دبي و«الأزمة»

قالوا إن «اقتصادها يحتضر».. وانها «فقاعة انفجرت وانتهى امرها».. وان بني البشر «بدأوا يهجرونها».... وكادوا يصفونها بأنها في طريقها لتصبح (مدينة أشباح)!! إنها دبي.. تلك المدينة التي ظلت تسابق الزمن لتصنع واحدا من اسرع واهم اقتصادات المنطقة.. تمكنت من التفوق على تجارب عالمية «عريقة»، ورسخت مكانها ومكان دولة الامارات على خريطة الاقتصاد العالمية، كأحد اهم مراكز الأعمال والتبادل التجاري والانشطة الاعلامية والتكنولوجية والسياحية والاستثمارية.. قبل ان تمتد تداعيات الازمة المالية العالمية الى «جزء» من مكوناتها الاقتصادية وتؤدي الى حالة من التباطؤ والتراجع في عدد من القطاعات. لم يلبث البعض من الكتاب والمحللين والاقتصاديين العالميين، ان لحظوا بوادر لتراجع الاداء الاقتصادي في دبي، حتى حولوا كل تركيزهم و»مجاهرهم» وحناجرهم الى هذه المدينة.. متخيلين بأنها النهاية.. ويبدو ان بعضهم اراد ان يكون له السبق في توقع ما سيحدث.. اما البعض الآخر فربما كانت تلك من أكبر امنياتهم!.. وكأن دبي هي المكان الوحيد في هذا العالم الذي تعرض لآثار ازمة تسمى بـ «العالمية».. ادت الى انهيار مؤسسات كبرى في عدد من دول العالم المتقدم.. ولكن.. يبدو ان الحظ لن يحالف هؤلاء.. وان ظنونهم ستخيب عما قريب.. فلا مصارف افلست.. ولا شركات سقطت وانهارت.. ولا أبراج تحولت إلى مساكن للاشباح.. بل على العكس.. فيبدو ان ما حدث تحول إلى فرصة لإنطلاقة جديدة.. ستكون اكثر قوة وتكاملا.. ما حدث في الاشهر الاخيرة جعل هذا الاقتصاد الواعد يعيد حساباته.. ويبحث في نقاط ضعفه.. ويزيد تركيزه على مكافحة الفساد.. ويعمل على ترتيب اوراقه مجددا.. وكل اقتصاد يفعل ذلك فإنه لن يتأخر طويلا قبل ان يستعيد وضعه الطبيعي.. لعل السنوات القادمة ستحمل لدبي الكثير من التغيرات نحو الافضل.. لعلنا سنرى نموا اقتصاديا في قطاعات لم تأخذ حظها حتى الآن.. لعلنا سنرى مزيدا من التكامل بين دبي وامارات الدولة الاخرى.. فالعاصمة أبوظبي تشهد تطورات نوعية نحو مستقبل اقتصادي اكثر قوة.. وعدد من الامارات الشمالية تعمل على تطوير اقتصادها بطرق مختلفة.. صحيح ان الجميع قد استفاد من تجربة دبي، ولكن الجميع سيعمل على التكامل مع دبي. سمّوها بـ «لؤلؤة الخليج».. واللؤلؤة تحتفظ ببريقها ولو غطاها الغبار لفترة من الزمن.. ودبي ستظل براقة في اعين التجار ورجال الاعمال.. فهي المركز التجاري للدولة والمنطقة.. ويخطئ من يظن ان اقتصاد دبي هو مجموعة من العقارات والمباني الاسمنتية.. فهي كانت ولا زالت «مخزون» و»ذخيرة» التجارة والاقتصاد لدول المنطقة.. ولن توقفها لا أزمة اقتصادية.. ولا «مبالغات» عالمية.. hussain.alhamadi@admedia.ae