هدى جاسم، وكالات (بغداد) - قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 21 آخرون أمس باعتداءات في بغداد والتأميم ونينوى التي فككت فيها الشرطة شبكة إعلام لتنظيم مسلح يتبع “القاعدة” واعتقلت 11 شخصا منه. فيما حذرت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي من “ديكتاتورية جديدة في العراق في حال لم تتحقق الشراكة الحقيقية”، وحملت العملية السياسية ومكوناتها المسؤولية “عن كل قطرة دم أريقت في ساحة التحرير” أثناء التظاهرات المعارضة للحكومة.
فقد أسفر انفجار سيارة ملغومة في شارع تجاري بالموصل في محافظة نينوى أمس عن سقوط قتيلين أحدهما جندي وإصابة 14 شخصا. وفككت شرطة المحافظة شبكة إعلامية مسلحة تابعة لتنظيم “دولة العراق الإسلامية” المرتبط بـ”القاعدة” وتتألف من 11 عنصراً تم اعتقالهم، مشيرة إلى أنها ضبطت مخبأ كبيرا للعتاد والأسلحة.
وفي محافظة التأميم فتح مسلحان النيران من سيارة فأصابوا أحد أفراد قوة أمن كردية (الأسايش) في مدينة كركوك. وفي بغداد أسفر انفجار قنبلة مزروعة على الطريق قرب دورية للشرطة، عن مقتل مدني وإصابة ستة أشخاص بينهم ثلاثة من الشرطة.
وفي محافظة ديالى عثرت الشرطة على جثة امرأة مخنوقة في بلدة قرب مدينة بعقوبة، كما عثرت على جثتين متحللتين لرجلين دفنا عام 2006 قرب بعقوبة بعد أن اعترف مسلح بقتلهما وكشف عن مكان دفنهما أمس.
وقال المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا “كنا نتمنى من حكومة نوري المالكي أن تتعظ بدروس الدكتاتوريات السابقة وما آلت إليه، خصوصا أنها قادت بلدانها وشعبها إلى الدمار والهلاك”، مشددا على أن “من يريد أن يؤسس لسياسة تكميم الأفواه في العراق عليه أن يتعظ من تلك الأنظمة والتجارب السابقة”.
وأضاف أن “يوم التحول من نظام ديمقراطي إلى دكتاتوري شمولي قضية سهلة، لكن التحدي الحقيقي هو التحول من نظام دكتاتوري إلى ديمقراطي”، محذرا من أن “التجربة العراقية تواجه تحديات كبيرة، وإذا لم تكن هناك شراكة حقيقية وحرية في التعبير عن الرأي، فسنقول أهلا بخلق دكتاتورية جديدة في العراق”.
واعتبر الملا أن “من يريد أن يقف أمام إرادة الشعوب فليبدأ بتحضير قبره من الآن، لأننا نقول إن اليوم عصر الشعوب وليس عصر الأنظمة الدكتاتورية”، مبيناً أن “الكلمة الحرة والإرادة الحرة استطاعت أن تنهي أعتى الدكتاتوريات في المنطقة”.
وقال إن “انتهاك الدستور يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان وأصل القواعد الديمقراطية، ونحن نرفض بشدة الإساءة لمن يمارس حقه الدستوري”، مشدداً على “ضرورة محاسبة جميع الأطراف السياسية أو الأجهزة الأمنية التي تسعى إلى مصادرة هذا الحق من أبناء الشعب العراقي”.
ورأى الملا أن “العملية السياسية بكل أحزابها ومكوناتها مسؤولة عن كل قطرة دم عراقي وما حدث من اعتداءات على المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد”، مؤكدا “سنطالب بحقوق الشعب والدماء التي سالت وستسيل في ساحات العراق وشوارع بغداد وبقية المحافظات”. وقال إن “الشعب العراقي يواجه الكثير من المعاناة، والدستور كفل حرية التعبير، لذا يحق للشعب التظاهر في ساحات العراق وساحة التحرير للمطالبة بأبسط حقوقه”.
كما حذر محافظ نينوى أثيل النجيفي من نشوء ديكتاتوريات جديدة في العراق، معتبرا أن بعض الأحزاب التي وصفها بـ”الضاغطة” تتعامل مع القوى الأخرى على أساس أنها الحزب الأوحد، فيما أكد أن حسم مسألة حدود المحافظة الإدارية يحتاج إلى وقت على الرغم من وجود تقارب مع حكومة إقليم كردستان.
وقال النجيفي إن “هناك قوى وأحزابا ضاغطة تعتقد أنها الحزب الأوحد في العراق وتتعامل مع البقية على هذا الأساس”، محذراً من “نشوء ديكتاتوريات جديدة خلال الفترة المقبلة تحاول فرض هيمنتها في البلاد، خصوصاً بعد الانسحاب الأميركي”.
عدد اليوم
