منتدى أسواق المال يطالب الشركات المساهمة بتعزيز الشفافية والإفصاح

أكد خبراء ماليون ضرورة إقدام الشركات المساهمة العامة على تنفيذ سلسلة من الإجراءات التي تضمن زيادة ثقة المستثمرين، وفي مقدمتها تعزيز مستويات الإفصاح والشفافية، وان يلعب المديرون التنفيذيون في الشركات المساهمة العامة دوراً رئيساً في استقرار أسواق الأسهم من خلال الحرص على اتباع أفضل الممارسات وتوفير البيانات والمعلومات في توقيتها المناسب بما يمكن المستثمرين من اتخاذ القرارات في ضوء أكبر قدر ممكن من وضوح الرؤية· وتطرق المنتدى الخامس لأسواق الأسهم الخليجية - والذي نظمته شركة داتاماتكس أمس في دبي - إلى مجموعة من المحاور منها: تأكيد أهمية تكامل أسواق رأس المال الخليجية، وأثر العولمة، والخصخصة، والمناخ الاستثماري والتشريعات المرنة عليها، وإبراز إيجابيات السوق المالية الخليجية المتكاملة، إلى جانب الاهتمام بالمعايير المحاسبية الدولية، والحوكمة والشفافية والإفصاح، والربط الإلكتروني· وفي كلمته خلال المنتدى، تحدث الدكتور أكرم يسري المدير الشريك في ''كابيتال جروب'' عن قضايا التلاعب في أسعار الأسهم، موضحاً أنه على الرغم من أن تشريعات سوق الأوراق المالية في العالم تبدو أفضل حالاً مما كانت عليه في السابق في شأن مكافحة عمليات التلاعب في البورصة، إلا أن تلك العمليات غير القانونية مازالت تأخذ حيزاً من جهد ووقت جهات التحقيق ورجال القضاء، فالتلاعب بأسعار الأسهم أمر شائع وواسع الانتشار في أسواق الأوراق المالية العالمية، وهو من الجرائم التي يرتكبها عادة أصحاب النفوذ وبمبالغ ضخمة، فالتلاعب في سوق الأوراق المالية ليس بالظاهرة الحديثة كما ذكرنا بل عانت ولا تزال تعاني منه الدول الغربية قبل العربية ذات الخبرة في التعامل مع عمليات الاحتيال التي يعد شيوعها واستفحالها وضعف الرقابة عليها نذير أزمة قد تعصف بتلك الأسواق· وتحدث داريو لومباردي المدير الإقليمي لشركة بلومبرج العالمية عن دورها في تعزيز الشفافية في أسواق الأسهم الخليجية، أشار فيها إلى أن أبرز المهام الأساسية والجوهرية التي تقوم بها شركة بلومبرج، هي توفير البيانات وقنوات الاتصال، مشيراً إلى أن الشركة قامت بإنشاء أكبر قاعدة بيانات مالية وطورت برامجها من أجل تمكين العملاء من فهم وتحليل المعلومات والاستشارات المقدمة إليهم· أما الدكتور صالح السهيباني رئيس مركز الأبحاث والاستشارات الاستثمارية ببنك الراجي بالمملكة العربية السعودية، فقد استعرض في ورقته تأثير عملية الدمج والشراء على أسواق الأسهم الخليجية، مشيراً فيها إلى أن زيادة عملية الدمج والشراء بين الشركات في المنطقة أدت إلى المزيد من القلق إزاء تأثيرها على وضع أسواق الأسهم الخليجية· فمما لا شك فيه، أن الشركات التي تدمج أفقياً أو رأسياً قد تؤثر على القيمة الإجمالية للشركة بالزيادة أوالانخفاض· وتطرق الدكتور مالكولم ريتشاردز عميد كلية التجارة وإدارة الأعمال بالجامعة الأميركية في الشارقة في محاضرته إلى الخطوات والاقتراحات الأساسية لزيادة ثقة المستثمرين بالشركات المدرجه في السوق· موضحاً أن الشركات المدرجة بالبورصات الخليجية تتمتع بحافز كبير لزيادة ثقة المستثمرين، حيث يؤدي ذلك إلى خلق أسواق فرعية أكثر تنظيماً، وبالتالي يؤثر على كل من استقرار السوق وجذب رؤوس أموال جديدة في أسواق الأسهم· وعلاوة على ذلك، فإنه يخدم مصالح الشركات المدرجه في البورصه على المدى الطويل والتي تلقي بضوئها على قيمة أسهم تلك الشركات· وأوضح أنه يجب على الشركات المدرجة أن تتبنى استراتيجيات محكمة وحديثة وفعالة للاتصالات التي تهدف إلى مساعدة المستثمرين وغيرهم من المشاركين في السوق، وفهم قيمة الاستثمار ''في تلك الشركات''، وأن تصل المعلومات حول هذه الشركات إلى السوق من خلال النشرات والبيانات المالية، وتقارير مدققي الحسابات، وآراء المحللين الماليين، والمستثمرين والمصرفيين وأصحاب رؤوس الأموال، والصحافة الاقتصادية، والاتصالات وغيرها من الآليات· ولذا يتعين على الشركات المدرجة انتهاز الفرصة وبناء الصدقيه مع مجتمع المستثمرين المشاركين في السوق، وذلك حتى يتولد لديهم الشعور بأن الشركات تعمل على توفير معلومات موثوقة بها ومتاحة للجميع، الأمر الذي يساهم في إيجاد نوع من أنواع الثقة والشفافية للتداول العام في الأسهم·