الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان... عودة التفجيرات إلى العاصمة

15 فبراير 2011 22:18
يأتي التفجير الذي هز مدينة كابل يوم الإثنين الماضي ونفذه مسلحون بعد عملية أخرى كبيرة جرت قبل أقل من شهر ليثير المخاوف من استئناف حركة "طالبان" لحملتها العسكرية، التي لن تقف هذه المرة عند حدود العاصمة، بل ستضرب أهدافاً داخلها، فقد فتح أربعة رجال مسلحين النار على حراس أمام فندق "سافي لاندمارك" والمركز التجاري الملاصق له وسط كابل. كما فجر أحد المهاجمين نفسه في مدخل الفندق ما أدى إلى مقتل حارسين وجرح اثنين آخرين على الأقل، وجاء هجوم يوم الإثنين الماضي بعدما قُتل تسعة أشخاص في هجوم آخر نفذ في 28 يناير المنصرم مستهدفاً أحد الأسواق التجارية التي يرتادها الغربيون، وقد أعلنت "طالبان" مسؤوليتها عن الهجومين اللذين قالت إنهما كانا يستهدفان رئيس شركة "بلاك ووتر" للخدمات الأمنية، والتي غيرت اسمها لتصبح شركة "إيكس" للخدمات. واللافت أن العنف الذي لم يكن يصل في السابق إلى وسط العاصمة وكان يقتصر على المناطق الشرقية والجنوبية من أفغانستان، حيث ينشط عناصر "طالبان"، أصبح اليوم يضرب قلب العاصمة، ويهدد بهز الاستقرار الهش، وتقويض الحكومة الأفغانية. ويرى بعض الخبراء أن هذه التطورات قد تبعث بإشارات سلبية وتثير قلق كثيرين تجاه الوضع على الساحة الأفغانية، وربما تؤجج مخاوف تتعلق بالأوضاع الأمنية، وما إذا كانت الأمور تسير نحو الأسوأ. وضمن هذا الإطار، فإنه في الوقت الذي بدأ المسؤولون الأمنيون التباهي بالإنجاز الأمني الذي حققته قوات الشرطة الأفغانية داخل كابل بعدما انحسرت العمليات العسكرية وتراجع العنف ها هي الهجمات الأخيرة التي هزت وسط العاصمة تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتفتح الملف الأمني في العاصمة على مصراعيه، وهو ما يعبر عنه "هلال الدين هلال"، العضو في البرلمان الأفغاني عن محافظة "باغلان" قائلاً: "إن الهجومين رسالة واضحة من المنضوين في حركة طالبان وتنظيم القاعدة بأنهم مازالوا موجودين ويمكنهم الوصول إلى العاصمة لتنفيذ هجماتهم وقتما يشاؤون"، مضيفاً أن "الأجهزة الاستخباراتية فشلت في رصد الهجومين ومنع وقوعهما". ورغم الجهود التي بذلتها قوات الشرطة الأفغانية لتأمين العاصمة قبل الانتخابات السابقة في شهر سبتمبر الماضي ونجاحها في حفظ الأمن ومنع وقوع تفجيرات على امتداد شهري أغسطس ونوفمبر دون حدوث اختراقات أمنية من المسلحين، فإنه وابتداء من شهر نوفمبر الماضي قُتل ما لا يقل عن عشرين شخصاً في هجمات متفرقة 11 منهم قتلوا في عمليتي الفندق والمركز التجاري التي جرت مؤخراً وأعادت هاجس الأمن إلى الواجهة في كابل. ومن بين الشهود الذي شاهدوا الانفجار "فواد هاشمي"، الذي يعمل في أحد محلات بيع الهواتف النقالة بالمركز التجاري المستهدف، حيث كان يتأهب للخروج عندما وقع الانفجار ودفعه للهرب بعيدًا بحثاً عن مخبأ. هاشمي أكد أن المسؤولية تتحملها الحكومة الأفغانية التي طالبها بالإسراع في إنجاز المصالحة مع حركة "طالبان"، لأن من شأن ذلك وقف العنف وتعزيز سلطة الحكومة، لكن لحد الآن، يضيف "هاشمي" لا تقوم هذه الحكومة بدورها. ويضيف: "نحن مندهشون من حدة العنف وعودته مجدداً إلى العاصمة الأفغانية، إذ رغم الإجراءات الأمنية المشددة مثل تركيب الأبواب المصفحة وغيرها نجح المسلحون في الوصول إلى الفندق وإلحاق خسائر كبيرة داخله". وفيما يعبر المسؤولون الأمنيون عن خشيتهم من رجوع العنف إلى العاصمة بعد تزايد حدته في الشهرين الأخيرين وقرب دخول فصل الربيع الذي يشهد عادة شراسة قتالية أكبر أصر "زيميري بشاري"، المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية أن الوضع مازال "تحت السيطرة" وأن العمليات الأخيرة لا تحجب الإنجازات الأمنية التي حققتها الحكومة، معبراً عن ذلك بقوله "نحن بالتأكيد منشغلون بالعمليات التي تنفذها "طالبان"، وسنقوم بكل ما يلزم لتجنبها وتعقب الجناة، وربما يكون هناك تكتيك جديد من المسلحين بضرب أهداف معروفة وسط العاصمة كابل لجلب الانتباه إليهم وترويع الناس". وفيما يستبعد المراقبون أن يتغير الوضع الأمني في كابل بسبب الهجمات الأخيرة بالنظر إلى استمرار الجيش الأميركي في تسيير دوريات مشتركة مع القوات الأفغانية وسط المدينة وعدم تجرؤ عناصر "طالبان" على الدخول في مواجهات مباشرة مع تلك القوات، تعهدت وزارة الداخلية بتعزيز دفاعات الأهداف المحتملة مثل الفنادق والمراكز التجارية لقطع الطريق على هجمات "طالبان". وقد أصدر مكتب الرئيس كرزاي، مباشرة بعد وقوع الهجومين وسط العاصمة بياناً أدان فيه "قتل المدنيين الأبرياء الذين كانون يتسوقون"، مضيفاً أن الهجوم أبان عن "الطبيعة الشريرة والمناقضة لروح الإسلام التي يتسم بها الإرهابيون وعدم رغبتهم في رؤية الناس ينعمون بالسلام والطمأنينة". توم بيتر كابل ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©