الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جواسيس المستقبل·· حشرات اصطناعية

جواسيس المستقبل·· حشرات اصطناعية
8 ديسمبر 2007 23:41
أصبح ابتداع وبناء الحشرات الاصطناعية يمثل أحد أهم المشاريع التي تتكفل بها الكثير من مراكز البحوث في العالم· وتتقاطع هذه المهمة مع مهمة مشابهة تتلخص بالسعي لبناء طائرات روبوتية بالغة الصغر يمكن استخدامها في التجسس على الأفراد والمنشآت· إلا أن الحشرات الاصطناعية يمكن أن تسجل نجاحاً كبيراً في هذا المجال بسبب قدرتها على اختراق البيوت والمكاتب· وينهمك خبراء المركز الوطني الفرنسي للطيران والفضاء بتنفيذ مشروع أطلق عليه اسم (رومانتا- REMANTA) لبناء حشرات اصطناعية طائرة ذات حجوم متنوعة· بعضها يفوق في ضخامته الحشرات الطبيعية بعشرات المرات، ولبعضها الآخر حجوماً مكافئة لها· وبالرغم من أن الهدف الأساسي لبناء الحشرات الاصطناعية كان ذا طبيعة عسكرية بحتة، ويتجلى بتعزيز قدرة القيادات الميدانية على التجسس وجمع المعلومات ومتابعة تحركات القوات المعادية، إلا أن الخبراء يسعون الآن لاستخدامها في أداء مهمات مدنية بالغة الأهمية كالقياس الدقيق لنسبة الرطوبة ودرجة الحرارة في الطبقات المختلفة من جو الأرض فضلاً عن مراقبة اللصوص ومخالفي القوانين· ويرى البعض أنه سيكون من الممكن استخدام مجموعة أو أسراب منها للقيام بدوريات مدنية في الشوارع العامة وبحيث تنجز مهمات تشبه تلك التي تنجزها دوريات الشرطة· ويمكن للحشرات الاصطناعية المصنوعة من مواد تتحمل الحرارة أن تساعد رجال الإطفاء على تحديد أماكن وجود المواد القابلة للاشتعال قبل أن تصل إليها النيران· وتتميز الحشرات الاصطناعية الطائرة بالانخفاض الكبير لتكاليف تشغيلها بالمقارنة مع تكاليف تشغيل طائرات الهيلوكوبتر التي تبلغ أكثر من 1000 دولار أو أكثر للساعة الواحدة· ويضاف إلى ذلك أن الاستخدامات والتطبيقات المتزايدة التي تكتشف كل يوم للحشرات الاصطناعية الطائرة دفعت الكثير من مراكز البحوث إلى رصد مبالغ كبيرة لتطويرها· ويقول تقرير نشره أحد المواقع العلمية المتخصصة إن الميزة الكبرى التي ينطوي عليها استخدام الحشرات الاصطناعية الطائرة هي التي تكمن في عنصر الأمان حيث لا ينطوي استخدامها على أية أخطار على البشر أو المنشآت· ويمكن للحشرات الطائرة أن تتسلل نحو أهدافها بسرعة وسهولة أكبر مما تستطيع طائرات التجسس غير المأهولة؛ ويكون في وسعها الدخول عبر النوافذ أو الأبواب المفتوحة لتصوير أهدافها· وكانت الأجسام الاصطناعية القادرة على التحليق من دون قائد، قد استخدمت في الحرب العالمية الأولى كقنابل طائرة، ثم استخدمت في الحرب العالمية الثانية كأجهزة لتقوية البث والاستقبال اللاسلكي والتجسس على الأعداء· ويمكن لبعض أنواع الحشرات الاصطناعية الطائرة الإقلاع والهبوط بطريقة آلية بحتة لتشبه بذلك نماذج طائرات التحكم عن بعد التي يلعب بها الأطفال· وتمكنت شركة (مايكرودرونز) الألمانية من صنع جسم طائر بحجم طنجرة صغيرة يشبه الصحون الطائرة، وهو مجهز بمروحة ذات أربع شفرات· والطائرة الجديدة مجهزة بكمبيوتر يستخدم لبرمجة عمليات طيرانها وإرشادها إلى أهدافها· ولعل الأهم من كل ذلك أنها مجهزة بكاميرتين إحداهما لتصوير أفلام الفيديو للأهداف المطلوبة، والثانية للتصوير بالأشعة تحت الحمراء· وبدأت بعض دوائر الشرطة الألمانية بتشغيلها قبل عدة أشهر· وفي بداية العام الجاري، استخدم رجال الشرطة البريطانيون ما يشبه الحشرة الاصطناعية الطائرة الصغيرة لمراقبة حشود المشاركين في مهرجان الموسيقى؛ ولعبت هذه الآلة الصغيرة دور العين المراقبة التي يمكنها اكتشاف موزعي ومتعاطي المخدرات المختلطين ضمن ألوف الناس· وتمكنت هذه الآلة الذكية من التقاط صور للعديد من المخرّبين الذين عمدوا إلى تحطيم بعض السيارات المتوقفة على أطراف الشوارع· ويستخدم شريف مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا عدداً كبيراً من الآلات المماثلة التي يتألف كل منها من محرك كهربائي وجناحين وكاميرات تصوير لتصوير المجرمين ومراقبة الشوارع· ويمكن تجميع أي واحدة من هذه الآلات خلال دقائق ويكون في وسعها التحليق لمدة تصل إلى 70 دقيقة· ويمكن أن يبلغ سعر بعض النماذج المتطورة من الحشرات الاصطناعية الطائرة أكثر من 30 ألف دولا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©