد علي حسن اللواتي، عُماني من مواليد العاشر من سبتمبر ،1993 طالب في الصف التاسع الأساسي، شغوف بالدراسة ويصر على أن يكون الأول دائماً، هوايته الأولى الكمبيوتر الذي يعتبره صديقه المقرب، كما يمارس الفروسية·
أحب هذا الجهاز منذ صغره وبدأ يتعامل معه منذ أن كان عمره 8 سنوات، ولما لاحظ والداه شغفه وبروزه في التعامل معه اشتروا له واحداً، وبفضل التشجيع استطاع أن يتحكم فيه وهو صغير جداً، وهذا ما رفع درجة التحدي عنده وجعله يطمح في أن يغوص في أعماق هذا الجهاز ويعرف كل أسراره ومكوناته، وبالفعل وظف فضوله وطموحه واستطاع شيئاً فشيئاً أن يضع الموضوع تحت السيطرة كما يتابع كل جديد في عالم الحاسوب الذي تربطه به علاقة خاصة وأصبح يعرف كل أسراره، وقد استرعى انتباهه المواقع، وبما أنها أضحت لغة العصر فقد قرر أن يغزو هذا العالم أيضاً، وبفضل المطالعة والاطلاع والتجربة والخطأ، أصبح يصمم مواقع بمقاييس عالمية، حيث يملك موقعاً خاصاً، كما صمم مواقع لعدة أشخاص ومؤسسات في السلطنة وخارجها، ويتلقى دائماً العديد من الطلبات لتصميم مواقع يعمل على إنجازها·
ويقول زيد: ''نعم أنا أصغر عماني يحصل على شهادة صيانة الحاسوب وحل مشاكله حيث حصلت عليها وأنا لم أبلغ الـ 13 سنة بعد، لكن بفضل الإرادة والجهد تفوقت· وقبل كل شيء أعتمد على نفسي وأحاول جاهداً أن أحل مشاكله مهما كلفني ذلك من جهد ووقت، وقد أسهر معه الى ساعة متأخرة من الليل وأظل معه أياماً عديدة وغالباً ما أنجح في التحدي وأصل الى الحل المطلوب، أما إذا استعصى الأمر فإنني ألجأ الى المختصين''·
ويضيف زيد: ''أنا أعتبر أنني ما زلت في البداية، وعالم الكمبيوتر محيط واسع لا حدود له، فكل يوم هناك جديد، بل أحياناً كل ساعة في عالم الحاسوب، لذلك فأنا أعمل جاهداً لأكون على اتصال دائم ومتابعة دقيقة لكل خطوة وذلك عبر المواقع الإلكترونية والمجلات والجرائد، وكل ما يحمل أخبار الكمبيوتر وأنا لا أعرف الجديد فقط، بل أسعى الى التمكن فيه، وأتمنى أن أواصل دراستي حتى الدكتوراه، وسأتخصص في الكمبيوتر لأكون مهندساً في الحاسوب بإذن الله·
وعن أهمية الحاسوب يقول زيد: ''الحاسوب صديقي الدائم والنافذة التي تربطني بالعالم، وإطلاقاً لا يؤثر علي، فأنا إنسان منظم جداً وأعمل حسب برنامج مدروس ودقيق أعطي لكل شيء حقه وأدرك جيداً أن الدراسة هي المستقبل، لذلك أمنحها الاهتمام الكافي واللازم والحمد لله أحقق دائماً المراتب الأولى في الدراسة حيث إن كل نتائجي متميزة وأنا راض عن نتائجي في الدراسة، لكن أعمل على تحسينها لأنني إنسان طموح وأحب دائماً أن أكون الأول في كل المجالات·
وعن كيفية التوفيق بين الهواية والدراسة يقول زيد: ''الأمر فعلاً ليس سهلاً، فالإنسان بطبعه، خاصة في مرحلة سني يميل الى اللعب والمرح، لكن والحمد لله أتمتع بوعي يسمح لي بتحديد المعالم وإعطاء الأولوية ووقتي أقسمه بدقة، فهناك مساحة لها الأولوية للدراسة من خلال إنجاز الواجبات وتحضير الدروس ومراجعة ما درسته ثم بعدها أوزع الوقت الباقي للكمبيوتر، وهواياتي الأخرى وحتى للأصدقاء·
وعما أضاف إليه الحاسوب من مهارات نفسية يقول: أعطاني الثقة في النفس، فقد تأكدت من قدراتي وأنني أملك كل الإمكانيات اللازمة للنجاح وبتميز، كما وسعت أفقي وجعلت طموحاتي تكبر وتزداد وعلمني أيضاً الشعور بالمسؤولية، فحينما ألتزم مع مؤسسة أو شخص لإنجاز موقع تكون تلك مسؤولية أشعر بثقلها وأدرك أنني في مستواها، فالذي اختارني من بين كل الأسماء الموجودة رغم صغر سني أكيد قد وضع ثقته المطلقة في، وبالتالي تكون تلك مسؤولية أشعر بثقلها لكنني أتصرف بثقة لأنني أدرك أنني في مستواها والحمد لله، كل الذين أنجزت لهم مواقع لحد اليوم انبهروا بها وأكدوا أنها أروع مما كانوا يتوقعون كما أن هذا المجال أكسبني حب الناس وهي نعمة كبيرة·
وعن أهمية الدعم الأسري يقول زيد: ''إنه دور مهم وأساسي، وأنا أتحدث عن تجربة وواقع أعيشه، فالجو الأسري المستقر والدافئ الذي أعيش بين أحضانه له دور فعال في بروزي وبزوغي، فلولا تشجيع الأسرة وتوفير الظروف الملائمة ما استطعت تحقيق أي شيء، بل الأسرة هي التي اكتشفت موهبتي فغذتها ودفعتني في الاتجاه الصحيح، وهذا هو الدور الذي يجب أن تضطلع به الأسرة، ولا شك أن متابعة الأسرة لابنها ستوقد في الابن روح الحماس· وأؤكد على نقطة مهمة جداً ان الكثير من الأسر توفر لأبنائها كل الماديات التي يحتاجونها وأكثر، لكنها تغفل شيئاً هاماً جداً وهو الجانب الروحي، لذلك لابد من الاهتمام بهذا الجانب، فالطفل بحاجة ماسة الى الغذاء الروحي من حنان ومتابعة واهتمام وتشجيع وأنا سأظل دائماً أعترف بأن الجو الروحي الدافئ الذي أعيشه داخل الأسرة من أهم أسباب نجاحي وبروزي·
عدد اليوم
