لا تسلم جلسة من التطرق للحديث عن غلاء الأسعار الذي يلتهم كل ما في الجيوب وما في البنوك أيضا· ورغم أن الغلاء أصبح ظاهرة عالمية عامة إلا أن حظ الدولة منه كان كبيرا لاسيما مع الارتفاع الجنوني لإيجارات السكن وارتفاع أسعار الغاز والبنزين· ولما ''بلغت القلوب الحناجر'' فقد وصلت أصداء هذا الحديث إلى منتديات ومواقع الإنترنت وغرف الدردشة الإلكترونية التي أخذ مرتادوها بالفضفضة من فحش الغلاء، كما قاد عدد من الشباب حملة وطنية إلكترونية باسم ''مقاطعة'' لمقاطعة المنتجات التي ارتفعت أسعارها بصورة غير مبررة مما يثقل كاهل المستهلكين في المجتمع المحلي·
لم تقتصر الأحاديث في المنتديات على استعراض الظاهرة بل اجتهد كثيرون في تحليل أسبابها، إذ يعزو العضو ''هلك'' في موقع ''مقاطعة'' أسباب ارتفاع الأسعار إلى زيادة الرسوم والضرائب الحكومية وتشجيع الدوائر على زيادة الدخل وتكريمها، إضافة إلى زيادة أسعار البترول والديزل والغاز، وارتفاع أسعار مواد البناء، فضلا عن عدم وجود قانون حكومي أو تعهد يلزم صاحب الرخصة التجارية بسعر محدد وثابت·
أما التعليقات التي رصدت الموضوع فتنوعت بين مستنكر ومستهجن أو ساخر، فمن جهته علّق ''بن سيار'' في منتديات ''الهدف الرياضي'': ''طبعا كنا نعلم أن الأسعار سترتفع مع زيادة الرواتب''· واستهجنت ''بنت العاصمة'' جشع بعض أصحاب البقالات بقولها: ''راعي الدكان اللي عدال بيتنا وايد مغلي الأسعار؟ السلعة التي عنده أغلى من الجمعية والبقالات الأخرى ويوم أسأله يتفلسف ويقول ''ما يريد مع السلامة''!·
وفي رد ساخر على زيادة أسعار البترول والغاز طالب العضو عبد الله الشميلي في منتديات ''وطن'' بالعودة إلى استخدام الحطب والتنور!·
وفي معرض التوقعات فقد توقع ''عاشق الرمس'' في منتدى ''مجالس الرمس'' أن تستمر زيادة ارتفاع الأسعار في ظل عدم الرقابة، ومن هنا فقد خشي أحد الأعضاء في منتدى ''دبي مون'' أن يتم تحديد سعر وشروط لاستنشاق الأكسجين في القريب العاجل!
إلى ذلك تساءل بعض الأعضاء في نفس المنتدى عن سبب ارتفاع السلع في الإمارات وحدها دون بقية دول الخليج، كما تطرقوا لظاهرة تسوق الإماراتيين في قطر وأسواق الساحل الشرقي السعودي حيث أن الأسعار أرخص من هنا بكثير ويوفر المستهلك على نفسه 50% من المبلغ الذي سيدفعه في حال لو تسوق في أسواق الإمارات·
وعلى مبدأ المثل القائل ''إذا كثرت همومك غّني لها'' سار بعض الأعضاء في المنتديات حيث تناولوا موضوع الغلاء بالنكات، ويروي الساحر البرازيلي من منتديات ''جزراوي دوت كوم''، نكتة على الغلاء وهي أن صياداً عاد إلى زوجته وهو يحمل سمكة كبيرة طلب منها أن تقليها في الزيت، فاعتذرت له لأنها لا تملك زيتاً بسبب ارتفاع ثمنه، فطلب منها أن تطبخها مع الصلصة، فقالت له لا يوجد طماطم لأن سعر الكيلو وصل إلى 15 درهما، فطلب منها أن تشويها، فاعتذرت أيضا بسبب عدم وجود الغاز وارتفاع سعره في الأسواق، عندئذ أخذ الزوج السمكة وألقاها غاضبا في البحر مرة أخرى وهنا هتفت السمكة وهي في الماء:
''يحيا ارتفاع الأسعار·· وعاش تجار الإمارات''
عدد اليوم
