الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احذروا..أجهزة «الكمبيوتر» في غرف الأطفال!

احذروا..أجهزة «الكمبيوتر» في غرف الأطفال!
4 مايو 2009 00:26
تشكو كثير من الأمهات بقاء أطفالهن وأبنائهن المراهقين ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر، والاستغراق أمام «الإنترنت» على حساب أشياء كثيرة في مقدمتها واجباتهم الدراسية، ونظام نومهم ومواعيد تناول وجباتهم الأساسية، وإهمال هواياتهم المحببة، وعدم تواصلهم مع الآخرين بشكل إيجابي كما كانوا في السابق. وربما يجهل كثير من الآباء والأمهات الجوانب السلبية الأخرى لدخول الأطفال مواقع الشبكة العنكبوتية، ووقوع العديد منهم في براثن إدمان «الإنترنت»، وتورط الكثير منهم في دخول المواقع الإباحية، وغرف الدردشة الجنسية، وربما يصبحون ضحايا الابتزاز والإساءة . إن هذا الإقبال المتزايد للأطفال والمراهقين على شبكة «الإنترنت» رغم ما ينطوي على بعض الجوانب الإيجابية، إلا أنه محفوف بالمخاطر، فالأطفال بإمكانهم ممارسة العديد من الأنشطة العصرية كالمحاورة مع الأصدقاء، وإرسال الرسائل الفورية، والاستماع إلى الكثير من الصوتيات على الإنترنت، بالإضافة إلى مشاهدة الأفلام وممارسة الكثير من الألعاب. فالإنترنت وسعَّ عالم الأطفال ومداركهم ووضع بين أيديهم مختلف المعلومات الوافدة من أنحاء العالم كافة. لماذا ينجذب الصغار إلى هذا العالم؟ وماهي المخاطر المتوقعة لإدمانهم «الإنترنت»؟ هل نقيد استخدامهم لها، أم نترك لهم الحبل على الغارب؟ أم نلغي وجود أجهزة الكمبيوتر في منازلنا؟ واذا حدث ذلك فماذا سيفعل الآباء والأمهات تجاه مقاهي الانترنت التي تنشر أمامهم في كل مكان؟ وكيف يمكن السيطرة والرقابة على مثل هذه المواقع بما يحمي الأطفال من هذه المخاطر؟ الحاجة إلى المعرفة يقول أدهم سعيد«معلم»: «لا نود أن نحرم جيل المستقبل من مواكبة تكنولجيا العصر، ولا نريد أن نحرمهم من المعرفة، وفي نفس الوقت نريد لهم السلامة من قضايا نسمع عنها، نريد لأطفالنا التعلم والبحث عن المفيد لهم بما لا يضرهم ولا يخل بمعتقداتنا وديننا وأخلاقياتنا، لهذا لا بد من الاستعانة بأنفسنا أولا والبحث عن البرامج التي تمنع الأطفال من دخول المواقع الإباحية ومواقع الدردشة المشبوهة، فهناك برامج آمنة، لا تسمح بدخول أي برامج أخرى غير محددة لها. وفي النهاية يجب علينا متابعة أطفالنا متابعة دقيقة أثناء اتصالهم بالإنترنت، ومن الأمور المهمة أيضاً أن يكون جهاز الحاسب الآلي المتصل بالإنترنت في مكان عام من المنزل بحيث يكون في غرفة الجلوس مثلا، ولا يكون في غرفة الأطفال الخاصة حتى يتسنى لولي الأمر متابعة أطفاله عن قرب، ومعرفة ما يدور أثناء تصفح أبنائه للإنترنت وتحذيرهم وتوعيتهم بالأمور السيئة حتى لا يقعوا فريسة لها ولا تتكرر المآسي التي نسمع عنها بين الحين والآخر حتى لا يقعوا في المحظور». العلاقات»الانترنتية» وتشير فاطمة الهاشمي«موظفة» إلى أكثر ما يعجب الأطفال في التواصل عبر شبكة «الإنترنت» هو عنصر المجهول. فالأطفال يمكنهم التواصل مع أي أحد عبر«الانترنت» لا يحدّهم في ذلك مظهر ولا عمر ولا أية جوانب أخرى قد تؤثر على التواصل الواقعي. وهو ما يضفي شعوراً بالحرية والانطلاق، وكثيرا ما نقرأ تقارير عن أحاديث راقية ومواضيع ناضجة تدور بين بالغين وأشخاص آخرين عبر«الانترنت»، يظنهم البالغون كبارا ثم يكتشفون بعد ذلك أنهم مجرد أطفال أو مراهقين. لكن هذه العلاقات «الانترنتية» تتسم بطابع أكثر شخصية وحميمية من العلاقات الشخصية الخارجية بسبب عنصر التخفي الذي يحرّر الأفراد من الحاجة إلى التظاهر أو الحرج ويجعلهم ينطلقون بانفتاح وصراحة أكبر في هذه العلاقات. وكثيراً ما يقع الأطفال فريسة الابتزاز غير الأخلاقي، ويصبحون ضحايا سوء الاستغلال الجنسي للشواذ والمنحرفين، وهناك عصابات عالمية تنشط عبر«الإنترنت» لهذا النوع من السلوكيات المشينة المنحرفة. ويقول الدكتور عصام حامد خبير مقاييس الجودة: «من المؤسف أن المواقع العربية على شبكة الإنترنت لم تولِ عناية مناسبة للطفل، فمواقع الأطفال - على قلتها ـ تقتصر على الترفيه والصداقات وبعض القصص، وبعضها يتيح للطفل إنشاء صفحة ويب. لكنها قلما تعتني بالناحية التعليمية بقدر ما تعتني بالترفيه، في حين أن المواقع الأجنبية الخاصة بالطفل تسعى إلى ربط كل أوجه حياة الأطفال بالإنترنت، كالمجال الدراسي، والصداقات، وممارسة الهوايات، والوسائل الترفيهية، والتحاور مع الآخرين، وإمكانات البحث، والمساعدة في القيام بالواجبات المدرسية، هذا بالإضافة المواقع التي تنشر بعض نماذج الأثاث والغرف والملابس والألعاب وغيرها مما يثرى حياة الأطفال وينمي لديهم القدرات الإبداعية». ومع ضعف اهتمام المواقع العربية بالأطفال، وفي ظل غياب الرقابة الأبوية، يكون الحديث عن أخطار الإنترنت على الأطفال أمراً مبرراً ومهماً، بل إننا وأطفالنا لسنا بمنأى عن خطر المواقع الإباحية وما تقدمه باستمرار، خصوصاً أنّها من الأعمال النشطة على الشبكة، كما أن الدخول إليها سهل جداً، بل إنها تبحث عن زبائن في مجال لا تحكمه ضوابط أو قيود».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©