بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى

يضرب لكل ما جاوز الحد المثل «بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى»، والزُّبْيةُ: الرابية التي لا يعلوها الماء، والزُّبَى جمع زُبْية وهي الرابية لا يعلوها الماء، الحفرة التي تحْفر للأسد ولا تحفر إلا في مكان عال من الأرض لئلا يبلغها السيل فتَنْطَمَّ، وفي حديث عليّ، كرم الله وجهَه: أنه سئل عن زُبْيةٍ أصبح الناسُ يتدافعون فيها فهوى فيها رجل فتعلق بآخر، وتعلق الثاني بثالث والثالثُ برابع فوَقَعُوا أربعتُهم فيها فخدَشَهم الأسد فماتوا، فقال: على حافِرِها الدّيةُ: للأَول ربعها، وللثاني ثلاثة أَرباعها، وللثالث نصفها، وللرابع جميع الدية، فأُخْبِرَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فأَجاز قضاءه، وقال: لقد أرشدك الله للحق. وكتبَ عثمان إلى علي، رضي الله عنه لما حُوصِر: أمّا بعد فقد بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ، فإِذا أتاك كتابي هذا فأقْبِلْ إليّ، عليّ كنتَ أمْ لي، يضرب مثلاً للأمر يتفاقم أو يتَجاوَزُ الحدَّ حتى لا يُتَلافَى. وقيل: الزُّبْية حُفْرة يَستتر فيها الصائد. ويقال قد تَزَبَّيْت زُبْيةً؛ قال الطرماح: يا طَيِّءَ السَّهْلِ والأَجْبالِ مَوْعِدُكـم كمُبْتَغــى الصَّيدِ أَعْلى زُبْيةِ الأسَدِ والزُّبْيةُ أَيضاً: حُفْرة النمل، والنملُ لا تفعل ذلك إِلا في موضع مرتفع. والزابِيانِ: نَهَران بناحية الفُرات، والأُزْبِيُّ: السرعة والنَّشاطُ في السير، على أُفْعول. واستثقل التشديد على الواو، وقيل: الأُزْبِيُّ العَجَبُ من السير والنَّشاط. والأزَابِيُّ: ضروب مختلفة من السَّير، واحدها أُزْبِيٌّ. وحكى ابن بري عن ابن جني قال: مَرَّ بنا فلان وله أزابِيُّ منكرة أي عَدْوةٌ شديدة، وهو مُشْتَقٌ من الزُّبْية. والأُزْبِيُّ: الصوت؛ قال صخر الغيّ: كــأنَّ أُزْبِيَّهـــــا، إِذا رُدِمَــــــــتْ، هَـــزْمُ بُغــاةٍ في إِثْرِ ما فَقَــــــدُوا وزَبَى الشّيء يَزْبِيهِ: ساقه؛ وفي حديث كعب بن مالك: جرت بينه وبين رجل محاورة قال كعب: فقلت له كلِمة أُزْبِيهِ بها أي أُزْعِجُه وأقْلِقُه، من قولهم أَزْبَيْتُ الشّيء أزْبِيه إِذا حَمَلْتَه، ويقال فيه زَبَيْتُه لأن الشَّيءَ إذا حُمِل أُزْعِجَ وأُزِيلَ عن مكانه. وزَبَى الشّيء: حمله: قال الكميت: أهَمْدانُ مَهْلاً لاتُصَبِّحْ بُيُوتَكُمْ بِجَهْلِكُمْ أُمُّ الدُّهـَيْمِ وما تَزْبــي يُضـرب الدُّهَيْمُ وما تَزْبي للدّاهِية إِذا عَظُمَت وتَفَاقَمَتْ. وزَبَيْتُ الشَّيءَ أزْبِيه زَبْياً: حَمَلْتُه. وتَزابى عنه: تَكَبَّر؛ والتَّزابي أيضاً: مِشْيَةٌ فيها تَمَدُّد وبُطْءٌ؛ ويقال: أزَبَتْه أَزْبَةٌ وأزَمَتْه أزْمة أي سَنَة. ويقال: لَقِيتُ منه الأزابيَّ، واحدها أُزْبيٌّ، وهو الشرّ والأمر العظيم. أسامة بن منقذ: يابن الأُلَى جمعَ الفخـــارَ لِبيتهـــمْ ما شَتَّتُوهُ من العَطــاءِ، وفرَّقــــُوا وتملكـــــوا رق الأكــارم بالــــذي فكوا به رق العنـــــــاة وأطلقــوا أشكُو إلى عَلياك هَمًّا ضَـــاقَ عَــن كتمانــــه صـدري وما هو ضيّــقُ لو لم أُمَنّ النَّفـــسَ أنَّك كاشِـــفٌ كُرباتِهـــــا عَنْهــا لكادتْ تَزهَــقُ أَنا عائذٌ بك من عُقـــــوقٍ مُحبـطٍ عملي فعصيانــي لأمـــرك موبــقُ لا تُلزِمَنّـــــــي بالهَـــوانِ وحَملـــهِ إن احتمال الهون ثقــــل مرهــقُ وعَسَى قلوبٌ أعضَلَـــتْ أدواؤُهــا في قُربِنَا بعــــد التَّفـــرق تُفــرِقُ فضلُ الأقــارِب بِرُّهُــم وحُنُّوهُـــم فإذا جفونــــي فالأباعـــد أرفــق لا تغترر برجائهـــــم أن يحســـنوا كم قد رأينــَا مــن رجــاء يُخفــقُ خذ ما تراه ودع أحاديــث المنــى إنَّ الأمانِــي فيهــــــمُ لا تُصــدقُ وأغث فإن الســيل قد بلـغ الزبـى حقًّـــــا، وأَدرِكْنــي قُبيــلَ أُمــزَّقُ إسماعيل ديب