العيالة··تأخذ بمجامع القلوب

ترتب الساحات العامة هندامها في الأعياد والمناسبات السارة، وتستعد لاستقبال قافلة العيالة التي يجد رجالها في الأماكن المفتوحة فسحة واسعة تستقبل شجن الأغاني وتلويحة الرؤوس التي تعتمر الغتر البيضاء· تنتمي العيالة إلى فنون الرقص الشعبي، وتعد أشهر الفنون الشعبية في الإمارات، ولها مكان الصدارة في نفوس أهل الإمارات والمقيمين على أرضها، حيث لا تخلو مناسبة وطنية من فقرات راقصة لفرق الفنون الشعبية التي تقدم أول ما تقدم رقصة العيالة · وكذا الأمر حين تشارك الإمارات في مهرجانات ومعارض خارجية، فإن فرقة الفنون الشعبية تقدم رقصة العيالة ضمن الفعاليات ليتعرف الزوار إلى بعض تراثيات الدولة في مجال الفن الشعبي· تجدر الإشارة إلى أن معظم الكتب التي تُعنى بالتراث الشعبي، ذكرت أن العيالة فن عربي تراثي أصيل· لكن أياً من تلك الكتب لم يحدد العصر الذي ظهرت فيه، وتمّ الاكتفاء بعبارة العيالة، فن عريق في أصالته وبذا يصعب تحديد تاريخه لكن اللافت هنا أن الفنان نجدت أنزور كان قد استعان في مسلسله التاريخي الموت القادم إلى الشرق برقصة العيالة· فماذا تقول تلك المصادر ذاتها عن هذه الرقصة الأثيرة إلى قلوب الناس، وعن تقنياتها الفنية؟ يقول مؤلف كتاب تراثنا من الفنون الشعبية السيد سعيد بن خلفان: تتضمن العيالة فنوناً حركية وغنائية متنوعة تتجلى في صفين لفريقين من الرجال متقابلين، يحركون رؤوسهم ويميلونها تزامناً مع حركة العصا- الخيزران في أيديهم· تستخدم في أدائها آلات إيقاعية هي الطبول الكبيرة، وإيقاع التخامير، وإيقاع الطارات، وإيقاع الطوس· ويقوم الفريق المشارك في الرقصة بتقديم قصيدة ولاء وحب للوطن، إذا كانت المناسبة رسمية، أو قصيدة غزل إذا كانت المناسبة عرساً · ويتجاوز عدد أعضاء الفرقة الذين يرقصون العيالة الأربعين رجلاً - هذا يفسر القول إنهم قافلة - وكذلك أجواء العزف والرقص المصاحب للغناء الجماعي والعرض البديع للقوة والرجولة والفروسية ولجملة القيم المستمدة من حياة الصحراء، هي بحق ما يشعر المشاهد للعيالة، أنه في قلب الأيام الخوالي بصحبة الأجداد·