الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

40% من الزيجات في موريتانيا تنتهي بالطلاق

40% من الزيجات في موريتانيا تنتهي بالطلاق
6 ابريل 2008 02:25
أفادت دراسة رسمية أن نسبة الطلاق ارتفعت داخل المجتمع الموريتاني خلال السنوات الخمس الماضية ووصلت الى أعلى مستوياتها· وقالت وزارة الدولة لشؤون المرأة أن نسبة الطلاق بلغت %40 في الأرياف و%37 في المدن، بينما قدرتها جمعيات مهتمة بالأسرة بـ %42 على المستوى الوطني· وتشكل هذه الأرقام نسبة عالية في الإخفاق العائلي جعلت موريتانيا تتربع على قمة هرم أرقام الطلاق في العالم العربي، مما دفع المختصين الاجتماعيين الى دق ناقوس الخطر محذرين من عواقب هذا التفكك الأسري· يقول محمد يحيى ولد سيدي محمد (باحث اجتماعي): ''رغم الأرقام المخيفة التي أعلنت عنها الدراسة إلا أنها لا تزال بعيدة عن رصد نسب الطلاق الحقيقية التي تسجل في المجتمع الموريتاني''· ويضيف أنه بناءً على دراسة قام بها مع مجموعة من الباحثين وجد أن ''امرأة من بين اثنتين حصلت على الطلاق، وأن أكبر نسبة من الانفصال تسجل في السنتين الأوليين للزواج الأول بينما يكون الزواج الثاني أكثر استقرارا وأطول عمرا''· وأرجع الباحث انتشار الطلاق بين الموريتانيين الى التسرع في الزواج وقال: ''أغلب الشباب يتخذون قرار الزواج بدون اقتناع ارضاء للعائلة وتقليدا للكبار أو خوفا من العنوسة وهربا من تسلط الأسرة بالنسبة للفتيات''· ويضيف: ''هناك عدة أسباب تساعد على انتشار الظاهرة في مقدمتها المشاكل المادية حيث يجعل تدني الرواتب وغلاء المعيشة الزوجين حديثي العهد بالزواج يعيشان على صفيح ساخن قابل للانفجار في أية لحظة، كما أن رفض الموريتانيات الشديد للضرة يدفعهن الى طلب الطلاق عند شكهن في سلوك أزواجهن، اضافة الى انتشار زواج الأقارب الذي تتفق عليه عادة الأسر دون اقتناع حقيقي من الزوجين، والزواج المبكر وتفاوت العمر بين الزوجين حيث تقبل الفتيات الارتباط برجال أكبر منهن لدوافع مادية''· وقال الباحث إن الدراسة التي أعدها تشير الى أن المرأة غالبا ما تكون صاحبة قرار الانفصال بنسبة تتجاوز %،90 لأن التقاليد الاجتماعية ترفض التقاضي وتعتبره أمرا مشينا ولهذا يمتنع الأزواج عن اللجوء الى المحاكم لفض نزاعاتهم الأسرية، لذلك تلجأ الزوجة الى بيت أهلها مباشرة بعد حدوث أي خلاف عائلي وحين ترفض العودة وتطلب الطلاق تحصل عليه بكل يسر احتراماً لرغبتها لكنها في المقابل لا تحصل على مستحقاتها المادية ولا نفقة الأطفال''· واوضح الباحث أن تقبل المجتمع الموريتاني للطلاق وترحيبه بقرار الانفصال شجع المرأة على طلب الطلاق وهجر بيت الزوجية، وأفقدها الاحساس بمخاطر الانفصال عليها وعلى أبنائها· وأضاف أن ''مظاهر تقبل طلاق المرأة تتجلى من خلال القيام ببعض طقوس الفرح عند حدوث الطلاق مثل اطلاق الزغاريد ودق الطبل وترديد مقامات غنائية· وتقيم المطلقة من الطبقة الميسورة حفلا عند انتهاء شهور العدة وتتزين وتستقبل صديقاتها والفنانين الذين يهنئونها بالقصائد والأغاني على خلاصها من الزوج سيئ الحظ وحصولها على حريتها، ويقام هذا الحفل نكاية بالزوج المطلق ولرفع معنويات المطلقة وتأييدها في قرار الانفصال عنه''· وتلقى المطلقة الدعم والمؤازرة من الجميع، وتحرص على الظهور بأبهى حلة بعد انتهاء العدة، ويتنافس أبناء عمومتها والمعجبون بها في تقديم الهدايا، وتعرف هذه العادة في موريتانيا بـ ''التحراش'' حيث يتظاهر الرجال أمام المطلقة برغبتهم فيها كنوع من التعويض المعنوي الذي ما يلبث أن يتحول الى مشروع زواج حيث أن المطلقات أوفر حظا من الفتيات في الزواج، إذ تؤكد احصاءات رسمية أن %72,5 من المطلقات للمرة الأولى يتزوجن مرة ثانية، وأن %20 منهن تزوجن مرة ثالثة، بينما بلغت نسبة المطلقات اللواتي تزوجن بعد طلاقهن الثالث %،7 فيما بلغت نسبة النساء اللواتي تزوجن خمس مرات أو أكثر %·1,5
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©