ثلاثة أسباب للتعاسة في العمل

كل عائلة تعيسة لها أسباب مختلفة للشعور بالتعاسة، وكل موظف يشعر بالتعاسة لأسباب مختلفة أيضاً، ويشير ''باتريك لنسيوني'' المستشار في مجال الإدارة إلى أن الشعور بالتعاسة في العمل يعود إلى ثلاثة أسباب: الأول يكمن في عدم الشهرة وعدم التمييز حيث يشعر الموظف بألا أحد يهتم بوجوده في الشركة، والسبب الثاني يتلخص في تعذر قياس الأداء حيث لا يعلم الموظف هل هو يقوم بالعمل على الوجه المطلوب أم لا، في حين أن السبب الثالث يتركز في عدم وجود رابط بين الموظف والعمل، وأن العمل باختصار ليس همه الأول ولا الأخير· وفي واقع الأمر فإن التعاسة أصبحت كالوباء كما يقول عنها ''لنسيوني'' الذي يشير إلى أن ثلاثة أرباع العاملين يكرهون عملهم، وهو يقول إن التعاسة تنتج غالباً عن فشل المدراء في المستوى الوسيط الذين لا يحسنون إضفاء جو إيجابي على العمل والعاملين على حد السواء، ويضيف ''لو أنهم (المديرون في المستوى المتوسط) فقط تذكروا كيف كان إحساسهم بالتعاسة عندما كانوا موظفين عاديين فسوف يجدون الحل لذلك''· وتشير ''لوسي كيلاوي'' وهي محررة لعمود صحفي يختص بمعالجة قضايا الأشخاص في العمل في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' إلى أن ما ذهب إليه ''لنسيوني'' حول أسباب التعاسة في العمل ليس صائباً تماماً من وجهة نظرها حيث ترى أنه كلما أجهد الإنسان نفسه في البحث عن معنى للعمل كلما قل احتمال عثوره عليه، وتتساءل''كيلاوي'': ''بصفتي كاتبة عمود هل هنالك معنى لكتابة الأعمدة؟ لا، بالطبع لا يوجد معنى لذلك· ولكن إذا كان الناس يحبون قراءتها و كنت أنا أحب كتابتها، فذلك يبدو سبباً معقولاً إلى حد كاف للقيام بذلك''· إن أسباب التعاسة في العمل كما توضحها ''لوسي كيلاوي'' تكمن بشكل أساسي في ثلاثة أمور أساسية هي: العمل والناس والبيئة العامة، فالعمل يمكن أن يكون مملاً بدرجة كبيرة أو صعبا بدرجة كبيرة جداً أو سهلاً بدرجة كبيرة جداً، فالمشكلة حول العمل هي هكذا ببساطة، أما فيما يتعلق بالناس، فنحن هنا نواجه شخصيات مختلفة حيث يوجد الكسالى والمهملين والحاقدين والاستغلاليين والمحبطين أيضاً مما يعني إشاعة أجواء سلبية في مكان العمل· أما البيئة فهي الأخرى قد تكون مملة وغير صحية وتحكمها علاقات ومصالح تضر بالعمل· وترى ''لوسي'' أن ''لنسيوني'' أصاب فقط في الطرح العام الذي قدمه