الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قانون جديد لحماية اللاعبين من «الموت المفاجئ»

قانون جديد لحماية اللاعبين من «الموت المفاجئ»
21 مارس 2010 01:18
أعلن الدكتور عبدالحميد العطار رئيس لجنة الطب الرياضي بالهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة أن المكتب التنفيذي للهيئة سوف يناقش اليوم مشروعاً جديداً تقدمت به اللجنة للحد من مخاطر الممارسة الرياضية والعمل على مكافحة ظاهرة «الموت المفاجئ» التي زاد انتشارها خلال الآونة الأخيرة في كافة ملاعب العالم. وأشار إلى أن لجنة الطب الرياضي أعدت مشروعاً متكاملاً يتضمن شروط ومواصفات السلامة طبقاً للقواعد الطبية والعلمية الصحيحة من حيث أنواع الفحوص والتحاليل وكافة الإجراءات الطبية الكفيلة بالكشف مسبقاً عن أي خلل خفي قد يتسبب في حدوث موت مفاجئ وهو ما لا يمكن الكشف عنه بالطرق والفحوص التقليدية المتبعة حالياً. وأشار إلى أن المشروع يتضمن أيضاً المواصفات اللازمة للتدخل الطبي السريع والإسعافات والتجهيزات المفترضة داخل الملاعب وغيرها من الإجراءات الواجبة التي يعمل المشروع على تقنينها في هيئة لوائح وشروط ملزمة لكافة الأندية قبل اعتماد لاعبيها من مختلف الفئات السنية وفي كل الألعاب. وأضاف أن القواعد والفحوص وإجراءات السلامة الواردة في الملف الذي أعدته لجنة الطب الرياضي سيتم طبعها في كتيب لكي تستفيد منه كل الأطراف من أطباء ولاعبين وأولياء أمور والمجتمع الإماراتي كاملاً. وأشار إلى أن الموت المفاجئ للرياضيين له أسبابه العلمية لكن قصوراً كبيراً في اتخاذ الإجراءات الطبية الاحترازية ليس في الإمارات فقط وإنما في معظم دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأميركية يجعل الظاهرة واسعة الانتشار بينما استطاعت دول مثل إيطاليا الحد من هذه الظاهرة التي تلم بنجوم الرياضة بنسبة تصل إلى تسعين في المائة وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم صار يشدد على قائمة من الفحوص تعمل على اكتشاف المعرضين للحادث الأليم وإقصائهم عن ممارسة اللعبة حماية لأرواحهم وقد تم على ضوء هذه الجهود إبعاد ستة لاعبين من منتخبات مختلفة عن بطولة كأس العالم الماضية بألمانيا. وكشف رئيس لجنة الطب الرياضي عن تجربة سابقة قامت بها اللجنة بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الوطنية حيث تم توقيع الفحوص الشاملة عن طريق هيئة الصحة في دبي على لاعبي الفئات السنية بأندية الإمارة ولم تكن مفاجأة أن تم اكتشاف حالات عديدة من المعرضين للموت المفاجئ وتقرر إيقافهم فوراً عن ممارسة النشاط الرياضي خاصة في كرة القدم وتم إبلاغ ذويهم بالموقف والنتائج العلمية المؤكدة وتركوا المجال حفاظاً على الحياة. نحتاج إلى تشريع وأكد الدكتور عبد الحميد العطار أن الوسط الرياضي لاسيما في كرة القدم يحتاج إلى تشريع عاجل يتلافى أوجه القصور الكبيرة القائمة بحيث تكون الأندية ملزمة بإجراء الفحوص الطبية المطابقة للمعايير الصحيحة ولو على لاعبي دوري المحترفين كخطوة أولى باعتبارهم يبذلون الجهد الأكبر ويتخذون الرياضة حرفة ومصدر رزق، وبالتالي يصبحون عرضة أكثر من غيرهم للموت المفاجئ وربما يكون اتحاد الكرة قادراً على اتخاذ مثل هذه الخطوة وأن يشترط عدم السماح بتسجيل اللاعبين إلا بعد إجراء قائمة الفحوص المطلوبة كاملة. وقال: نحن على استعداد للمساعدة وهناك الخبرات الطبية اللازمة في المراكز الصحية والمستشفيات بالدولة وكافة الإمكانات اللازمة لكننا نحتاج فقط إلى تشريع وتنسيق وأن نأخذ القضية بشكل جدي، مستدركاً: لكن المشكلة أننا لا نتحرك إلا بعد وقوع حوادث مؤلمة ولا نحاصر الظواهر السلبية قبل استفحالها. أهم الأسباب الطبية وعن الأسباب الطبية لحالات الموت المفاجئ التي تقع بين الرياضيين، يشرح الدكتور عبد الحميد العطار أهمها مشيراً إلى أنها تنقسم إلى فئتين، فوق 35 وتحت 35 سنة، وقال: ما يعنينا هنا الحالة الثانية باعتبار أن الرياضيين تقل أعمارهم عن هذه السن. وأضاف العطار أن هناك أسباباً قلبية وأخرى غير قلبية، أما الأولى فأشهرها ما يسمى بمرض تضخم جدار عضلة القلب ويعتبر من الأمراض الوراثية حيث ينتقل من الآباء ويكون صامتاً لا أعراض له إلا إذا اشتكى الإنسان في سن الطفولة وعرض على طبيب متخصص استطاع اكتشاف الحالة. وتابع: وهناك أسباب قلبية أخرى تتعلق باضطرابات دقات القلب حيث تكون غير منتظمة ولا تصل كمية الدم بالقدر الكافي إلى المخ والأطراف وبالتالي تحدث الوفاة مع زيادة المجهود البدني، وهناك أيضاً ما يسمى باعتلال كهربائية القلب “سنتروم كيو تي” وهي تحتاج إلى فحوص خاصة علاوة على الأسباب التي تتعلق ببعض العيوب الخلقية في الشرايين. وقال: أما الأسباب غير القلبية فهي أكثر انتشاراً في منطقتنا وبينها أمراض الدم الوراثية مثل أنيميا الدم المنجلية والجفاف الذي قد يصيب بعض الرياضيين مما يسفر عن الوفاة وكذلك هناك أسباب تتعلق بتعاطي المنشطات خاصة مادة “الاستيرويد” الشهيرة والتي تزيد من تضخم القلب وتسبب قصوراً في وظائفه، كما أن هناك بعض الرياضيين في أوروبا وأميركا يتعاطون الكوكايين والكحوليات لكي تمنحهم الطاقة مثلما حدث مع بعض رياضيي الدراجات. واستطرد: لكي نكتشف هذه القائمة من الأمراض المسببة فإن الأمر بالتأكيد يستلزم إجراءات خاصة غير المتبعة حالياً في فحوص الرياضيين بالدولة وأغلب دول العالم، ومن بينها اكتشاف التاريخ المرضي الأسري للاعب حيث يدور أهم سؤال يجيب عليه حول ما إذا كان أحد أفراد العائلة قد توفي بسبب مرض قلبي قبل سن الخمسين من عدمه مما يكشف عن احتمالات وجود أمراض وراثية يتم بعد ذلك اكتشافها بأنواع من الفحوص الدقيقة، كما يشمل التاريخ المرضي وقوع حالات إغماء سابقة من عدمه أو حالات من الشعور بالتعب والدوران. ومضى: من الأسباب غير القلبية المهمة أيضاً ما قد يقع لبعض طوال القامة مثل لاعبي السلة حيث يعاني بعضهم مما يطلق عليه “متلازمة مارفان” التي كانت سبباً في وفيات الكثيرين في حقل الرياضة الأميركية، ويمكن ملاحظة أعراضها بالعين المجردة قبل الفحص إذ لا يتناسق طول الذراعين مع بقية الجسم ويكون سقف الحلق مرتفعاً وبالتالي يكون احتمال معاناته من متلازمة مارفان كبيراً وهي عيوب خلقية بالقلب مما يستلزم إجراء فحوص خاصة لمن تبدو عليه هذه الأعراض تشمل فحص نبض القلب في الأطراف وتخطيط يظهر كهرباء القلب واضطرابات النبض وهناك تخطيط يجري بالمجهود وآخر دون مجهود وكلاهما ضروري ثم فحص القلب بالموجات الصوتية “الإيكو” والذي يكشف عن تضخم عضلات القلب والقصور في حجم الحجرات القلبية وهو من أول الأسباب الخفية المتعلقة بالموت المفاجئ، وعلاوة على ذلك تجرى تحاليل الدم اللازمة. إيطاليا النموذج الناجح الوحيد دبي (الاتحاد) - تكاد تكون إيطاليا هي الدولة الوحيدة التي تطبق قوانين إجبارية منذ عام 1950 للسيطرة على حالات الموت المفاجئ وقد استطاعت من خلالها تقليص الظاهرة بنسبة 90 في المائة حيث يلزم القانون كل شخص يمارس الرياضة سواء كان هاوياً أو محترفاً أن يخضع لقائمة الفحوص الدقيقة التي تكشف عن الأمراض غير الظاهرة المسببة للموت المفاجئ. احتمالات الوفاة أكبر بين الرياضيين أكد عبدالحميد العطار رئيس لجنة الطب الرياضي أن لكل شيء سبباً وليس صحيحاً أن احتمالات الموت لدى الإنسان العادي تتساوى مع الشخص الرياضي بفرض معاناة الشخصين من نفس الأسباب الطبية حيث تزيد احتمالات الموت المفاجئ بصورة كبيرة جداً لدى الرياضيين. جهازان صغيران في الحقيبة لإنقاذ الحياة يؤكد الدكتور عبد الحميد العطار أن هناك بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن من خلالها تجنب الكثير من الاحتمالات السيئة من أهمها جهازان صغيران في حقيبة الإسعافات الأولية، الأول عبارة عن جهاز كهربي في حجم كف اليد يستخدم عند توقف القلب عن النبض ليساعد في تنشيط عضلة القلب مرة أخرى، والثاني عبارة عن قطعة بلاستيكية تعمل على فتح مجرى الهواء في حالة الإغماء وانسداد مجرى التنفس, والتي يسمونها بلع اللسان.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©