دموع دياز!

لازال الهداف البرازيلي دياز في حالة من البكاء الطويل·· إنه البكاء بلا دموع كما وصفه دياز نفسه عندما أراد أن يعبر عما ينتابه الآن وهو في المدرجات ينظر بحسرة إلى المرمى الذي طالما غازل شباكه حتى أثمرت 11 هدفاً، وكان يحلم أن يبلغ العشرين، لكنه الآن لايقدر إلا على النظر من بعيد وكأنما لافتة سوداء قد تعلقت فوق العارضة تقول له: ''ممنوع الاقتراب والتسديد''! إنها الفترة الأسوأ هذا الموسم في مسيرة هداف الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوصل وأحد المنافسين بشدة على لقب هداف الدوري حيث يمتد التوقف للأسبوع الثالث على التوالي بسبب العضلة الضامة وربما يحتاج إلى المزيد· وعلى الرغم من الحزن الشديد الذي أكد دياز أنه يعيشه الآن في واحدة من أسوأ فترات حياته في ملاعب الكرة إلا أنه يؤكد وبإصرار أنه لن يعود إلا إذا اكتمل شفاؤه بنسبة 100%، مشيراً إلى أن الخطأ الفادح الذي ارتكبه منذ أصيب في لقاء حتا أنه تلهف للعب ولم يحتمل الابتعاد فشارك في المباريات مصاباً أو غير مكتمل الشفاء ومع كل مشاركة كانت تتجدد الإصابة إلى أن وقعت المأساة في لقاء سابا الإيراني بطهران في دوري الأبطال الآسيوي حيث شعر بالألم أثناء التسخين قبل دقائق من المباراة ولم يمض غير ربع ساعة من البداية حتى كانت الإصابة قد تفاقمت، لكنه واصل اللعب حتى عجز تماماً ثم خرج ولم يعد إلى الآن! يضيف دياز: إنها حقاً تجربة مؤلمة علمتني ألا أكرر الخطأ مرة أخرى، وقد ابتعدت وأجريت الفحوص والأشعات اللازمة، وخضعت لفترة علاج وتوقف إجباري عن التدريبات والمباريات آلمتني بقدر ما جعلتني مصراً على عدم المجازفة، ولن أعود مجدداً إلى الملاعب وأنا سليم 50%، بل لابد أن أتأكد من تمام الشفاء واكتمال اللياقة البدنية والفنية بنسبة 100% حتى أظهر بالمستوى الذي يرضي طموحي وحتى لا أبدو في الملعب كما لو كنت عاجزاً كما حدث في لقاء سابا، ثم تتجدد الإصابة من أجل مشاركة سلبية قد لاتطول لأكثر من 45 دقيقة يكون ثمنها غياباً طويلاً عن المباريات، لاسيما أن الموسم في نهاياته وليس هناك وقت لتوقف آخر· وقال دياز: إنني لاعب محترف وكرة القدم هى مهنتي ومستقبلي، وأنا أتعامل بهذا المنطق وأفكر بهذه الفلسفة، وبالتالي فإن أي سلبية ارتكبها أو تواجهني هى عثرة حقيقية على طريق المستقبل، ومن هنا يأتي حزني في هذه المرحلة·· إنني بالفعل حزين جداً كما لو كنت أبكي بلا دموع، فأنا أحب الكرة، وأتشوق لأن ألعب دائماً وأكون مع الفريق في الميدان، وهذه هي وظيفتي وحياتي، لكن عزائي دائماً أن أحداً لايعرف حكمة الأقدار وأين يكون الخير، وربما يكون هذا التوقف خيراً في النهاية، وهذا ما أردده لنفسي في هذه الأزمة· وعن الأهداف العشرين التي وعد ببلوغها في الدوري هذا الموسم قال: لقد كان حلماً جميلاً وقفت ضده الأحداث، وربما أصبح إدراكه الآن صعباً، لكنني سأبذل قصارى جهدي للاقتراب من هذا الرقم إذا عجزت عن تحقيقه، والأهم عندي أن يحقق الفريق نتائج جيدة ومعدلات تهديف كبيرة تساعده على تحقيق الانتصارات ولو كانت بأقدام زملائي في الفريق·· صحيح أنني مهاجم ووظيفتي الأولى هي إحراز الأهداف، لكنني الآن بعيد، وأتمنى ألا يطول غيابي، وأن يتمكن الفريق بما يملك من كفاءات أن يحقق أهدافه· وعن حالته الآن بعد هذه الفترة العلاجية قال دياز: إنني أشعر بتحسن كبير، ولازلت أمارس تدريبات منفصلة في الملعب دون المشاركة في المران مع الفريق، وبدأت أتدرب بالكرة، وربما أحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أيام أخرى لأنضم إلى التدريب الجماعي، لكنني سأكون حذراً بالطبع· وعما إذا كان زي ماريو مدرب الفريق يتحدث إليه ويتابعه قال: إنه لم يتحدث معي، لكنه بالتأكيد يتابع عن طريق طبيب النادي، وربما أتحدث أنا إليه اليوم حول ما وصلت إليه وتوقيت العودة للتدريبات والجرعة التدريبية الممكنة ومتى يمكنني العودة للمباريات·