الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ليس تطبيعاً

15 فبراير 2011 22:38
الرياضة الفلسطينية تعيش أجمل أيامها هذه الفترة، نظراً للدعم الدولي الذي تلقاه من اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم، وشاهدت الحراك الرياضي وأنا أزور أقدس البقاع، فلسطيننا الحبيبة بصمود أبنائها. ولقد أدركت ما تشعر به قيادتها السياسية من مرارة لتجاهل أشقائهم لشبابها ورياضييها، كما هي الحال في القطاعات الأخرى، في وقت هم أشد حاجة للوقوف معهم ودعم صمودهم في وجه الاحتلال، الذي يرى في مقاطعتنا لهم انتصاراً له، لأنه يريد ألا يرى للابتسامة طريقاً لقلوب أبناء فلسطين، وبجهل منا لماهية التطبيع، فقد أصدرنا حكمنا القاسي على أن الالتقاء بأشقائنا الفلسطينيين رياضياً في أراضيهم وهم تحت الاحتلال نوع من أنواع التطبيع الذي فرضته السياسة الخاطئة وتكريس هذا المفهوم، وكما قالت القيادات السياسية الفلسطينية التي التقيناها، من رئيس السلطة ورئيس الوزراء وقادتها الرياضيين، إن زيارة السجين وهو الفلسطيني في سجنه، ليست زيارة للسجان الذي هو الاحتلال.. أي أن اللقاءات الرياضية على المستويات كافة على الأراضي الفلسطينية ليست تطبيعاً، كما اعتقدناه، لأن ذلك هو هدف إسرائيل الحقيقي. ومن هنا لا بد أن تدرك القيادات الرياضية العربية، وعلى رأسها الجامعة العربية، ضرورة دعم الأشقاء في هذا الجانب، لكسر هذا الحصار الذي فرضه الاحتلال الغاشم، وساهمنا نحن في تكريسه بإرادتنا، توجه يجب أن يتبناه وزراء الشباب والرياضة العرب ورؤساء اللجان الأولمبية العربية لكسر هذا الحصار الظالم لرسم الابتسامة على وجوه أشقائنا في الوطن السليب ودعم صمودهم وصمود شبابه ورياضييه. فمن شظف العيش الذي يعيشونه، وعلى مساحات محدودة جداً من الأراضي والمخيمات، علينا أن نجد لهم متنفساً بلقاء أحبتهم من شباب الوطن العربي ينسيهم ولو لحين معاناتهم اليومية مع الاحتلال الغاشم، فالمعاناة اليومية التي يعيشونها تستحق منا معايشتها بالمشاركة في فعالياتها وبالزيارات المتبادلة في كل الأنشطة الرياضية وكذلك الشبابية والثقافية والفنية والعلمية، فهناك منشآت رياضية بمواصفات عالمية رغم الحصار الظالم، ولديهم من الكفاءات في تنظيم أي فعالية مهما كان حجمها باقتدار. لقد وجدنا الفرحة في عيونهم وهم يستقبلوننا في أراضيهم ووجدوها البلسم الشافي لجراحهم العميقة، فلا نبخل عليهم بزيارة ومشاركة لدعم صمودهم رغم القسوة والقهر، لأن زيارتنا لهم تشكل لهم العمق العربي والإنساني ودحر الصعاب وقهر الظلم. ففي المسجد الأقصى، الذي يئن تحت السيطرة الإسرائيلية، والحرم الإبراهيمي في الخليل، لمسنا حجم المعاناة، ووجدنا فرحة الأشقاء بزيارتنا لهم ولقائنا معاً، فرحة ما بعدها فرحة. فإن جارت على أشقائنا قوى الظلم بالاحتلال الغاشم، فزيارة فرقنا ومنتخباتنا العربية هي المعين لهم في فرض الإرادة والصمود لتحقيق حلم التحرير والعودة. عبدالله إبراهيم | abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©