الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مملكتي

مملكتي
7 ديسمبر 2007 23:32
دعيني أفكر فيك قليلاً، أقترب منك أقلب فيك دهشتي يا فاتنة الزمن إلى حد الجنون، دعيني أقبل حروف اسمك منذ كانت على ضفاف الفكرة شمعة يا مذهلتي، لا تنأى بيننا الدروب السافرات ولا تعلن المسافات بعدها، لحظات اللقاء ترسم نقوشها على الجدران القديمة، هي لذات العناق، حميمية عبر الزمان وعرف الأيام ومدار السنوات، رائحتك بالدورة الدموية، وعطرك يكسو الروح، أنت في التفاصيل الدقيقة من الزمن! فلماذا إذن في هذه الليلة الشموع مطفأة ؟! لأنك يا حبيبة الوجود لا سواك يضيء عرسك فأنت الخلود، وحدك نرجسية على تفاصيل الشروق! وحدك عطر الورود في بيان الغروب الأخير! وحدك مملكة الأمان والسلام، يفد إليك المحبون يا أرض الطهر والأحلام! كم تزهرين وعوداً ولآلئ وتهوين النجوم في عرسك، فقد أصبحت ستة وثلاثين عاماً، فكل القيود الذهبية على كفوفك الناعمة أصبحت رمزاً لمفتاح الأمل! في ذكراك الجميلة أعتدت أن ألملم أوراقي وأرحل، فكل الجهات سفر! فأنت تتوهجين عرساً وأنا أحكي الحكاية للريح ولأولاد الجن، كنا صغاراً والبيوت طينية! فمن بعثر الرمل عند أبواب بيوتنا ومن صنع أكواخ الرمل والأمطار تذرف دمعها الجميل! ما زلت أفضي إليك ونظرات عيونك تطارد الفراشات عند بوابات النخيل وعلى ضفاف الزرقة، تشاغب وجه امرأة عجوز كانت تسقي من نعجتها السوداء لبناً لكل أطفال الحارة! رائحة خبز أمي تسكن الممرات، تجر خطواتنا إلى البيت! دعيني أهمس في أذنيك بأنهم صنعوا حولك قيوداً وأرادوا تكبيل انفلاتك نحو الوحدة· نبشوا في أحجارك وأرادوا تمزيق كيان وليد، لكنك حرة في زمن التغريب ومملكة في التاريخ الحديث، لك صحو ينثال من أديم الذكرى، ولك وجد ومجد من خلال ذلك تراك القلوب، وترف من أجلك لتقبل وجهك البكر، لأنك عبق مدارات الوطن بالفرح الأصيل!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©