الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحارس علي شيروالي: أشتاق لأبنائي

الحارس علي شيروالي: أشتاق لأبنائي
6 ابريل 2008 02:26
أبناؤه وأهله هناك في باكستان أما أصحابه فهنا في أبو ظبي· بيته وحلمه هناك، أما عرق جبينه ورزقه فهنا· حال الحارس علي شيروالي كحال مئات حراس المباني الذين تعايشوا مع الغربة واعتادوا خدمة الآخرين في سبيل لقمة العيش وإن كانت مرّة· حبه لعمله وحرصه على القيام بواجباته على مدار الساعة ومن دون تأفف دفعانا لنقل جانب من حياته الخاصة· سنوات عمره الستين التي قضى أكثر من نصفها بعيدا عن بلاده علمته أن يتكيف مع الظروف مثلما كتبت له· وهو لا يتأفف أبدا من حاله ولا من طبيعة مهنته التي يصفها بـ ''الشاقة''، وانما يشكر الله في كل يوم على نعمة الصحة· بينما كان يقوم بتلميع زجاج المدخل في ذلك الصباح، لمحناه متعباً وعلى غير عادته يحرك يده ببطء· استوقفناه جانباً للسؤال عن حاله فأجاب أنه على أفضل ما يرام· وعندما طلبنا منه ان يستريح ويكمل عمله في وقت لاحق، اعتبر الأمر انتقاصا من نشاطه وأصر على متابعة التنظيف· هل يخشى الاعتراف بالارهاق وبأنه بدأ يتقدم في السن؟ أم لا يريد أن يقال أنه يقصر في أداء مهنته؟ السؤالان طرحناهما عليه فأجاب مبتسماً: ''اذا كان هذا لقاء صحفي فلدي الكثير لأقوله''· جلسنا عند الدرج وأخذنا ندردش تاركين له سرد قصته بلغة جهد أن يفهمنا اياها· بداية رفع يديه متضرعا أن يطيل الله في عمره حتى يكمل التزاماته المالية أمام أسرته في باكستان، وقال: ''لا أنكر بأنني كبرت ولم أعد قويا كما في السابق، والشعيرات البيضاء التي غزت رأسي تدل على تقدمي في السن، لكن هذا لا يعني أنني عاجز أو غير قادر على الحراسة أو الاهتمام بشؤون المبنى· وأنا إذ أطلب من الله أن يبعد الأمراض عني ويزودني بالعافية، عليَّ أيضا ألا أستسلم لأي وعكة صحية· والمرض بالنسبة لي ليس في مزاولة الكنس والتنظيف ورمي النفايات، وانما في التمدد على الفراش بلا حركة''· وبابتسامة فخر كمن يشعر بأهمية كلامه المبني على خبرة عمر استطرد شيروالي معتبرا أن العمل عبادة، وعزة نفسه تمنعه من أن يقال بأنه مقصر أو متخاذل· لذلك يتبع برنامجا يسير عليه منسقا بين أمور التنظيف ومتابعة احتياجات السكان، وبين حياته الخاصة· فهو لديه الكثير من الأصدقاء والمعارف الذين يلتقي بهم اما في المسجد مع أداء كل فريضة صلاة، واما عند الرصيف حيث تحلو الأحاديث والجلسات ما بين المغرب والعشاء· أما اوقات فراغه فيستغلها بالتعبد والتسبيح، وان غاب عن الأعين لبعض الوقت، فالجميع يعرف أنه في غرفته يقرأ القرآن الذي يختمه أكثر من 4 مرات في السنة· الحارس علي شيروالي أب لـ 6 أبناء 3 بنات و3 أولاد هم كل حياته، ومع أنه لا يتمكن من الاتصال بهم أكثر من مرة في الشهر الا أنهم في وجدانه ليل نهار· وهو فخور بهم لأنهم أكملوا علومهم، ونشأوا على حب بعضهم· وكم يشتاق في لحظات الحنين لأن يضمهم الى صدره ويتناول معهم وجبة الغداء ويشربوا الشاي في المساء· ولحرصه على عمله، ولأنه يخشى استبداله بحارس آخر فهو يسافر مرة واحدة كل ثلاث سنوات حيث يقضي مع عائلته ثلاثة أشهر متتالية· ولمزيد من الحرص يرسل أخاه ليحل مكانه في فترة غيابه· وبالرغم من شخصيته المسالمة الراضية والمسامحة، الا أننا عرفنا منه بعض الأمور التي تزعجه ولا يعبر عنها لأحد· أولها استهتار السكان في عدم غلق كيس النفايات ورميه بعشوائية في مستوعب مهملات البناية، وكذلك عدم الانتباه لنظافة المصعد فهو في كل مرة يزيل عن أرضه العلكة ويرفع مخلفات السجائر يعود ويجدها من جديد· وما يستدعي استغرابه كيف يترك الأهالي أبناءهم يسرحون في الشارع غير آبهين بخطورة الأمر على سلامتهم وما يتسببون به من إزعاج للجيران·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©