الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رضا ساسان يحوّل الوجوه إلى ذكرى

رضا ساسان يحوّل الوجوه إلى ذكرى
6 ابريل 2008 02:27
يتأمل الوجوه بعناية، يدرس ملامحها فيحفظ تفاصيلها، ثم يرسمها بالفحم على ورقه الأبيض ليصيّرها ذكرى جميلة تبقى عالقة في الأذهان، ولوحات تزيّن الجدران· يجلس الفنان رضا ساسان كل عام يستقبل الزوار بوجه بشوش، يدعو الراغبين منهم إلى ولوج مملكته المتواضعة: بضع لوحات مختلفة بعضها ملون والآخر بلا ألوان، وكرسي بلاستيكي صغير من يجلس عليه يحظى في النهاية برسم مطابق لوجهه تماما· خلال 5 دقائق لا أكثر، ينهي ساسان، وهو المتخصص في رسم الوجوه ''البورتريه''، لوحاته إذا كانت بالفحم (أي بالأبيض والأسود) مقابل سعر زهيد هو 100 درهم للوحة، أما إذا أردت رسما ملونا بالألوان الزيتية فاللوحة تحتاج إلى وقت أطول من ذلك، كما يتضاعف الأجر إلى 1000 درهم· عشرون عاما قضاها ساسان في دبي متنقلا بين الدوائر والإدارات الحكومية وأشهر البيوت والقصور الإماراتية، يصمم ديكورات بعضها ويرسم اللوحات ويجسد الأشكال المختلفة لبعضها الآخر، قبل أن يعود أدراجه إلى وطنه، ويعمل في تدريس الرسم والخط بالعاصمة الإيرانية طهران منذ 5 سنوات· ورغم سعادته بالعودة والاستقرار في وطنه إلا أن حنينه ظل دائما يشدّه لأول منزل، يقول ساسان بلغته العربية الركيكة، وهو يستعيد ذكرياته في الإمارات مبتسما: ''في دبي قضيت أيام شبابي، وأجمل سنوات عمري، هنا عملت وكسبت وأحببت المدينة وأهلها وهم أيضا أحبوني، ولذلك أحرص في كل عام على زيارتها لكي أستعيد ذكرياتي الجميلة وأيام الصبا''· أوراقه البيضاء الفارغة، وقلم الفحم والألوان الزيتية ترافقه في حله وترحاله، وهي أثمن ما يملك في الوجود بعد ابنتيه· لا يعرف ساسان كم لوحة رسم في حياته ويقدّر أنه يرسم في اليوم الواحد حوالي 30 لوحة، لكن أكثر ما يتذكره بهذا الصدد أنه أحب امرأة لمدة 18 عاما وظلّ يتخيّلها ويجسّد ملامحها، وكانت من أجمل اللوحات التي رسمها على ورقه ومن أكثر اللوحات التي استمتع برسمها في نفس الوقت· ورغم أنه لا يمتلك الكثير من المال إلا أنه سعيد بهذه المهنة أو هذه الموهبة بالأحرى، فهي عشقه وحبه الأول، يقول ساسان: ''نقود الفن ليست كثيرة، فالرسام لا يصبح ثريا بالمال لكنه يحظى بحب الناس واهتمامهم وإعجابهم بما يصنع، وهذا ما يعوضني عن النقود· مشكلتي أن الفن والرسم بدمي ولا أستطيع التوقف عنه''· يبتسم ساسان مستطردا: ''يسعدني كثيرا أن ابنتيي سارة وسمة تمتلكان موهبة الرسم مثلي فحب الفن لدينا جينات تنتقل بالوراثة''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©