إنشاء محكمة استئناف شرعية شمال غرب باكستان

أعلنت حكومة إقليم الحدود الشمالية الغربية في شمال غرب باكستان الليلة قبل الماضية إنشاء محكمة استئناف شرعية في إحدى مقاطعات الإقليم، مثيرة اعتراض زعيم متشددين توسط في اتفاق السلام الهش الذي وقعته مؤخراً مع حركة «طالبان» الباكستانية. من جانب آخر، منعت السلطات الباكستانية زعيم «حزب تحريك إنصاف» المعارض عمران خان من دخول كراتشي عاصمة باكستان التجارية وعاصمة إقليم السند جنوبي البلاد، خشية اندلاع أعمال عنف عرقي هناك. وصرح وزير الاعلام في حكومة ميان افتخار حسين لصحفيين في العاصمة الإقليمية بيشاور بأنه تم انشاء محكمة استئناف شرعية باسم «دار القضاء» في مقاطعة ملاقند (100 كيلومتر شمال غربي العاصمة الباكستانية إسلام آباد)، بموجب اتفاق السلام مع «طالبان» القاضي بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية هناك. وأضاف «عين قاضيان لرئاسة المحكمة وبذلك وفت الحكومة بوعودها كافة ومنها الطلب الأكثر أهمية وهو إنشاء دار القضاء». وتابع «الآن ليس هناك مبرر لحمل السلاح. إن المطلب الرئيسي قد تم الوفاء به. لا يوجد مبرر الآن لحمل السلاح. إذا حملوا السلاح بعد هذا الإعلان وواصلوا تحديهم للحكومة ومحاولة إدارة حكومة موازية، فإن الحكومة ستوقفهم عند حدهم بأي ثمن. وأوضح أن المسلحين هناك سوف يعتبرون أيضاً متمردين وأن مراسم جنازاتهم لن تتم على الطريقة الإسلامية. لكن زعيم حركة تطبيق الشريعة المتشدد الوسيط الملا صوفي محمد رفض خطوة حكومة الإقليم ووصفها بأنها «أحادية». وذكر مجلس شورى جماعته في بيان أصدره بعد جتماع طارئ في بلدة أمان دارا بالمقاطعة إن السلطات لم تستشره في الأمر. وقال المتحدث باسم المجلس أمير عزت خان «إننا في انتظار الجولة الثانية من المباحثات ولكننا لم يؤخذ بمشورتنا». وأضاف إنه لو لم تنبذ «طالبان» العنف، فهم سوف ينأون أنفسهم عن إتفاق السلام. في غضون ذلك، أعلن الجيش الباكستاني مواصلة هجومه في وادي بونر بالمقاطعة ذاتها، حيث استمر القتال لليوم الخامس على التوالي. وقال في بيان عسكري «قتل حتى الآن في عملية بونر 80 متمردا بينما استشهد ثلاثة جنود وأصيب ثمانية آخرون بجروح ». في الوقت نفسه ، قال المتحدث باسم «طالبان» مسلم خان إن مسلحي الحركة قطعوا رأسي مسؤولين في وادي سوات بالإقليم بعدما قتلت قوات الأمن قائدين صغيرين للمتمردين أمس الأول. وقال قائد الشرطة في مينجورا، عاصمة الوادي، دانيشوار خان إن المسؤولين اختطفا وذبحا في بلدة قرب المدينة. على صعيد آخر، صرح عمران خان لصحفيين في مطار لاهور عاصمة إقليم البنجاب شرقي باكستان، بأن السلطات منعته من ركوب الطائرة المتجهة الى كراتشي. وقال «هذا أمر مخزٍ. وفق أي قانون يمكنهم منع مواطن باكستاني من الذهاب إلى كراتشي؟ أليست كراتشي مدينة باكستانية؟». وذكر أنه كان ذاهبا لحمل رسالة سلام الى كراتشي التي يقطنها 16 مليون شخص بينهم نسبة أكبر من البشتون خارج إقليم الحدود الشمالي الغربي وتشهد توترا بين البشتون والمهاجرين من الهند والمتحدثين اللغة الأوُردية. واتهم زعيم «حركة مهاجر قومي المتحدة» ألطاف حسين بمنعه من السفر، قائلاً «نحاول تشكيل وحدة بين جميع الجماعات العرقية لكن ألطاف حسين اعتبر كراتشي ملكا له ومنعنا ذلك».