الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهوت كوتور ينتعش في الإمارات

الهوت كوتور ينتعش في الإمارات
6 ابريل 2008 02:26
أدت الطفرة العمرانية والنشاط الاقتصادي في الدولة خلال السنوات الأخيرة إلى انتعاش عدد من الصناعات والمهن في عدة مجالات، من ضمنها مجال الأزياء والملابس الذي أخذ في الانتشار بوتيرة سريعة· تقول مصممة الأزياء ''جمانة الحايك'': ''الهوت كوتور'' بمعنى الخياطة الراقية، هي كل فستان يصمم كقطعة وحيدة وفريدة وتخص زبوناً واحداً فقط· وكلمتا ''هوت كوتور'' الفرنسيتان تعنيان أعلى درجات الموضة والأزياء، وبالتحديد أفضل أداء للخياطين المحترفين لأفضل أنواع الأقمشة والتصاميم الموقعة من أبرز المبتكرين العالميين، فيقاس كل فستان على صاحبته ويُصنع لها فقط ولمرّة واحدة· ويراوح سعر الفستان المصنوع في عالم الهوت كوتور بين 15 ألف درهم و100 ألف درهم فما فوق، أما فستان الزفاف فيبدأ من 50 ألفا إلى 150 ألف درهم فما فوق، وإذا كانت الماركة عالمية فإنه لا يقل عن 30 ألف دولار للفستان العادي· وتضيف: ربما لا يستسيغ الناس العاديون مثل هذه الأسعار لأنهم لا يدركون المعنى الحقيقي وراءها، غير أن الحرفة اليدوية في الخياطة والتطريز والتقنية العالية في التصميم والنوعية الجيدة في الأقمشة، قد تستغرق ما لا يقل عن مئة وخمسين ساعة عمل للفستان البسيط وقد تصل إلى ألف ساعة عمل للفستان المرصع أو المطرز الخاص بالسهرة أو الزفاف، ولكل ذلك ثمن ومن لديه المال اللازم لا يجد في الأمر مشكلة· والمعروف في هذه المهنة أن المصمم أو ''الكاتر'' الذي يتسلّم مهمة تنفيذ القطعة الموصى عليها، يشبه القائد في حيازته مطلق الصلاحيات، فبعد تسلّمه التصميم المطلوب يأخذ على عاتقه الإيعاز لمن يختاره بتنفيذ المهمات الجانبية، أما هو فيعمل على تحقيق الموديل على أكمل وجه· ويستعمل المصممون عادةً ''المانيكان'' أو الدمية في تحضير ابتكاراتهم واضعين الهيئة التمهيدية للفستان في ''بروفة'' من قماش ''الموسلين'' أو ''الكاليكو'' لسهولة تحريكه، فمتى وافقت صاحبة الطلب على ''البروفة'' المبدئية قام المصمم بتعيين الموعد الأول للقياس، ولا ينتهي ثوب مهما كان بسيطاً بأقل من ثلاثة قياسات شاملة وكاملة· والواقع أن كثيرين في العالم يعتقدون بقرب زوال الـ ''هوت كوتور'' الراقي كما نعرفه وكما ورثه الخياطون المعروفون عن أجدادهم في البلاط الملكي الفرنسي وفي قصور النبلاء، ذلك أن توريث المهنة لم يعد رائجاً وقلّما يستطيع الخياطون الكبار إقناع أولادهم أو أحفادهم بترك المدرسة أو الجامعة لدراسة الحرفة على أيديهم، كما أنه مكلف جداً، ولهذا تخسر صناعة الـ ''هوت كوتور'' ملايين الدولارات سنوياً، ولهذا تقوم كبرى بيوت الأزياء بتعويض تلك الخسائر من العروض التجارية وتسويق الملابس الجاهزة، عدا ذلك فإن بيع فستان ''الهوت كوتور'' في أوروبا الآن أصبح ''كبيع الحلم''· واختتمت الحايك: من ناحية أخرى يعتبر الـ''هوت كوتور'' مدخلاً إلى الابتكار والتقليد، فكثيراً ما نسمع عن مصممين مغمورين يدّعون أن أعمالهم ''هوت كوتور''· والواقع أن مستوى الصناعة يختلف عند هؤلاء منه لدى المصممين العالميين المتخصصين، علماً بأن لهم زبائنهم، ومن المحتمل جداً أن تكون خياطتهم ممتازة، بل رفيعة وراقية إلا أن الماركة المسجلة للـ ''هوت كوتور'' معروفة ومرهونة لدى عدد معروف من الخياطين والمصممين العالميين حتى إشعار آخر·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©