الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشهد المؤسف

المشهد المؤسف
4 مايو 2009 00:26
بينما كنت أتسوق في»مارينا مول»، توقفت أمام مشهد ربما أراه لأول مرة».. مواطن يصطحب زوجته وابنته التي لا يتعدى عمرها العشر سنين بين أروقة المكان، ولا أعرف لماذا كانت تبكي الطفلة الصغيرة، وفجأة انبرى الأب يضربها بقسوة وعنف وغلظة على وجهها ورأسها مما جعلها تبكي وتصرخ وتستغيث، وما أن حاولت الأم أن تخلصها من يده أمام جمهور المتسوقين في أرجاء المكان، ترك الابنة واستدار ليعنف المرأة ويضربها بنفس الطريقة على الملأ أمام الجمهور، دون مراعاة لإنسانيتها ولا لأي اعتبارات لوجودهما في مكان عام يكتظ بالناس من كافة الجنسيات والأعمار، وقد توقفوا مندهشين غير مصدقين لما يجري أمامهم من مهزلة إنسانية مؤسفة). .. ذلك نص المكالمة الهاتفية التي تلقيتها من السيدة سمر الشامسي، التي هاتفتني من نفس مكان الواقعة في كلمات غاضبة تعكس مرارتها وثورتها وإزدرائها لما رأت، وتتساءل: «ما الحل؟»، وأكملت كلامها:»أرجوك.. أرجوك أن تنشر تفاصيل هذه المهزلة عن لساني، إنني أريد أن أفعل شيئاً، لا أتحمل المشهد.. سأنفجر غضباً، هل يعقل أن هناك أناسا ما يزالوا يتصرفون مع المرأة بهذه الطريقة؟ إن كان ذلك يتم في البيوت، هل يمكن أن نتقبل ذلك في مكان عام؟ وأكملت: أنا لا أتدخل في حق الرجل كأب وزوج، لكن ليس بهذه الطريقة الهمجية في التعامل، أنا حزينة على كرامة المرأة المهدرة، لا أتحمل ضعفها ووهنها الإنساني دون مبرر، أشعر أنني التي أٌهنت وضُربت وبٌعثرت كرامتي على الملأ.. أليس هناك قوانين تكفل للمرأة إنسانيتها وحقوقها وكرامتها؟ إنني سأفكر من الآن في تأسيس جمعية لمناهضة العنف ضد الأطفال، وضد المرأة، هل تساعدني؟». انتهت كلمات السيدة الشامسي، وتركتني أتخيل المشهد، وأتخيل الزوجة المكلومة التي راحت تجر ابنتها جراً بين نظرات واستهجانات الموجودين المكتومة خلف هذا «الإنسان»، في مشهد يعيدنا إلى العصور الوسطى. وتركتني أفكر في تساؤلاتها، وتساؤلات العشرات والمئات ممن تنتهك كرامتهن وآدميتهن خلف الجدران دون أن يراهن الآخرون، وربما لا يدركن أن من حقهن الحماية وصون الكرامة أمام زوج أو أب أو أخ متسلط، فالكثير منهن لا يعلمن شيئاً عن حقوقهن الإنسانية والآدمية ونحن في القرن الحادي والعشرين.. لعل المبادرة الكريمة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وزيارته للطفلة المغدورة «نوف» ستفتح آفاقاً جديدة لكسر حالة الصمت إزاء ظاهرة العنف الأسري والإساءة إلى الأطفال.. وللموضوع بقية.. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©