الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المولد الشريف

15 فبراير 2011 22:18
في مثل هذه الأيام، وبلاد المسلمين تحيي ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لابد أن يمر بذهنك شيء من سيرة رسول الله، فقد تتوالى على رأسك صور وأحداث تمثل تلك الثلاثة والستين عاما التي عاشها عليه الصلاة والسلام، تبرز الفيلة في رأسك مدججة بالعتاد لتذكرك بحادثة الفيل، ثم تنهمر عليك الأحداث كشريط سينمائي يختصر لك ما حدث في مثل هذه الأيام قبل أكثر من أربعة عشر قرنا.. ووجدتني أتذكر ذلك اليوم عندما قررت السفر إلى مدينة رسول الله برا ربما لأرى معالم الطريق إلى المدينة المنورة.. جلستُ في المقدِّمة فالكراسي المتأخرة في ذيل الحافلة تصيبني بنوع من الغثيان ودوار البحر وهي عادة لم أتمكَّن من السيطرة عليها والتخلص منها برغم سفري الكثير ولمسافات طويلة في الباصات والحافلات إلى أماكن متفرقة من العالم، فتبقى الحافلات وسيلة نقل آمنة ورخيصة. ها نحن نشق الطريق بين الجبال، جبال على مرأى البصر ورمال، لا شيء غير الجبال والرمال. نحن اليوم نسافر بعد أربعة عشر قرناً من هجرة الرسول عليه الصَّلاة والسلام، ترى كيف قطع هذه الصحراء الشاسعة الجرداء سيراً على الأقدام أو على الناقة؟. الحرارة مرتفعة في الخارج في هذا الطريق المسفلت ترى ذلك من السراب الذي ينعكس على أرضية الشارع الأسود الذي يتخايل لك على شكل ماء من بعيد على مرأى البصر. الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يمضي مهاجرا إلى المدينة المنوِّرة هو وصاحبه أبوبكر الصديق هربا من كفار قريش بعد الذي تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم أجمعين.. النبي عليه الصَّلاة والسلام يركب ناقته وبجواره صاحبه الصديق وخلفهما سراقة ابن مالك يطاردهما بفرسه التي تنغرس قدماها في الرمال.. إلى آخر القصة المعروفة. لم أنتبه إلى الوقت ولكن ها نحن ذا على مشارف المدينة فقد بدأت تظهر لك بعض الملامح، وقد تلوح لك من بعيد أشجار النخيل الباسقات.. تتذكَّر هنا كيف استقبل المسلمون نبي الله صلى الله عليه وسلم في مكان ما في هذا الاتجاه، وتتبع الخطى عندما تدخل المدينة متجها إلى المسجد النبوي الشريف، لكننا لم نتوقف عند المسجد عندما حاذينا به، كان لابد أن نحط الرحال في فندق قريب من المسجد النبوي، لم أمكث فيه سوى دقائق رتبت فيها أمور إقامتي ووضعت رحلي ونزلت إلى المسجد، بضع خطوات لابد أن أمشيها مستهديا بالمنارات الشاهقة لتدلني إلى المسجد فقد كانت البنايات التي تحيط بفندقنا المتواضع تحجب الرؤية.. سعيد البادي rahal ae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©