الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصندوق الأحمر··· طائر بلا جناحين

الصندوق الأحمر··· طائر بلا جناحين
8 ديسمبر 2007 23:30
حلّت رسائل البريد الإلكتروني التي أصبحت من السمات المميزة للحياة العصرية وإحدى سبل التواصل بين الناس، ضمن المدينة الواحدة أو من أي مكان عبر القارات، بديلاً لرسائل البريد العادي الذي يخفي داخل صناديقه الحمراء مراسلات الناس بما فيها أسرارهم وأخبارهم ومشاعرهم وآلامهم وآمالهم· لكن هل حقاً هددت الطفرة التكنولوجية المتصلة بالرسائل الإلكترونية مؤسسات البريد وأفرغت الصناديق الحمراء التي كانت فيما مضى ''طائراً بلا جناحين''؟! يرى البقال روشان أن شيوع استخدام البريد الإلكتروني ربما خفف الضغط قليلاً على الصندوق الأحمر، لكنه لم يوقف حركة المراسلة مطلقاً، فالصندوق الأحمر المواجه لمحله يمتلئ يومياً بعشرات الرسائل التي يرسلها أشخاص بسطاء من مختلف الجنسيات إلى بلدانهم، كما أن الوارد إلى الصندوق الآخر الصغير المعلق في زاوية من محله، يؤكد أن هذه الصناديق مستمرة في عملها وتوفر خدمة سريعة ومفيدة للناس· ويبدو أن التكنولوجيا رغم شيوعها، لم تفلح أيضاً في أن تسلب سامية التي تعمل في صالون تجميل كل الوسائل التقليدية في حياتها اليومية، إذ لا يزال صندوق البريد الأحمر وفياً لاحتياجاتها الإنسانية الاجتماعية في التراسل مع البعيدين عنها، ملبياً رغباتها وحنينها للتواصل مع الأهل والأصدقاء في الوطن، مثل كثيرين غيرها· أما مؤسسة ''بريد الإمارات'' فهي ما تزال مقيمة على العهد، وتقدم للأفراد من خلال كوادرها المدربة، خدمات متصلة بصناديق البريد، وحين سألنا عبيد محمد، الموظف في المؤسسة عن مدى توفير المؤسسة للصناديق الحمراء، قال ''إنها وزعت منذ عام 2000 عشرات الصناديق في الشوارع الرئيسة والفرعية بإمارة أبوظبي، لتتيح لآلاف العاملين قاطني الإمارة ممن لا يمتلكون أجهزة كمبيوتر ولا يستطيعون بسبب ظروف عملهم أو حياتهم ارتياد مقاهي الإنترنت، أن يستمروا في كتابة وإرسال وتسلم الرسائل بالبريد العادي، كما تقوم المؤسسة بالإشراف على عمليات هذه الصناديق، سواء في تسلم الرسائل الصادرة من الصناديق الحمراء الكبيرة، أو في توزيع الرسائل الواردة على الصناديق الصغيرة''· أخيراً، يكفي أن تتجول في شوارع أبوظبي لتجد صناديق البريد الحمراء واقفة على النواصي وفي الدروب، وعندها يغمرك اليقين بأن صناديق البريد ما تزال صامدة، رغم أنف التكنولوجيا والرسائل الإلكترونية، وأنها لا تزال الحضن الذي يضم حروف الناس، وخزانة يخفون فيها كنوز مشاعرهم وقوس قزح حكاياتهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©